الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَن هم المفسدون ... ايها الصغير ؟

صادق إطيمش

2016 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


مَن هم المفسدون ... ايها الصغير ؟
الإنتفاضات الجماهيرية في العراق هزَّت ولا زالت تهز مضاجع ذوي العروش والكروش المليئة بكل قذارات اموال الشعب المسروقة وخيرات الوطن المنهوبة من قِبَل اولئك الذين تسلطوا على العملية السياسية بعد ألإطاحة بدكتاتورية البعثفاشية المقيتة ، والذين جاء بهم الإحتلال الأمريكي لوطننا ، عن عمد مسبق ، ليقرروا مسار العملية السياسية التي اوصلت هذا الوطن إلى هذا المنحدر الخطير الذي يواجهه الآن والذي تبلور كنتيجة حتمية لتوجهات فكر سياسي متخلف وخطاب ديني اهوج وفساد خلقي ومالي واداري مستفحل تبنته قوى وتجمعات واحزاب الإسلام السياسي التي انتهجت سياسة المحاصصات الفئوية البغيضة والحزبية الإستغلالية المنكرة والطائفية المقيتة التي اختزلت المجتمع العراقي إلى مذاهب وعشائر ومناطق ضاعت بينها الهوية الوطنية التي لا تروق لمثل هؤلاء الأوباش الذين علموا تماماً بان التمسك بهذه الهوية سوف لن يفسح المجال امام الاعيبهم في تفرقة اهل هذا الوطن حسب مقاساتهم التافهة وطبقاً لأفكارهم الشريرة.
إذن والحالة هذه ليس من المستغرب ابداً ان يصف بعض مليئي هذه الكروش العفنة بكل ما التهمته من مال حرام وطعام زؤام المشاركين بهذه الإنتفاضات الجماهيرية بانهم من المفسدين . وليس من المسغرب ايضاً ان يكون هذا المتخلف من تلك الجوقة من متخلفي الإسلام السياسي بكل مسمياتهم . وليس من المستغرب ايضاً ان يكون هذا الدَّعي من المتسلقين على الدين بعمامة وجُبة لا يخفي تحتهما إلا كل سيئاته وسيئات حزبه التي اقترفوها طيلة السنين الثلاثة عشر الماضية . كما انه ليس من المستغرب ايضاً ان ينطلق هذا الوصف من جاهل بكل ما يعانيه الشعب العراقي من مآسي وآلام وضيق العيش الذي ينوء تحته منذ مجيئ حزبه وكل جوقته الفاسدة التي جاء بها الإحتلال الأمريكي من مزابل قم والسيدة لترتقي قمة العملية السياسية في وطننا . والدليل القاطع على جهل هذا الذي يصف المتظاهرين بالمفسدين ينجلي من تلك " النصيحة " الفضيحة التي قدمها " سمااااحته " للشعب العراقي بأن تعيش العائلة بالف دينار يومياً .
هذا الشيخ الصغير الذي يملأ خطبه في مسجده بكل ما يوحي له سيده القابع في الخضراء والفخور بخلافته للطاغية المقبور في قصوره، يصف التحركات الجماهيرية بهذا الوصف الذي لا ندري من اي مصدر استله من مصادره التي يتبناها في خطبه التافهة واقواله السمجة . لا نريد النقاش معه حول مفردة الفساد، لأنه ، والحق يقال ، سيد العارفين بكل تفاصيل هذه المفردة التي يتبناها عملاً وقولاً وتطبيقاً منذ ان رزقه الله بالإنتماء إلى مجموعته التي تسمي نفسها دينية واعترضت على الشعار الذي رفعه هؤلاء " المفسدون " حينما هتفوا عالياً " باسم الدين باكونا الحرامية " . لا ... لا نريد مناقشة هذا الصغير في هذا الموضوع لأنه عارف به تماماً وكما يقول المثل " بان اهل مكة ادرى بشعابها " فإن الغاطسين بالفساد حتى قمة الرأس يعون جيداً كل ما يتعلق بهذه المفردة التي اصبحت مهنتهم التي يجيدونها تماماً. إلا اننا نريد الإستفسار من هذا الصغير عمن هو الفاسد حقاً ؟
فهل الفاسد ، ايها الصغير ، هي مرجعيتك الدينية التي دعت وبكل صراحة ووضوح إلى الضرب بيد من حديد على الفساد والمفسدين في جميع اجهزة الدولة وبدون رحمة ؟ لأن المرجعية الدينية هذه لم تعد تطيق السكوت على فساد حكومتك التي لا تخجل من الدفاع عنها حينما تقول " إن غرض هؤلاء المفسدين ، وتقصد بذلك المتظاهرين ، هو ركوب الموجة وإسقاط الحكومة " . نعم ... يطمح كل من ينتمي حقاً إلى هذا الشعب إسقاط هذه الحكومة الفاسدة الفاشلة التي لا يجرأ حتى اقرب الناس لها ان يبرء ساحات منتسبيها من الفساد. ولكن اين انت من هذا الشعب الذي لا تعلم عن حياته شيئاً. ثم ان الذي يطالب بإزاحة هذه الحكومة يعي تماماً اهمية الحفاظ على العملية السياسية نحو عراق جديد ينعم بالديمقراطية الحقة والعدالة الإجتماعية التي شوه مفاهيمها والغى مبادءها دهاقنة الإسلام السياسي وفقهاؤه بكل ما طرحوه من تفسيرات وتأويلات اباحت لهذا الصغير وامثاله ان يعيثوا مثل هذا الفساد بمقدرات شعبنا ووطننا.
وهل الفاسد هو ذلك الشاب الذي خرج غاضباً لأنه يعيش كل يوم حالات الفقر والعوز والبحث المتواصل عن عمل لا يستطيع الحصول عليه لأنه لا يملك المبالغ الطائلة التي يريد ابتزازها منه ، كرشاوي مقابل العمل ، اولئك الذين كووا جباههم وسرحوا لحاهم ووضعوا المحابس الفضية على اصابعهم التي تستلم اموال السحت وهي تبسلم وتحولق وتدعوا لبقاء هذه الحكومة التي منَّت عليك وعليهم بكل ما يشمئز منه اي إنسان يعرف القيّم والإخلاق في تعامله مع الآخرين، خاصة أولي الحاجة منهم ؟
وهل الفاسد هي تلك المرأة الغاضبة التي جعلتموها ناقصة لا قيمة لها يتلاعب بها وبمستقبلها وبموقعها الإجتماعي اولئك الجهلة من الناقصين عقلاً فعلاً والذين جعلوا من المرأة بضاعة عشائرية يتاجر بها الأب او الأخ او حتى القريب كفدية عن قتل او كبضاعة للمبادلات الزوجية او ممارسة العنف المُبرر بالدين والذي ادى بكثير من النساء إلى الإنتحار ، او سمح لشذاذ الآفاق من عصاباتكم باختطاف النساء او قتلهن حتى اثناء ممارسة عمل انساني كالطبابة والتمريض او العمل الإجتماعي الهادف. لقد خرجت المرأة العراقية إلى جانب اخيها الرجل دفاعاً عن شرفها وقيمتها الإنسانية وموقعها الإجتماعي الذي تستهزؤون به ، وللوقوف بوجه فسادكم المستشري في كل اوصال المجتمع.
وهل الفاسد هي تلك الملايين من اليتامى والأرامل ومن الفقراء والمعوزين الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر في بلد غني بكل شيئ كالعراق ؟ إلا ان القاصي والداني يعلم تماماً اين تكمن الثروات الطائلة داخل وخارج الوطن وبإسم مَن تلك الحسابت المصرفية الطائلة وكيف تعالج انت وامثالك من متخلفي الإسلام السياسي القابضين على السلطة حر الصيف وبرد الشتاء ، لتخرج على الملأ بقولتك السمجة هذه بان المتظاهرين هم من المفسدين، اي غباء هذا الذي حل بك؟
وهل الفاسد هو ذلك المقاتل على جبهات القتال ضد الإرهاب والفساد الداعشي وامثاله والذي يفتقد إلى ابسط مقومات الدعم المادي في كثير من المواقع التي تعرضت مخصصاتها للنهب والسلب من قبل مَن ينتمون إلى هذه الحكومة من دواعش العملية السياسية والذين تضعون ايديكم بايديهم لإكمال مسيرتكم المشوههة هذه وللإستمرار في تجويع الفقراء وسرقة المال العام ؟
وهل الفاسد هو ذلك الإنسان الذي يفتقد إلى ابسط مقومات الحياة الإنسانية التي لا وجود فيها للخدمات الأساسية الضرورية التي تتطلبها هذه الحياة ؟ هل تعلم " سماااااحتكم " كيف يعيش الإنسان العراقي بعد كل زخة مطر حتى ولو كانت قصيرة ؟ هل تعلم كيف يعيش المواطن يومه في حر الصيف الحارق وبرد الشتاء القارص ؟ هل تعلم كيف يتنقل المواطن العراقي يومياً من محل إلى آخر وما هي المعاناة اليومية التي تواجهه من خلال ذلك ؟ وهل تعلم ان الألف دينار التي تطلب من العائلة العراقية ان تعيش بها يومياً لا يمكنها ان توفر وجبة غذاء صحية كاملة إلى طفل رضيع ، ناهيك عن العائلة ؟ وهل تعلم .... وهل تعلم ....وهل تعلم ... لا انت لا تعلم بهذا كله ، لأنك اثبت بانك لا تنتمي إلى هذا الشعب وإنك تنعت مَن يطالب ببعض ذلك بالمفسدين ... وما نعتك هذا إلا هو الفساد بعينه الذي سيظل الشعب يتصدى له حتى تنجلي هذه الغمة عن هذه الأمة ، وما ذلك على الشعوب بعسير، وإن غداً لناظره قريب ... وقريب جداً .
الدكتور صادق إطيمش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التقية الرفاقية الشيوعية شريكة سماحة كتلة باسم
غريب بصري ( 2016 / 5 / 1 - 17:51 )
باسم المواطن
وأثرية البروليتاريا العراقية ..

أثرية ضمرت وظيفتها... فهي رثة غثة كعضو الزائدة الدودية!..

في عيد العمال
العالمي اليوم أول
أيار

عن الميدان، وهذا الميدان يا حميدان!..
كتلة الإسلام السياسي باسم المواطن هذه

في قيادتها سماحة الشيخ ( جلال الدين الصغير ) الدَّاعي إلى انتظار القائم الحجة المهدي على أساس روحي أممي قاعدته العراق

ليملأ الأرض قسطا وعدلا بديلا لشروط ( المادية التاريخية ) بشروط مثل:

موت ملك الحجاز وتفشي الفساد وركوب الفروج/ النساء السروج..، قيادة المركبات والمجتمع والاعتصام والتظاهر (بحجابهن الإسلامي اختيارهن)،

لتحقيق العدل الشيوعي باسم المواطن!. بعد غياب رفاق أعرق أحزاب العراق عن الساحة والتحاقهم بهامش تظاهرات ( ساحة التحرير ) في ( بغداد الأوغاد ) تبعا لسماحته

بانتظار المناضل مبادرة المجاهد

لصيحة الناحية المقدسة.. بقيام الساعة بميقات ساعة قشلة بغداد..،

رغم أن مقال الكاتب المناضل لا يجرؤ ! على مجرد الإفصاح عن اسم سماحة (الصغير ) ناهيك عن مقام - ناعم العيش والصوت - وريث مجلسه الإسلامي ( الأعلى !) الفتى ( السيد !) عمار الحكي نزيل ديوان بغداد!.


2 - رجاء
الدكتور صادق إطيمش ( 2016 / 5 / 1 - 18:43 )
السيد غريب بصري المحترم ، ارجو ان تكتب لي تعليقك بلغة استطيع الحوار معك بها دون اللجوء إلى المبهمات فنحن في عصر يتيح لنا ذلك، مع التحية


3 - السيد صادق إطيمش
غ. مصري ( 2016 / 5 / 1 - 19:42 )

مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا


4 - من هو الصغير؟ هناك لقب بهذا الاسم و اعتقد لرجل دين
علاء الصفار ( 2016 / 5 / 2 - 09:15 )
تحيات الاستاذ ص.اطيمش
هناك الكثير في هذه المقالة, ارى ان العملاء الكبار,من البعث هم من يقود الجحيم في العراق,البعثيوون كانوا مجموعة جداً صغيرة في زمن عبد الكريم قاسم فقاموا بتحطيم الزعيم و ذبحوا الشيوعيين, بما دعي بشباط الاسود, ما اريد قوله ان العملاء لا زالوا من خميرة البعث التي اوصاها صدام حسين ان تنهب البنوك وتخرب منشاءات الدولة وتحطم كل منجزات الشعب,والاخطر من ذلك التوصية بالانتماء لاحزاب الاسلام,إذ هم متسللين في حزب الشيوعين من زمان,لتحطيمها من الداخل.لا ننسى ان هذه الخميرة من البعث ليست كما تلك في 63 بل هم رجال مخابرات رهيبة تتعامل لا بالاسماء بل بالارقام و يكفينا عينة منها, ألا وهو معجان الجبوري ههه, و دوره الضليع والدا عر في الطرح والاخلاق والسقوط فهو يضاهي كل رجالات السيدة زينب وقم في الد عارة السياسية,وهناك الشيوعيين الحائرين بصحون البعث واطباق الدعوة, في المنطقة الخضراء!وهناك النجيفي والمطلك وبمبم سوداني يرفل في اربيل وكل من باع الموصل, ارى لا زال البعث يقود العملية السياسية بأمتياز ونحن لا نرى من الذي يموت من اجل تحرير الرمادي والموصل بعد بيعها!وحول مَنْ يلتف الشعب اليوم!ن

اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه