الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتل كونكريتية عملاقة

علي فهد ياسين

2016 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


كتل كونكريتية عملاقة
بعد واقعة احتلال البرلمان العراقي يوم السبت الماضي، لم تبادر الكتل البرلمانية وقادتها الى تغييرمناهجها العقيمة في قيادة البلاد، والتي افضت الى الخراب العام والتضحيات الجسيمة بالارواح والممتلكات واحتلال العصابات الارهابية للمدن العراقية، واستمرت على منوالها في الصراعات الجانبية والتصريحات الفارغة التي تعود عليها العراقيون طوال السنوات الماضية، في محاولة لتفريغ الحدث من دلالاته العميقة وتحوله الى اعتداء على السيادة الوطنية وهيبة الدولة، وتعتمده عنواناً رئيسياً لنشاطها السياسي والاعلامي خلال الايام الماضية، وكأنها الضحية التي منعها المحتجون من اداء واجباتها الدستورية باقتحامهم البرلمان !.
هذا الاسلوب الهزيل في التعامل مع الحدث للتغطية على حقيقة مسبباته، هو محاولة مكشوفة للتهرب من المسؤولية الجسيمة لطواقم السلطات في أصل حدوثه، والتملص من المطالب الشعبية للجماهير التي قامت به كفعل رمزي بليغ يعرف معانية الفاسدون ويحاولون التغاضي عنها باثارتهم الزوابع الاعلامية حول السيادة والهيبة للمؤسسات الحكومية التي لم يحترموا هم ابجدياتها طوال السنوات الماضية.
لقد انكفئ السياسيون في المنطقة الخضراء وصموا آذانهم عن مطالب الجماهيرمنذ عام لانها لم تصل الى اسوارعروشهم، قبل أن يخترق المحتجون تلك الاسوار الواهية ويهددوا المحتمين بها من غضبهم الذي فاضت به النفوس، لتسقط الاستحكامات التي كانت توصف بأنها (شديدة التحصين)، وليبرهن الواقع بأن لاتحصينات تحمي السياسي من شعبه سوى العمل الوطني النظيف من الفساد، وهذا هو بيت القصيد الذي يعرفه الجميع في المنطقة الخضراء وتوابعها في المحافظات ولايحتاج الى مراوغة وتضليل !.
لأن الفساد بات وباءاً في العراق فأن (فرسانه) لازالوا يصرخون دفاعاً عن حرمة المؤسسات وضرورة حمايتها وفقاً للدستور، متناسين (امتطائهم) للدستورتنفيذاً لمصالحهم الذاتية والحزبية، التي وفرت لهم المنافع وأعاقت تنفيذه، ولم يجني الشعب من ذلك سوى المآسي والخيبات والخسارات، نتيجة توافقهم على تعطيله !.
لقد تحولت المنطقة الخضراء الى (ورم سرطاني) في الجسد العراقي بدلاً من واحة قانونية لتنفيذ الدستورالذي صوت عليه العراقيون بدماء شهدائهم، وكأن سكانها غرباء وحاقدون على شعبهم، عوائلهم ومتعلقاتهم في دول أخرى وطريقهم سالكاً الى المطار!، وبدلاً من مصارحة شعبهم وتصحيح مساراتهم وطلب الغفران، نراهم يعتمدون اسلوب الطغاة في اقامة الحواجز بينهم وبين شعبهم، كما نرى اليوم (بعد واقعة السبت) البدء باقامة سورجديد حول المنطقة الخضراء مكون من ( كتل كونكريتية عملاقة )، يعتقدون أنها تضمن لهم الحماية أفضل من سابقاتها التي (عبرها) المحتجون !.
المؤسف أن قادة السلطة في العراق لازالوا (يثقون) بالكونكريت بديلاً عن ثقتهم بعقل المواطن العراقي الذي انتخبهم، وكأنهم يعترفون بأنهم تحايلوا على الشعب في الانتخابات التي أوصلتهم الى مواقع القرار، وحصيلة ذلك طالت أم قصرت لن تكون في صالحهم، وقادم الأيام سيثبت ذلك طال الزمن أم قصر !.
علي فهد ياسين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لايرون ابعد من انوفهم
علي عدنان ( 2016 / 5 / 4 - 18:45 )
حال كل لصوص المال العام والطغاة في العالم انهم لايرون ابعد من انوفهم ذات الرائحة الكريهة
اتدري صديقي العزيز انهم يستغربون ويندهشون كيف ان الضعفاء والفقراء قد استطاعوا ان يطيحوا بهم بهذه السهولة وبطريقة مفاجاة لم يحلموا بها يوما
ناموا طويلا في العسل فنسوا الحيطة والحذر واستهانوا بقوة الجماهير الفقيرة والمسكينة وينتج عن ذلك نهاية مروعة وقاسية هي هي في كل الاوقات والازمان والاماكن

اخر الافلام

.. وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس يقول إن إسرائيل ألحقت الهزيمة بح


.. وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد هزيمة حزب الله.. ماذا يعني ذلك؟




.. مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة: أكثر من 300 ألف إنسان يعيش


.. أسامة حمدان: جرائم القتل ضد شعبنا ستبقى وصمة عار في وجه الدا




.. حرب وفقر وبطالة.. اللبنانيون يواجهون شقاء النزوح ونقص الدواء