الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في أسباب فشل تجسيد التيار الثالث ...

إعتراف الريماوي

2005 / 12 / 6
القضية الفلسطينية


بعد أن بدأ التسجيل للقوائم الإنتخابية في الثالث من الشهر الجاري، إستعدادا لخوض الإنتخابات التشريعية الفلسطينية، حتى بدا واضحا أن فكرة التيار الثالث، قد تبخرت، وأن مكونات هذا التيار قد سجلت قوائمها فرادى، بإستثناء ثلاث قوى قد سجلت بصيغة إئتلافية.
تجربة الإنتخابات الرئاسية على ما يبدوا لم تفد أحدا بعبرة ما ، رغم ما حملته من مؤشر لإمكانية الإئتلاف والتوافق ، وبالتالي فتلبية إحتياجات الوسط الشعبي والجماهيري لوجود تيار ثالث لم تتحقق، وبقيت فكرة ينادي بها الجميع في الخطاب، ولم تنتقل لمكانها كتجربة رائدة !
هناك أطراف وشخصيات في المكونات المفترضة للتيار الثالث، ترى في هذا التيار فرصة لتحقيق مكاسب رقمية وعددية، وهذا يمكن قوله من خلال ما رشح من معلومات حول بعض الحوارات الداخلية التي جرت في محاولات لتشكيل التيار، ومثل هذه التوجهات يتم لمسها وفهمها عندما يكون الفرق كبيرا بين الحجم الحقيقي لها(من خلال أي إستطلاعات رأي) وبين تشبثها بأرقام أكبر لتتمثل بها في هذا التيار. وفي سياق مشابه، تبرز أيضا الشخصيات النجومية التي تسعى للتيار الثالث ولكن فقط إذا كانت على رأسه؟! فهي لا ترى ذاتها إلا بهذا المكان وإلا لن يكن هذا التيار صالحا!
كما أن هنالك مشكلة برنامجية فيما بين الأطراف، ومن االمؤشرات على ذلك بالإضافة للإختلافات السياسية التقليدية في بعض المواقف المعروفة أصلا، هو دخول العديد من قوى التيار المفترضة، بتحالفات مع حزب السلطة في الإنتخابات المحلية في مختلف مراحلها ، وبما فيها المرحلة الرابعة والتي ستجري في 15/12/2005، فهذا وحده يعد مؤشرا ليس بسيطا على عمق الهوة البرنامجية التي لم يتم ردمها وتجاوزها في فهم طبيعة التيار الثالث كبديل، فالبديل يتحقق بالبرنامج والبنية والممارسة التي تعمل على تحقيق الإحتياجات والتطلعات المرتبطة بوجوده وطنيا وإجتماعيا، وليس بحالات الإرتباك وعدم الحسم سواء في الفهم أو المنهج والممارسة.
قلنا سابقا، ان عدم تحقيق تيار ثالث حقيقي ببرنامج متميز ومستقل، سيجعل من القوى اليسارية جميعها كسورا في نتائج العملية الإنتخابية، وسيحفظ لها النصيب اليسير من التأثير في الفعل السياسي والإجتماعي، فالكل يتحمل مسؤولية الفشل في عدم تحقيقه، ولكن من أجل الإنصاف ولنكن أكثر عدالة في نقدنا، لا بد أن نتحدث بنسبية المسؤولية لكل طرف، وأن لا تبقى المسؤولية معومة، فوجود التيار الثالث يقتضي من أولوياته، التحدث بروح صادقة وناقدة إفادة للتجربة في المستقبل.
برأيي، أنه لم ينضج بعد فهما مشتركا لدى القوى اليسارية بأهمية التيار الثالث، رغم نضوجه كحالة وحاجة موضوعية على الأرض، وبالتالي غلبت الفئوية والذاتية الشخصية على ضرورة إنجاز برنامج وبنية التيار الثالث، والكل يبحث ويجادل بالقوائم والأرقام ، ولكن ماذا عن ما بعد إنتهاء الإنتخابات ؟ ماذا عن دور اليسار؟ وكيف سيبقى ؟ خصوصا أن النتائج تشير إلى ذروة من حالة الإستقطاب بين "فتح" و "حماس"، وبهذا المعنى ستكون نتائج ما حصده اليسار المشظى متواضعة، وهنا سيبزغ السؤال من جديد : هل كنا بحاجة لهذا الدرس المعروف مسبقا ؟ وهل هذه القوى ستجلس معا بتواضع يشبه نتائجها الرقمية أم لم تفق بعد؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية