الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على شرف الاول من أيار: المستقبل يضمنه محور الشعوب

عادل عامر
الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني

2016 / 4 / 30
ملف 1 ايار - ماي يوم العمال العالمي 2016 - التطور والتغييرات في بنية الطبقة العاملة وأساليب النضال في ظل النظام الرأسمالي والعولمة



يأتي الاول من أيار هذا العام في ظل ظروف سياسية وعالمية تأخذ طابع الانتظار وبداية التبلور نحو الانتقال من مرحلة الى اخرى وظهور اصطفافات جديدة علنية / قديمة سرية، على مستوى العالم بشكل عام وفي منطقتنا بشكل خاص وذلك استنادا للتطورات الاقتصادية والعسكرية التي يمر بها العالم والمنطقة.
الازمة الاقتصادية العالمية التي شهدها العالم في السنوات الاخيرة، وتحديدا سنة 2008، والتي كانت قمة تجلياتها افلاس اليونان اقتصاديا، بسبب المديونية العالية جدا، للدول الرأسمالية الكبري وعلى رأسها ألمانيا، والتي وجدت حلها للأسف الشديد من خلال ضرب الحقوق الاجتماعية والنقابية للطبقة العاملة اليونانية ومن خلال تعميق الخصخصة لهذا الاقتصاد بنسب عالية جدا لتشمل قطاعات واسعة من الاقتصاد اليوناني، واعادة جدولة هذه الديون من جديد دون تحرير هذا البلد من وطأة هذه الديون.
ولكن اليونان تبقى الدولة النموذج لما تعانيه الدول الرأسمالية اذ ان هناك دولا ومجتمعات كاملة على شفا الانهيار والافلاس. ويبقى السؤال ما الذي يمنع انهيار هذه المجتمعات وهذه التشكيلات الاقتصادية حتى الآن؟
أحد العوامل الذي يمنع انهيار هذه الدول حتى الآن هو رغبة و مصلحة الاتحاد الاوروبي والدول القوية فيه وفي العالم، في بقاء هذه الدول اعضاء في هذه المحاور الاقتصادية الضخمة كجزء من هذه المنظومة الاقتصادية الهائلة التي تمنح له القوة والمقدرة على مد سيطرته الاقتصادية والسياسية الى ما هو خارج هذا الاتحاد. وبالاساس في المناطق التي تزخر بالموارد النفطية والغازية ومصادر الطاقة والثروات الطبيعية المختلفة وخاصة في منطقتنا، منطقة الشرق الاوسط، والتي تم اكتشاف مصادر جديدة وهائلة من الغاز فيها في الآونة الأخيرة، ان هذه الموارد يحتاجها الغرب لمواصلة انتاجيته العالية المعدة لغمر اسواق هذه الدول ببضائعه والحفاظ على هيمنته الاقتصادية العالمية. ومن اجل ذلك فهو على استعداد لعمل كل شيء في سبيل المحافظة عليها بما فيها "التضحية" بشعوب هذه المنطقة من خلال اشعال الحروب والصراعات المختلفة واطالة امدها اطول وقت ممكن لان ذلك يخدم مصلحته.
ان الاهمية القصوى التي تتحلى بها مصادر الطاقة الحديثة وصعود اهمية الغاز الى اعلى سلم الاولويات يكتسب اهتماما خاصا ليس فقط من وفرة المخزون وكمياته الهائلة، بل من قربه من اوروبا والغرب وسهولة انتقاله اليها اذا ما توفرت الظروف الجيوسياسية لذلك.
ولهذا فهي تسعى الى توفير هذه الظروف بكل الوسائل ولا تتوانى عن استخدام القوة العسكرية والتدخل المباشر وغير المباشر في زعزعة استقرار دول الشرق الاوسط "المتمردة" تحديدا في سبيل خلق مناخات تسمح لهذه الدول بالاستفادة من مصادر الطاقة بشكل متواصل وبارخص الاثمان. والعمل على تحررها من التعلق الكبير من مصادر الطاقة القادمة من اعماق ثلوج سيبيريا وروسيا كونها المزود الاساسي للغاز لاوروبا.
ولهذا فمن المهم ان نرى ونقرأ هذه الصراعات في اطارها الاستعماري والطبقي وهو الاساس فيها، أي بمعنى هل تصبح شعوب هذه المنطقة سيدة نفسها أم لا؟
هل تستطيع هذه الشعوب التحكم في ثرواتها الطبيعية ام لا؟
هل بمقدورها تكريس هذه الثروات في الحفاظ على كرامتها الوطنية وترسيخ استقلالها الوطني ام لا؟
يقينًا ان وجود الانظمة العربية العميلة لهذا الاستعمار الحديث والتي تلتقي مصالحها، في الحفاظ على عروشها، مع هذه الاستعمار، هي الاكثر مصلحة في تكريسة وخدمته ولا تتوانى عن المبادرة وتأجيج هذه الصراعات من خلال الدعم المادي والعسكري خاصة وانها تقع بعيدا عن اراضيها وعن عروشها.
كما لا تتواني هذه الانظمة عن التضحية، حتى بخسارة اموال طائلة من خلال زيادة انتاج النفط وبالتالي انخفاض اسعاره للحضيض في سبيل ذلك.حيث تشير تقارير صندوق البنك الدولي ان دول الخليج خسرت خلال العام الماضي من جراء انخفاض اسعار النفط اكثر 360 مليار دولار،وان السعودية استهلكت منذ بداية هذا العام ما يقارب 100 مليار دولار من احتياطها المالي بسبب تدهور اسعار النفط اضافة للعجز المتراكم.
ورغم ذلك تواصل هذه السعودية وما تمثله، كونها تتزعم الدول الاكثر رجعية في المنطقة، المشاركة وبصورة فعالة في الحروب والصراعات التي تخدم في نهاية المطاف اعداء شعوب المنطقة ان كان ذلك في سوريا او في اليمن او العراق وليبيا.
ولا تتوانى هذه الانظمة عن التنسيق مع اسرائيل بل ان ما كان يتم قبل سنوات بالخفاء اصبح يتم في العلن. وتنازل مصر عن جزر تيران وصنافير الى السعودية ما كان له ان يتم لولا موافقة اسرائيل التامة على ذلك فهي جزء اساسي ومحوري في محور التآمر على المنطقة وعلى الشعوب العربية، ودورها التخريبي في سوريا اصبح جليا وواضحا الى جانب كل التنظيمات الارهابية ولم يعد مقصورا على تنظيم بحد ذاته.
إن هذه الاجواء السياسية التي توفرها الأنظمة الموالية للاستعمار ومشاركتها الفاعلة في محاور معاداة شعوبها تشطب الصراع الاساسي في المنطقة، وهو الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، عن جدول اعمال المجتمع الدولي وازاحته الى درجات متأخرة من الاهتمام الدولي ويمنح اسرائيل الحرية المطلقة في مواصلة قمع الشعب الفلسطيني ومواصلة الاستيطان والقضاء على مشروع حل الدولتين، الامر الذي يسعى اليه نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة. كما تسمح له هذه الظروف الدولية بالاستفراد بجماهيرنا العربية الصامدة في وطنها ومواصلة حملة التحريض عليها وعلى ممثليها في الكنيست، الامر الذي يعمق ظواهر الفاشية في المجتمع الاسرائيلي بشكل متسارع ينذر بمستقبل صعب قد يمر على المجتمع الاسرائيلي ان لم يتم تدارك هذه الامر، من خلال اصطفاف قوى يهودية وعربية قادرة على التصدي لهذه الظواهر.
في ظل هذه الظروف الصعبة فالمطلوب هو تعزيز محور الشعوب والطبقات المسحوقة الذي يسعى الى توفير ظروف من الحياة الحرة الكريمة، الامر الذي نعمتْ به اوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وحسم المعركة بالقضاء على الوحش النازي.
ولهذا من المهم ان نرى ان تأجيج الصراعات الاقليمية وضمان استمرارها واستنزاف مقدراتها لم يكن يوما من مصلحة شعوب هذه المنطقة من شعوب العالم بل بالعكس، حيث إن الشعوب تسعى بكل قوتها لكي يكون توزيع عادل لثروات هذه الارض وان يكون استغلال هذه الثروات في مصلحة الشعوب وتطورها، ومن اجل ذلك يجب تحرير هذه الشعوب من قيود الاستغلال الطبقي والقومي وتوفير هذه الظروف من خلال توحيد كافة القوى المعادية للاستعمار والرجعية العربية والصهيونية.
لا توجد معادلة اخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية مباشرة: دونالد ترامب أم كامالا هاريس؟.. نتائج وتحليلات


.. زيارة ترامب لمطعم لبناني الأكثر تداولا على المنصات العربية




.. إسبانيا: حملة لتنظيف المناطق المتضررة من الفيضانات وخطر الإص


.. الإنزال الإسرائيلي في البترون شمال لبنان: من هو عماد أمهز؟ ل




.. ترامب أو هاريس.. ما الولاية التي ستحسم السباق الرئاسي الأمري