الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خوطر / 28 / قنفة البرلمان العراقي وإهانة هيبة الدولة !!

خليل الجنابي

2016 / 5 / 4
كتابات ساخرة


المعروف عن إهانة الدول هو إهانة شعبها وأرضها وجيشها وعلمها وسماءها وهو ما معروف دولياً ، لذا يستوجب الدفاع عن هذه المقدسات بالغالي والنفيس . وكثيراً ما نشبت الحروب الطاحنة بين الدول بمجرد إهانة أحد هذه الأركان .
لكن الذي جرى في ( غزوة الجماهير ) ودخولها بالآلاف إلى قاعات مجلس النواب العراقي والعبث ببعض محتوياتها بقصد أو دون قصد ألب مشاعر بعض السادة المسؤولين وأدلوا بتصريحات ساذجة من أن هذه العملية هي إهانة للدولة !! ، وفي صور مُلتقطة للسيد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي والسيد سليم الجبوري رئيس مجلس البرلمان ووقوفهما طويلاً أما ( قنفة البرلمان !! ) التي بدى عليها بعض الضرر وإمتعاضهما مما حدث . نقول إننا ولا شك نقف معكما ونواسي كل أصحاب السعادة على هذه الأضرار . وقلناها مراراً من أن هياج الجماهير وبأعداد مليونية من الصعب ضبط إيقاعاتها ، وهذا ما حدث في كل الثورات العالمية . هناك الجياع والعاطلين عن العمل ، وهناك من ضاع مستقبله ومستقبل عائلته , وأطفاله يفترشون المزابل بحثاً عن لقمة الخبز ، بلا مدارس بلا رعاية وعلاج ، والأمهات الثكالى والكهلة بلا ضمان إجتماعي ، والأيتام المشردون في الطرقات ، والشهداء الذين يتزايدون يوماً بعد يوم ، والأراضي المستباحة من قِبل داعش . هذا وغيره أيها السادة الأفاضل ما ( يكسر هيبة الدولة ) ويجعلها في أسفل قائمة الدول المتخلفة .
العراق بملياراته التي سُرقت ( عيني عينك ) وذهبت إلى خارج الحدود هو ما يجب البكاء عليه وحتى ( اللطم !! ) .
ورغم أن التعدي على الأملاك العامة والخاصة مرفوض ويجب أن نقف بوجهه ، لكن علينا وضع هذا بكفة وبالكفة الأخرى وضع مصلحة الشعب في أعلى الدرجات . فأين نحن من جعله شعباً متنعماً يعيش حياة العز والرفاهية والأمن والسلام ، وأين نحن من جعله يتساوى مع شعوب الأرض التي وصلت إلى درجات عالية من الرقي والتقدم رغم أن مداخيلها لا تساوي ربع دخل العراق . وأين نحن من الدفاع عن حدوده المستباحة من قِبل دول الجوار .
نعم هناك خروقات جرت لا يجب أن تتكرر وأن هناك إعتداء حصل على بعض البرلمانيين ندينه وبصوت عالي ، لكن الأسى على ( القنفات والأجهزة الألكترونية ) وغيرها التي تضررت ، لا يعطينا الحق أن نبخس الثورة العارمة للجماهير التي لم يبق لها في ( القوس منزع ) ، هبت عن بكرة أبيها مطالبة بالإصلاح لا غير ، والمجيء بحكومة وطنية بعيدة عن المحاصصة الطائفية والأثنية . إن هذه المطالب ليست تعجيزية ، ولو توفرت الإرادة المخلصة والنية الصادقة لأصبح الوصول إليها سهلاً وسلساً ، لكن مع الأسف يمنع ذلك ما تربت عليه الأحزاب السياسية الماسكة بالمال والسلطة وإستحواذها على كل شيء ، نعم كل شيء ، حتى على الهواء والماء ، غير آبهة إلا بمصالحها الضيقة لا غير .
فمن المسؤول عن الذي حدث أيها السادة الأفاضل ، هل هم أبناء الشعب الذي طال إنتظارهم دون جدوى !؟ ، أم هو تماديكم وعدم سماعكم لأصواتهم التي بحت وهي تهتف ( خبز .. حرية .. دولة مدنية .. عدالة إجتماعية ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة