الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلام على السودان وأهله

أسعد العزوني

2016 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


عادة ما تقاس الدول والمجتمعات ، إما بقوتها أو بغناها ، وفي كلتا الحالتين نجد المثالب وما أكثرها ، حيث أن القوة ينجم عنها الفوقية وسوء التعامل مع الآخرين ، في حين أن الغنى ينجم عنه بون شاسع بين المجتمع الغني وبقية المجتمعات الأخرى الفقيرة ، بمعنى أن نظرة المجتمع الفقير إلى الغني ، يشوبها الحسد وهو أسوأ مثلبة في العلاقات الإجتماعية ، بينما الغني ينظر إلى الفقير بشيء من الريبة والخوف ، وفي واقع الحال ، يكون الفشل هو سيد الموقف في العلاقات الإجتماعية .
أما بالنسبة للسودان ، فهو خال من كل هذه العيوب ، فهو وأهله الكرام يتسمون بالطيبة ، وما أروع هذا لشعب الطيب الكريم المتسامح ، ويقينا أن الطيبة في حقيقة الأمر هي الكنز الحقيقي ، وشهادة التقدير التي لا تعطى لأي كان ، بل تخصص للشعوب الطيبة ، التي يتصدر قائمتها الشعب السوداني .
وحقيقة الأمر لو أن القوى الظالمة الكبرى ذات العلاقة بالملف السوداني ، تركت السودان وشأنه ، لوجدنا السودان يتصدر قائمة الأقوياء والأغنياء ماديا معا ، لكن هذه القوى وقبل أن تنسحب من وادي النيل العظيم ، كما هي عادتها ، زرعت ألغامها المتفجرة في السودان ، وأولها بطبيعة الحال مشكلة جنوب السودان التي أنهكت هذا البلد لعشرات السنين ، وإستنزفت خيراته وقدراته ، وشغلت قيادته عن أمور التنمية والنهضة ، وقد توجت هذه المشكلة بإنفصال الجنوب عن الشمال ، وفق مخطط إستعماري ، مخطط له جيدا ، بهدف إضعاف السودان ن، هو مخطط نيفاشا لعام 2005.
السودان ليس فقيرا ، لكن المخطط الإستعماري فرض عليه الفقر ، من خلال فرض الحصار عليه ومنعه من التطور ، والإستفادة من الإستثمار الأجنبي ، خاصة وأن السودان يمتلك كل انواع الثروات من معادن ثمينة إلى النفط ، الذي رفضت امريكا إستخراجه بعد إكتشافه ، وأوعزت لشركاتها بالإنسحاب من السودان عقابا له كي لا يستفيد من ثروته النفطية ، لكن قيادته إتجهت إلى الشرق وتعاقدت مع الصين التي إستخرجت النفط السوداني ، في وقت أيقنت امريكا أن أحدا لن يستطيع إستخراج النفط السوداني .
هذا ما أوغر قلب الإستعمار على السودان ، لأنه خالف الأوامر والتعليمات وحاول النهوض بواقعه ، متحالفا مع قوى خارج النظام الرأسمالي الغربي ، ولا بد من التنويه أن السودان قد أحسن صنعا بتحالفه مع الصين تلك القوة الصاعدة التي تساعد شعوب الدول النامية على النهوض ، ولا تلجأ للنهب والشفط واللهط كما تفعل القوى الإستعمارية التي هيمنت على إفريقيا بشكل خاص.
ثروات السودان لا تحصى ، وتربته خصبة ، وما تزال عذراء ، وهذا ما يجعلها واعدة للمستثمرين في حال فتحت أبواب السودان للإستثمار والمستثمرين ، ولا ننسى الكرم السوداني الذي لا حدود له ، وتمثل ذلك في قيام الحكومة بمنح دول عربية ومن ضمنها الأردن ، مساحات شاسعة لزراعتها دون مقابل ، لكن هذه المنحة لم يتعامل معها البعض بحسب قيمتها خوفا من غضب أمريكا عليهم ، وقد سنحت لي الفرصة قبل أعوام لزيارة المساحة المخصصة للأردن ، وكانت تستغلها آنذاك القوات المسلحة والمخابرات .
كانت التجربة مذهلة من حيث الإنتاج ، وقد كانت حبة القمح بمواصفات وحجم قياسي وكذلك المنتجات الزراعية الأخرى ، ناهيك عن الثروة الحيوانية ، والكم الهائل من المياه ، ولهذا قيل أن السودان هو سلة العالم العربي الغذائية ، ولكن العرب مع شديد الأسف لا يجرؤون على الإقتراب من السودان .
قبل خلع الرئيس المصري حسني مبارك ، زار الخرطوم وفد رسمي مصري رفيع المستوى ، وكعادة السودانيين في إظهار كرمهم اللامحدود ، طرحوا على الوفد المصري ، منحة سودانية ، وقالوا لهم أن عليهم تحديد مساحة الأرض التي يستطيعون زراعتها قمحا ، منحة سودانية للشعب المصري الشقيق وبدون مقابل .
عندها ذهل الوفد المصري ، وطلبوا من السودانيين إمهالهم يومين حتى يعرضوا الأمر على الرئيس مبارك ، وقد وردت مكالمة من القاهرة تفيد بالإعتذار عن قبول المنحة ، لأن الرئيس مبارك أبلغ الوفد أن أمريكا ستغضب.
الشعب السوداني وبالإضافة إلى طيبته وتسامحه ، كريم بطبعه ، وتمثل هذا الكرم بقيام السلطان الشهيد علي دينار بابار ، بتجهيز كسوة الكعبة على حسابه سنويا ، وهو سلطان دارفور النازفة دما هذه الأيام بسبب مؤامرات الإستعمار التي لا تريد الإستقرار للسودان ، كما أنه هو الذي حفر أبيار علي في الحجاز .
نأمل من الله عز وجل ان يفرجها الله على السودان وأهله ، وان ينهض العرب جميعا من سباتهم ويتنبهوا إلى السودان ، ولا أقول أن يتصدقوا عليه ، بل يستثمروا فيه وسيحققون ربحا وفيرا بإذن الله ، ويثبتون للعالم انهم قادرون على إتخاذ موقف لصالحهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد انتخابات -تاريخية-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان الفرنسي


.. احتفالات بالانتصار.. -الجبهة الشعبية الجديدة- تتصدر التشريعي




.. -سأقدم استقالتي-.. كلمة رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال ب


.. سمكة قرش ضخمة تسبح قرب مرتادي شاطىء في تكساس




.. بايدن.. مصيبة أميركا العظمى! والدولة العميقة تتحرك! | #التا