الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلف السعودى الإسرائيلى المصرى والشرق الأوسط الجديد

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2016 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


الحلف السعودى الإسرائيلى المصرى والشرق الأوسط الجديد
لاشك أن الحلف السعودى الإسرائيلى المصرى المقترح، يمثل ثورة فى الثقافة السياسية لهذا الجزء من العالم، والتى لاتتفاعل فقط إلا مع روابط الدين والجنسية، فهو يتجاوز مشروع القوات العربية المشتركة التى طرحته مصر على أساس قومى، كما يتجاوز مشروع الحلف الإسلامى السنى، الذى طرحته السعودية على أساس دينى ، إلى مرحلة أكثر نضجاً فى التحالفات الدولية ، والتى تُعرف بالتحالفات الإقليمية ، كما أنه ومن ناحية أخرى، يبدوموضوعياً للغاية، فالدول الثلاث، وفى حالة تكامل إمكاناتها، تستطيع بالفعل مواجهة أى هجوم قادم من الشرق، لهدم ماتبقى من دول وطنية فى الشرق الأوسط، لصالح مشروع الدولة الدينية ، بجناحيها ، السنى والشيعى، الداعشى والإيرانى ، ومن ثم يمكن إعتباره، إشارة البدء لميلاد شرق أوسط جديد، يقوم على رعاية الأمن والمصالح المشتركة لكل شعوبه، بصرف النظر عن التباين الثقافى لهذه الشعوب.
والواقع أن الأمر قد يتجاوز مجرد عملية خلق شرق أوسط جديد ، إلى خلق نطاق جيوسياسى جديد يضم الشرق الأوسط وجنوب البحر المتوسط وأوربا ، فأوربا وقد أدركت، وربما لأول مرة فى تاريخها ، إرتباط أمنها بأمن الشرق الأوسط ، ليس فقط لتأمين الطرق التجارية، أو مصادر الطاقة، ولكن أيضاً لوقف موجات النازحين الهاربين من جحيم سقوط الدول فى العراق وسوريا ولبنان والتى تهدد أمنها بشكل خطير، وفى ظل الإنسحاب الأمريكى المتوقع من الإقليم ، حتى بعد رحيل أوباما ، سوف يكون لزاماً عليها أن تتدخل بكل قواها لملء ذلك الفراغ، ولتشكيل ظهير، أو خط دفاع ثانى للحلف الثلاثى المتوقع ، وهو مابدأت إرهاصاته بالفعل، من خلال صفقات الأسلحة الفرنسية المتدفقة على مصر، والتى تدفع ثمنها دول الخليج ، ومن خلال التدريبات العسكرية المشتركة بين مصر وفرنسا ، وإنشاء جسر يربط آسيا بأفريقية، أو بالأحرى، يربط الشرق الأوسط بجنوب البحر المتوسط وأوربا ، بأموال سعودية وتنفيذ فرنسى ، ومن خلال دعم الإقتصاد المصرى الآيل للسقوط ، وهو دعم سعودى فرنسى بشكل خاص، خليجى أوربى بشكل عام ، وإنتقال السيادة على جزيرتى صنافير وتيران إلى السعودية، تمهيداً لإنضمامها إلى كامب ديفيد، وحتى من خلال الأدبيات السياسية الآخذة فى الظهور، حتى وإن حملت شئ من المبالغة ، كالقول، أن مصير العالم سوف يتحدد فى مصر، على أساس أن مصرهى محورالإرتكاز الرئيسى لهذا النطاق الجيوسياسى الجديد ، وذلك بحكم موقعها المتوسط بين الشرق الأوسط وأوربا ، أننا فى الواقع أمام حشد للحرب يتم فى هدوء، ولكن على قدم وساق ، وكأن العالم يستعد مرة أخرى لمجابهة المغول على أبواب مصر.
إن هذا النطاق الجيوسياسى الجديد، وفى حالة نجاحه فى صد الهجمة المغولية الحديثة ، إذا جاز التعبير، سوف يعرف إخوة السلاح لأول مرة فى تاريخه ، ومن ثم فليس من المرجح أن ينفرط عقده بعد ذلك ، وسوف يساهم فى الربط الحضارى التام ، والذى تأخر كثيراً، بين الجارين القديمين ، واللذان تراوحت العلاقة بينهما، بين العداء والعداء المضاد، عبر رحلة طويلة من التاريخ ، وسوف يكون من الطبيعى أن يؤثر جانبه الأقوى فى جانبه الضعيف، ولو على المدى البعيد ، ليتولد من رحم ذلك التفاعل ، شرق أوسط جديد ، يسير بخطى حثيثة نحو الإصلاح والتجديد، كما انه سيساهم فى حل معضلة الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، داخل البيت الشرق أوسطى الأوربى الجديد، بعيداً عن التدخلات الأمريكية، وهو مابدأت به فرنسا بالفعل بطرح مبادرة جديدة لمعالجة ذلك الصراع ،والذى تواكب مع طرح السعودية لإحياء مبادرة السلام العربية، كما أنه من الطبيعى أيضاً، أن يدعم هذا النطاق الجيوسياسى الجديد، مصر، فى صراعها المحتمل مع إثيوبيا حول مياه النيل.
إن هذا المشهد السياسى الكبير، الآخذ فى التشكل، لايربكه فقط سوى الشريك السعودى الحائر، وذلك فى إصراره على مصالحة مصر بتركيا أردوغان وضم الأخيرة إلى ذلك النطاق، بما يعنى إعادة جماعة الإخوان المحتضرة إلى المشهد السياسى، وكأنه بذلك، وبدل من أن يحارب إرهابين، يريد أن يضيف إليهم إرهاب ثالث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف طريف بين عمار وحماته ????


.. بريطانيا تحقق في مراهنة مسؤولين في حزب المحافظين على موعد ال




.. هل بإمكان الديمقراطيين استبدال بايدن في الانتخابات الرئاسية؟


.. في هايتي -المنسية-.. نصف السكان يعانون من جوع حاد




.. فيديو صادم يظهر 180 ألف نحلة تعيش في سقف غرفة نوم رجل