الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيتم توطين الفلسطينيين في كوردستان العراق ..؟

هادي فريد التكريتي

2005 / 12 / 6
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


تصريح السيد فاضل ميراني ، سكرتير المكتب السياسي للحزب الديموقراطي الكوردستاني ، بصدد إستقبال لاجئين فلسطينيين وتوطينهم في منطقة كوردستان العراقية ، يثير الكثير من الشبهات التي تدور حول العلاقات الكوردية ـ الاسرائيلية ، وعلى الرغم من صحة أو عدم صحة ، ما يتردد من التواجد الإسرائيلي ، وبناء علاقات مختلفة ، غير رسمية ، ليس في كوردستان العراقية لوحدها ، بل في عموم المدن العراقية ، بالوقت الحاضر ، فمثل هذا التصريح ، لا يخدم بالمرة الوضع القائم في كوردستان . والسيد ميراني غير معني هو أو حزبه بقضية لا تهم الكورد في مثل هذا الوقت ، وبقضية مثل قضية ، توطين اللاجئين الفلسطينيين ، المتواجدين في الدول العربية ، التي تستضيفهم .من حيث المبدأ لا يحق لأي قطر عربي أو غير عربي أن ينفرد بقرار من هذا النوع ، دون الرجوع إلى جامعة الدول العربية وقراراتها المتخذة بهذا الشأن ، وحتى الحكومة الفلسطينية حاليا ، لا يجوز لها الموافقة على التوطين ، بسبب :ـ أولا : التزامها بقرارات الجامعة العربية الرافضة للتوطين ، انسجاما مع قرارات المنظمات الفلسطينية المتخذة بهذا الشأن ، وثانيا : لا يمكن التوطين ، في بلد ما ، دون موافقة البلد المعني . وهذا ما يدلل على أن السيد ميراني لم يكن على اطلاع كاف بقرارات تخص قضية اللاجئين الفلسطينيين وتوطينهم ، مما أوقعه في مازق ربما لم تنسحب نتائجه عليه فقط بل على الجهة التي يمثلها كذلك ، وعلى الرغم من نفيه للخبر في اليوم الثاني ، إلا أن هذا النفي لم يأت على ما قاله السيد ميراني " ..استيطان الفلسطينيين الذين تريد الدول العربية إخراجهم خارج حدودها فهذا أمر مرفوض من جانبنا ، ولكن إذا كان لدى الفلسطينيين مشكلة أو ما شابه يمكن للرئيس أبو مازن أن يفاتح القيادة الكوردية بهذا الموضوع ." فإذا كان أمر الاستيطان في إقليم كوردستان مرفوضا ، حسبما يدعي السيد ميراني ، إذن فما هي المشكلة التي تستحق بحثها بين الرئيس ، أبو مازن ، والقيادة الكوردية ..؟
التصريح بخصوص الفلسطينيين من أساسه مفتعل ، حيث لا رابط بينه وبين أصل التصريح الذي أدلى به السيد فاضل الميراني فيما يتعلق بموقف السيد البارزاني من المقاومة فهو يقول : " يدعم تحول المقاومة العراقية إلى معارضة سياسية ، إذا ثبت أنها مقاومة وليست إرهابا ." وأوضح ( يعني الميراني هـ.ف. ت. ) " إذا كانت هناك خطط لتوطين اللاجئين الفلسطينيين من خلال برنامج فيمكن أن نبحثه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ." فاذا كان الحديث عن الترحيب ب" المقاومة العراقية " ودخولها المعترك السياسي إذا تخلت عن أسلحتها وتوجهت توجهات سلمية ، فما دخل اللاجئين الفلسطينيين في الموضوع ليقحم في سياق الحديث عن المقاومة ..؟
حقيقة الأمر أن إسرائيل هي من سعت ، وتسعى لوضع خطط لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في البلدان التي لجأوا إليها ، ومن رفضه ، ويرفضه حتى اليوم ، فهم الفلسطينيون ، فمنذ قرار التقسيم في العام 1947وحتى اللحظة ، تمارس إسرائيل ضغوطا مختلفة على كل دول العالم وتتوسطهم ، لأن تتبنى الدول العربية مثل هذا الحل ، وحتى الدول العربية ذات العلاقة الحسنة مع إسرائيل والراغبة في المصالحة والحل السلمي ، في الظرف الراهن ، لم تجرؤ على التصريح أو تتبني مثل هذه الخطوة ، لأنه حل مرفوض لم تعارضه الدول العربية وشعوبها فقط ، وإنما أيضا الشعب الفلسطيني وقيادات منظماته الحكومية والشعبية ، صاحب الحق في العيش على أرضه ، والتي يرى في التوطين إكراها وتنازلا عن حقوقه المشروعة . ومن هذا المنطلق نرى أن تصريح السيد الميراني لم ينطلق من قناعة حقيقية وتمثيلا صادقا لمشاعر المواطنين الكورد ، الذين ذاقوا بعض ما يعاني منه الفلسطينيون ، من قتل وتهجير ، وتجريف أراض وحرقها ، وهم على حق ، حين يرفضون إسكان الغير في بعض مدنهم وقراهم ، فما بالك بشعب ، حتى اللحظة ، يعيش في الشتات دون جنسية أو هوية ، وحكامه ، وحكام من يستظيفونه ، يتاجرون باسمه ويتلاعبون بمقدراته ، فهل يرتضي السيد الميراني أو غيره مثل هذا للشعب الكوردي ؟ فإن كان بعض من هذا الحل رفضه وقاومه ، فكيف يسمح بأن تسوغ له نفسه أن يكون عرابا لدولة لا زالت تحتل أرضه وتمارس كل أنواع القهر على الشعب الفلسطيني.؟ ويبقى السؤال ينتظر الإجابة :ـ لماذا كل هذا السخاء من السيد ميراني ، ولصالح من يريد أن ُيسكن العرب الفلسطينيين في كوردستان ـ العراق ودون أرضهم ؟ وهو يرفض أن يسكنها أو يتملك فيها المواطن العربي ـ العراقي .؟ دخول السيد فاضل ميراني على خط توطين الفلسطينيين في غير وطنهم فلسطين مرفوض ، إن لم يعلن عن الهدف والغاية والجهة التي تدعمه في توجهه هذا . إذا كان السيد ميراني متعاطفا مع قضية الشعب الفلسطيني ، ويريد لها حلا عادلا وجذريا ، عليه أن يطالب بعودة اليهود إلى بلادهم الأصلية ومن ضمنها، العراق وكردستان العراقية ، ورد كافة حقوقهم ، وكذلك بالمقابل ، يتطلب الأمر إعادة الفلسطينيين الراغبين بالعودة إلى ديارهم التي أخرجوا منها ، وبالتأكيد لن تكون كوردستان ـ العراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل