الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتجاجات في بغداد ترجمة اسماعيل شاكر الرفاعي

اسماعيل شاكر الرفاعي

2016 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


احتجاجات في بغداد
الصحيفة : الواشنطن بوست
الكاتب : جيرج جيف
ترجمة : اسماعيل شاكر الرفاعي

تعتمد خطة الرئيس أوباما على محاربة داعش على وجود حليف عراقي موثوق به وفعال على الأرض هو رئيس الوزراء حيدر العبادي .
وخلال الأيام القليلة الماضية ، كانت الأدارة متفائلة ، على الرغم من الاضطرابات السياسية المتزايدة في بغداد ، حول هذه الشراكة الهامة.
ولكن هذا التفاؤل - مع استراتيجية الإدارة في محاربة داعش في العراق - تعرضا لشك شديد بعد ان اقتحم محتجون البرلمان العراقي يوم السبت وأعلنت حالة الطوارئ في بغداد . السؤال الكبير الذي انتصب أمام مسؤولي البيت الأبيض هو ما الذي سيحدث إذا لم ينج العبادي - المحور الحاسم في المعركة ضد داعش - من الاضطرابات التي اجتاحت العاصمة العراقية.
تجئ هذه الفوضى في بغداد بعد زيارة قام بها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي كان يهدف للمساعدة في تهدئة الاضطرابات السياسية ، والحفاظ على المعركة ضد داعش على المسار الصحيح .
وما ان اقتربت طائرة بايدن من بغداد يوم الخميس ، حتى وصف مسؤول كبير في الادارة زيارة نائب الرئيس - التي كانت محاطة بالسرية قبل وصوله - باعتبارها "رمزاً لمدى إيماننا برئيس الوزراء العبادي".
بعد 10 ساعة قضاها على ارض بغداد وأربيل ، اندفع بايدن نحو محطته القادمة في روما. كان الشعور السائد لدى نائب الرئيس ومستشاريه أن السياسة العراقية تسير على طريق التهدئة ، وهذا من شأنه ان يجعل المعركة ضد داعش في تسارع متزايد . وذهب بعض المستشارين المتفائلين الى القول – وهم على متن طائرة بايدن - بأن العبادي قد يخرج من الأزمة السياسية أقوى لأنه نجا منها .
لا أحد يتحدث بهذه الطريقة الآن . قال دوغ اوليفنت ، وهو مخطط عسكري سابق في بغداد وزميل في مؤسسة أمريكا الجديدة : " هناك إدراك بأن الحكومة لا يمكن ان تنتظم ولا ان تنعقد في الوقت الراهن ، وليس من الواضح كيف يخرج العراقيون من هذا المأزق . أنا لا أرى كيف سيكون ذلك ".
ومن غير الواضح بنفس القدر كيف ستتحرك الأدارة إلى الأمام ، إذا كان العبادي غير قادر على تعزيز قبضته الضعيفة على سلطته . معظم أشهر العام الماضي ، اعتبر بقاء رئيس الوزراء العراقي أمراً مسلماً به من قبل كبار المسؤولين في البيت الأبيض ، الذين كانوا أكثر تركيزاً على الكفاح المسلح ضد داعش .
وقد أشار الرئيس وكبار مساعديه إلى ان ما حققته المعركة من مكاسب ضد داعش في العراق ، دليل على أن استراتيجية الإدارة التي تعرضت لانتقادات كثيرة ، كانت فعالة . ووفقاً لمسؤولين أمريكيين ، فقد داعش في الأشهر الثمانية عشر الأخيرة أكثر من 40٪-;---;-- من أراضيه في العراق ، فمن الناحية العسكرية ، زخم المعارك يسير بشكل واضح لصالح التحالف ضد داعش . قال مسؤول كبير يرافق بايدن الى بغداد ، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته ، عن ستراتيجية البيت الابيض ، " كل حقيقة تشير الى ان داعش يخسر".
وقد سعى أوباما لتسريع الحملة العسكرية عن طريق إرسال أكثر من 200 مستشاراً عسكرياً امريكياً الى العراق ، ومنح القادة سلطة استخدام طائرات هليكوبتر هجومية قاتلة من طراز أباتشي لدعم القوات العراقية . وقال الرئيس في مقابلة أجريت معه مؤخراً أنه يتوقع انه بحلول نهاية العام ، ستخلق الولايات المتحدة وشركائها العراقيين " الظروف الضرورية التي تمكنهم من استعادة الموصل في نهاية المطاف."
وقال مسؤول كبير آخر في الادارة أن جهود الولايات المتحدة لمكافحة الارهاب " تستفيد دائماً من شريك مستقر على الأرض " وان حكومة العبادي مستمرة بالدعم الكامل للأدارة الأميركية . وقال المسؤول الذي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته : انه حتى مع عدم الاستقرار الحالي في بغداد ، فأن الحملة ضد داعش ستستمر .
بدأت الأزمة السياسية في بغداد عندما قام العبادي بمسعى جريء لاستبدال أعضاء وزارته بتكنوقراط واصلاحيين . وقال رئيس الوزراء ان تحركاته كانت تهدف للقضاء على الفساد.
نفّر هذا المسعى الكتل المتنفذة ، وأثار نقاشات صاخبة في البرلمان العراقي . هدد الآلاف من المتظاهرين بأقتحام المنطقة الخضراء شديدة التحصين التي هي مقر السلطة العراقية ، ولكن بعد ذلك يبدو أنهم تراجعوا في الأيام التي سبقت وصول بايدن.
اجتماعات بايدن يوم الخميس مع العبادي وغيره من كبار المسؤولين العراقيين ، ركزت في المقام الأول على التأكد من أن الصراع السياسي في بغداد لا يؤثر على الاستعدادات العسكرية لاستعادة السيطرة على الموصل ، ثاني أكبر مدينة في العراق ، من داعش .
وقال بايدن للصحفيين بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي : " تحدثنا عن الخطط الموضوعة لتحرير الموصل ، وعن التنسيق الذي نجريه مع جميع أصدقائنا في العراق ... وهكذا أنا متفائل جدا."
كان نائب الرئيس ، وهو يتحدث ، واقفاً بجانب سليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي ، وأشار إلى أنهم أخيراً تحدثا في مكتب بايدن في واشنطن ، ثم قال : " هذا هو صديق قديم " .
بعد أقل من 36 ساعة من هذا المؤتمر الصحافي ، كان المتظاهرون يرقصون ويدوسون على مكتب الجبوري في البرلمان . وكان الجبوري قد فرّ من المبنى .
قال بعض المحللين ، وهو يشير إلى خلل بالغ الأهمية في نهج إدارة أوباما حول المعركة ضد داعش ، التي أعطت الأولوية لهزيمة الجماعة المسلحة على المهمة الأصعب بكثير : مهمة مساعدة العبادي على إصلاح الحكومة العراقية الفاسدة وغير الفعالة إلى حد كبير . وهذه كانت رسالة الى العراقيين من ان الرئيس يركز على الأعراض وليس على الأسباب الجذرية للمشكلة .
وقال محللون آخرون أن حملة إدارة أوباما ضد الدولة الإسلامية كانت، منذ البداية ، تعتمد إلى حد كبير على العبادي ، رئيس الوزراء الضعيف الذي يحاول البقاء في نظام سياسي تهيمن عليه المحسوبية والطوائف المتنافسة.
وقال علي قادري الذي عمل مساعداً خاصاً لخمسة سفراء للولايات المتحدة في بغداد في الفترة من 2003 إلى 2009 : " أوافق على أن العبادي بصفة عامة حليفاً جيداً للولايات المتحدة ، ولكن ليس هناك الكثير تحت سيطرته ، ولأن المجتمع العراقي ممزق عرقياً وطائفياً ، يتعين على الإدارة الأمريكية أن تعتمد نهجاً أكثر لامركزية ، والعمل مباشرة مع زعماء السنة ، الشيعة والأكراد . يعيش المجتمع العراقي استقطاباً شديداً ، وكذلك استقطاباً داخل كل مكون ، نحن في حاجة الى صيغة جديدة جذرية".
ليس هناك ما يدل في الوقت الراهن على أن البيت الأبيض يفكر في مثل هذا التغيير الجذري في النهج . أما الآن ، فأن الاضطرابات الحالية في بغداد هي مجرد مشهد من شاشة أكبر . وقال المسئول الأمريكى الرفيع المستوى ، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته في مناقشة السياسة العراقية الداخلية : اندلعت الاحتجاجات من قبل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الذي هو الآن تحت ضغط من إيران وزملائه الشيعة لكبح جماح المظاهرات.
وأضاف " ربما سيدرك الصدر انه اتخذ خطوة أبعد من اللازم ، وهذا يمكن أن يعطي العبادي مساحة أكبر."
ومن الممكن أيضاً أن ما شجع على الاحتجاجات فشل الحكومة العراقية بتوفير الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والكهرباء ، يمكن أن يزداد هذا الوضع سوءا. هذه المرة ، كسّر المتظاهرون الكراسي وحطموا نوافذ في مبنى البرلمان ، ووبخوا المشرعين ورددوا هتافات أمام كاميرات التلفزيون .
قال إيما سكاي ، الذي شغل منصب مستشار سياسي بارز للجيش الأمريكي قبل انسحاب القوات الامريكية في عام 2011 : " أصبح العراق على نحو متزايد غير قابل للحكم ، فالفاعلين غير الحكوميين هم أقوى من الدولة ، والحكومة مشلولة وفاسدة "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس