الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الولايات المتحدة، دول الخليج العربية، إيران

ضياء رحيم محسن

2016 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


بعد نحو عام من القمة الأمريكية ـ الخليجية التي عقدت في كامب ديفيد، جاءت القمة الثانية والتي عقدت في الرياض، في أعقاب توقيع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي من جهة، والجمهورية الإسلامية الإيرانية الاتفاق النووي، والذي سمح للأخيرة بالمحافظة على ترسانتها النووية السلمية، وهو الأمر الذي يعني أن الجمهورية الإسلامية دخلت النادي النووي من أوسع أبوابه، بعد أن حاولت دول عديدة إجهاض هذا المشروع الذي يمنح القادة والشعب الإيراني، بأنه ليس هناك أحد يستطيع بعد الأن مهاجمتهم كما فعل نظام صدام قبل ما يزيد على ثلاثين عاما.
هاجس الدول الخليجية والسعودية تحديدا، من هذا الاتفاق، أنه سيضفي نوع من المصداقية على تصرفات إيران لدى المجتمع الدولي، لهذا فهي حاولت ولا تزال تحاول إجهاض المشروع النووي الإيراني بشتى السبل.
خوف السعودية من الاتفاق النووي ليس لأنه سلاح يهدد أمنها، بل هناك خوف أكبر وأعظم منه، ذلك هو الخوف من تخلي الولايات المتحدة عنها، بسبب المشاكل التي تسببها لها داخل الولايات المتحدة، جراء تدخلها في شؤون دول كثيرة، وهي المتهمة بأحداث سبتمبر 2001، ومحاولتها إسقاط نظام بشار الأسد، وأخيرا وليس أخراً تدخلها في الشأن اليمني من خلال عاصفة الحزم منذ ما يزيد على عام كامل، بحجة إعادة الشرعية الى سدة الحكم!
تخلي الولايات المتحدة عن السعودية، إذا لم يكن اليوم؛ فسيكون في يوم أخر لأسباب عديدة، منها أنها لا تريد أن توجع رأسها في مشاكل تسبب لها قلقا داخليا، ثم أنها تبحث عمن في يده أوراق اللعبة في الشرق الأوسط، والسعودية لم تعد ذلك اللاعب الذي يمتلك أوراق اللعبة، صحيح أنها تلعب بورقة الطائفية وتنظيم القاعدة وداعش في سوريا والعراق واليمن وليبيا، لكن هذه ليست جميع الأوراق، لأننا نعلم يقينا أن الولايات المتحدة ومن خلال تصريحات المسؤولين الأمريكان، بأنها تقود حربا ضد هذه التنظيمات.
إهتزاز ثقة دول الخليج العربية بالولايات المتحدة، نابع من تصريحات المسؤولين الأمريكان، وعلى رأسهم الرئيس أوباما الذي يقول: ((ليس لحلفائنا الخليجيين، أصدقائنا التقليديين، القدرة على إطفاء النيران بأنفسهم، كما أنه ليست لديهم القدرة الكافية لحسم المعركة على نحوٍ حاسم وحدهم، وهذا يعني أنه يجب علينا الذهاب وإستخدام قوتنا العسكرية لحسمها لمصلحتهم. وهذا لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة ولا في مصلحة الشرق الأوسط))، بما يوحي بأن الولايات المتحدة لن تتدخل في أي صراع عسكري بين دول الخليج العربية وإيران.
الإدارة الأمريكية ترى بأن الجمهورية الإسلامية، هي الأقدر على محاربة التنظيمات الإرهابية؛ سواء في سوريا أو العراق أو في اليمن، كما أن إهتمام الإدارة الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط أخذ يتراجع مع زيادة إنتاجها النفطي، بالإضافة الى إنخفاض سعره في السوق العالمية، بملاحظة أن تراجع هذا الاهتمام ليس مرتبطا بشخص الرئيس الأمريكي، بل إنه مرتبط بمجمل السياسة الأمريكية، التي ترى أن دول الخليج العربية أخذت ترتكب الأخطاء مستندة الى علاقتها بالولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان وتورطها في ملف الإرهاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل