الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سرديات الروح ساعة الغسق

عزمي موسى

2016 / 4 / 30
الادب والفن


أنحناء ألعاطفة
وهي تحتضن بين يديها بضع ورود كانت قد أقتطفتها بعناية عالية من أحدى حدائق المنازل الفاخرة . أقتعدت على ألأرض , قبالة مركز تجمع الدبابات المتجهة الى الجبهة . تراقب بأنفعال شديد حركة الجند بين ألأليات العسكرية عسى أن ترى أبنها بينهم الذي تركها منذ ستة أشهر دون أي خبر ... في ألأثناء ترجل ضابط من سيارة جيب بدون سقف سرعان ما ألتف حوله بعض العسكر يصغون ألى أوامره بصمت .. قفزت بسرعة للركض نحوه غير أبهة بأي شيء حتى بسقوط الورد مبعثرا على ألارض . حاولوا منعها منه . أشار بيده أن يدعوها , عانقته بشدة وقبلته بحرارة عالية وبادلها ذات ألأنفعال .
همست وهي تبكي .
مدفوعة بشوقي الى أبني ركضت أليك . وأدارت ظهرها بتؤدة
رد . وأشتياقي الى أمي هو الذي مكنك مني . ومضى يشق طريق بين العسكر
الياسمينة

عندما بدء القارب يقترب من الشاطىء شيئا فشيئا . قفز من فوقه وهو يردد يا زهرة رجعت يا زهرة رجعت .. ضن السامعين انها امرأة يمتلئ بها عشقا تنتظره .. حين وصل وجدها قد تحطمت وداس المسلحون على أزهارها ... صرخ بصوت عالي أخترقت جسده رصاصة قناص .. سقط بدمه المسفوح بالقرب منها . بكت عليه الياسمينه وكفنته بما تبقى لديها من أوراقها .
كنه الجمال
أدرك أن لا يكتفي بتأمل فقط . عليه أن يلمس الجسد , وأن يفحصه بعينيه أيضاً , كي يدرك كنهه عبر أيجاد حالة من التوازن ما بين فيض المشاعر الثائرة في داخله وما بين تماهي جمال الطبيعة في طبيعة الجسد المعجون بماء الحياة .. هو في بحثه عن هذا التوازن أنما يبحث عن الطاقة المتموجة ما بين ذواته المتعددة , وعن كيفية ضبطها بما يتناسب مع عالمه ، ولا يود للذي يفيض به ان يستقل عنه . شيء من الانانية لكنه ملكه الذي يشعره بوجوده
وأخيراً قال
أه كم أنا سعيد بين أحضان الجمال هذا .
مناجاة
يا فينوس
انا عبدك سيروس ، بحق الجمال الذي يجمعني بك . هناك من لا يقدس اسمك ويقتل جمالك المنشور على الارض ... أنظر ألى هذا الغراب كيف يكرهك وينهش خاصرتي لاني أشبهك
يا فينوس انا صورتك ظلك على ألارض . سيروس القديس يناجيك . هذا غراب أسود يلتف حولي يأكل كبدي . فأن لم تساعدني فلن تجد من يذكر أسمك بعدي .
يصرخ فينوس
ترتجف السماء وتهتز ألارض
يا سيروس أصمد فأن جمال روحك منتصر .
صدمة
حين رأته من بعيد يتكىء على عكازه ويجر قدميه بتؤدة صدمت . قالت يا الله توقفت الحرب منذ زمن ، وهو لم يعد . كيف لي أن أرى ذكريات أمي الجميله تزحف على الارض هكذا ، وهي التي رحلت تبحث عنه بين القبور .
الرحيل
عيناها على الشرق تنظران وكأنها تتأمل وجه ما عرفته من قبل . أقترب منها أسألها تلوح لي بيدها ، ان لا شيء . تململت في مرقدها ثم همست بصوت خافت ، لن تجد من يحتسي ألقهوة معك بعداليوم يا بني . بصمت مريب أسبلت عيناها للعدم . وأخيراً سقط جسدها النحيف على ثلاثة وستون زهرة من عمرها حزينات . ودعتنا ولم نودعها هيأت نفسها وما هيأتنا كي نعد لها القداس الاخير .. سبقتنا الى الزمن الابدي ، وتركتنا في القهر مكلومين . طعم الحياة أصبح مر على اللسان . لا ماء لا هواء من بعدها نريد .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يعود للمحكمة في قضية شراء صمت الممثلة الإباحية


.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان




.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير


.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام




.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي