الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حِج واصمت !

محمد ابداح

2016 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


حِج واصمت !
كما أن للحقيقة اتجاه واحد فلاشك ان شراء السعودية لصمت الاعلام العربي والمصري عن فشل سياساتها في المنطقة العربية ، وتحديدا حملتها العسكرية في اليمن هي حقيقة ثابتة ، فثمة العشرات من الإعلاميين الذين تستضيفهم وزارة الإعلام السعودية للحج والعمرة كل عام استضافة كاملة (تتضمن تذاكر السفر والإقامة والتنقلات) عبر دعوات يوجهها سفراء المملكة في العالم للإعلاميين من أصدقاء المملكة، وقد جرت العادة ان تستضيف نخبة مختارة من رؤساء التحرير والكتاب الصحافيين المصريين بشكل خاص والعرب عموما، في بعض الصحف العربية.
ولكن يبدو واضحا أنه بسبب المواقف المناهضة للسعودية التي زادت مؤخرا في الصحف والقنوات التلفزيونية المصرية فإن المملكة، وبواسطة سفيرها في القاهرة، رأت استضافة أكبر عدد ممكن من الصحافيين والإعلاميين المصريين هذا العام، لاسيما أن السفير السعودي قدم شكاوى رسمية للمسؤولين في مصر بشأن الحملات الإعلامية المناهضة لبلاده ولكن دون فائدة.
وبالعودة لموضوع الحملة العسكرية السعودية في اليمن فالمصانع والجسور والمستشفيات والمخازن في اليمن باتت أهدافا لقوات التحالف، الذي تقوده السعودية بعد أن استكملت قصف المعسكرات والمواقع، التي يعتقد أنها مخازن للأسلحة، فبعد ثلاثة أشهر على بدء عمليات التحالف، قال العميد أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف العربي، إن "قوات التحالف تمكنت من تدمير 80 في المائة من القوة الصاروخية للرئيس السابق علي عبد الله صالح وحلفائه الحوثيين"، قبل أن يتراجع مؤخرا ويقول إن "المعلومات لم تكن دقيقة"، لكن الأهداف المنتقاة لطائرات التحالف خلال الأسبوعين الماضيين بدت وكأنها عملية انتقامية لا علاقة لها بالأهداف العسكرية، فبنك الأهداف الأخيرة لقوات التحالف كان عبارة عن مصانع للمشروبات الغازية في صنعاء والحديدة ومصانع لإنتاج الألبان ومزارع أبقار ومدارس، وأخيرا مستشفيات في صعده والبيضاء ومدارس في تعز وعمران.
ويبدو أن السعودية لم تكن تدرك حجم القوة، التي يمتلكها خصمها الجديد وحليفها السابق علي عبد الله صالح، ولذلك توقعت ألا تستمر العمليات العسكرية أكثر من ستة أشهر على أبعد تقدير، لكنها اليوم وبعد مضي عام، تفاجأت بأن الرئيس السابق لا يزال يتحداها بل ويجيد استفزازها، فالسعودية وحلفاءها لم تتمكن من الوصول إليه لقتله، وفي المقابل خرج هو يهددها ويقول إن "الحرب لم تبدأ بعد".
صالح، العسكري المتمرس وبالرغم من المفاجأة التي بدأت معها العمليات العسكرية، تمكن من نقل كميات كبيرة من الأسلحة إلى مناطق غير معروفة خارج المدن، كما تمكن من الاحتفاظ بعدد من الصواريخ البالستية التي ضربت العمق السعودي أكثر من مرة وما زال يهدد بأن لديه القدرة على إيذاء الجارة الكبرى، وبشكل يومي يواصل المقاتلون الحوثيون وقوات الرئيس السابق مهاجمة الأراضي السعودية عبر الشريط الحدودي، وأظهروا قدرة كبيرة على الصمود، والحصول على الأسلحة والذخائر بالرغم من الحصار البحري والجوي والبري المفروض على اليمن، كما أظهرت المواجهات أن الرئيس السابق كان يعد العدة لأي مواجهة مع السعودية من خلال تخزين كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر في بطون الجبال.

الخلافات الشديدة بين السعودية وإيران أثرت بشكل واضح على القرارات العسكرية السعودية في اليمن، فبعد ثلاثة أسابيع على هدنة هشة وتأكيدات على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة لاستحالة نجاح الخيار العسكري، عاد التحالف ليكثف من غاراته بصورة كبيرة جدا، مستهدفا أماكن ليست ضمن الأهداف العسكرية، أمر يخشى معه أن يؤدي إلى فشل الجهود التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لعقد جولة جديدة من المحادثات قبل نهاية الشهر الجاري.
عاصفة الخلافات الإيرانية السعودية ضربت، حتى الآن، الجولة المنتظرة لمحادثات السلام والهدنة الهشة التي كانت قائمة منذ بداية الجولة السابقة منتصف الشهر الماضي، وتبدو محاولات وقف هذه العاصفة واستحضار آمال السلام، التي تشكلت خلال الجولة الأخيرة من المحادثات صعبة ومعقدة، فالحوثيون يشترطون وقف الحرب للعودة إلى طاولة الحوار والرئيس السابق يريد مفاوضات مع السعودية ويرفض الاعتراف بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، والجانب الحكومي يطالب بالإفراج عن المعتقلين والانسحاب من المدن كمقدمة لأي حوار سياسي.
وبالرغم من التأكيدات السعودية بأن الخلافات مع إيران لا تؤثر على مساعي إحلال السلام في اليمن، فإن الواضح هو تراجع الخطاب السياسي لصالح لغة الحرب والتهديد باقتحام صنعاء والدفع بقوات الحكومة نحو المناطق القريبة منها والتقدم في الشريط الساحلي وتأهيل الآلاف للدفع بهم لدخول المعركة في تعز، وهي خطوات لا تتسق ومتطلبات السلام والتوافق بين الأطراف المتصارعة.
ووفق ما أكده ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان، فإن الرياض لن تسمح بالدخول في مواجهة عسكرية مع إيران، إلا أن الدولتين ستخوضان حربا على النفوذ في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، وقد يمتد هذا الصراع إلى بلدان أخرى ويفتح الباب أمام جحيم صراع طائفي يزيد من معاناتها ومآسيها.
محمد ابداح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيني اسبر واعترافات لاول مرة


.. عاجل | مظاهرات وأحكام عرفية وإغلاق مبنى البرلمان في كوريا ال




.. فضائح جديدة تلاحق تسلا ومالكها إيلون ماسك.. ما القصة؟


.. قراءة عسكرية.. كمين للقسام في رفح وتقدم للمعارضة السورية تجا




.. سياق | هل انتهى النفوذ الفرنسي في إفريقيا؟