الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السفارة الفلسطينية في لبنان من حضن للطيف السياسي المتنوع الى مرجعية جموع اللاجئين

محمد بهلول

2016 / 5 / 6
القضية الفلسطينية


قبل أيام من احياء اللاجئين الفلسطينين في لبنان للذكرى الثامنة والستين للنكبة (15 ايار) والتي من المؤكد انها ستكون شاهداً ومعياراً أضافياً على اصرارهم للعودة بالمفهومين السياسي والاجرائي الى الديار والممتلكات رغم شدة الضغوط الامنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والحقوقية التي تمارس من جهات متعددة بحقهم لدفعهم الى اليأس والاحباط لتمكين خيارات اخرى من التسلل من شباك هذه الحالة البائسة.
رغم كل ذلك ,فان اللاجئين في لبنان المتفهمون بالعمق لهذا الواقع يعطون يومياً عشرات الدلائل لاستعدادهم على الصبر والصمود والجهود للعمل الحي والمثابر لقلب هذه المعادلة ويتمسكون بكل بارقة امل تعيد اليهم الحيوية والنشاطية وهم مؤمنون بان الاساس هو السعي الجاد للوصول الى الهدف العام او مشتقاته الفرعية, الا ان ما يزيدهم احباطاً ويأساً احيانا ليس صعوبة المعركة وتسلط الاعداء والخصوم والمنتهكون, بل الاداء الذي تمارسه القيادة السياسة الفصائلية والنخب المتعددة للتعبيرات النقابية والاجتماعية والتي تتعاطى مع المشاكل والاحتياجات بعمومية شديدة وتصريحات اعلامية محسوبة, واحيانا فعاليات ضغط وتأثير محدودة ولا تلامس حقيقة المنتهك والحارم للحقوق, بل توجه الى الحلقات الاضعف والتي لا يشكل التصويب عليها اي تبعات ومسؤولية في اطار سياسة العلاقات العامة المعتمدة كسياسة شبه رسمية للقيادات السياسية والفصائلية والناتج عنها من هيئات مجتمعية و نقابية.
في هذه العتمة , وانطلاقا من التمسك بكل بارقة امل, لا بد من التصويب الايجابي على دور السفارة الفلسطينية في بيروت التي شكلت على امتداد السنوات الماضية وعلى اختلاف السفراء المعتمدين واخرهم سعادة السفير اشرف دبور والتي تتجاوز حلقة الدور الدبلوماسي والسياسي لتمثيل السلطة الفلسطينية الى دور الريادة في تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد, في تجاور مقصود ومطلوب للبروتوكول الموقع , وباتت- بجهد وعرق طاقهما الدبلوماسي حاضنة الطيف السياسي الفصائلي المتنوع للاجئين الفلسطين وهي خطوة – واكبتها جهود قيادة المنظمة والعديد من قيادات الفصائل في لبنان و اوصلتها الى تشكيل مرجعية سياسية ازاحت عنها عبء الخلافات السياسية.
"المشروعة" وتمسكت بما هو جامع ويشكل ضمانة وحماية للاجئين في لبنان.
هذه المرجعية الفصائلية - بجهود حقيقية من سعادة السفير- قد لا تشكل المرجوا منها حتى الان, الا انها خففت الى ما يزيد عن النصف من مشاكل واحتياجات اللاجئين لا سيما في ملفي الامن والخدمات.
ماهو مرجوا من السفارة وسعادة السفير – الذي اثبت وان بدون ضجيج اعلامي مواكب- انه فوق الفصائل – بالمعنى الايجابي- اي تحرر من انتمائه واحيانا من وظيفته الرسمية وتحول من طرف الى حكم و مرجع ان يستمر لصالح تحويل السفارة - المقدر دورها الغير منحاز من عموم اللاجئين – الى مرجعية للاجئين تحتضن همومهم واحتياجاتهم وتترجم الى برامج عمل دبلوماسية يمارسها السفير واركان سفارته وسياسية تمارسها الفصائل وتقود من خلال التفاعل والتشارك – مع عموم اللاجئين.
اللاجئون في ذكرى نكبتهم لا يطالبون بأكثر من ان يتحولوا من ارقام الى مشاركين في معركة شاملة من اجل الحقوق الوطنية والاجتماعية المطلبية, ولذلك هم يأملون بأن تكون السفارة وسعادة السفير هم رعاة حوار فصائلي – شعبي من خلال لقاءات تشاوية على مستوى المناطق وصولاً الى المركز لوضع استراتيجية واضحة للعمل – تقودها الفصائل ويشارك فيها جموع اللاجئين.
ان الدور الذي تلعبه السفارة بقيادة سعادة السفير والذي يتعرض –كما يتعرض كل من يقدم نموذجاً وحدوياً جدياً- الى هجمات ظالمة و تشويهات غير منطقية- تحديداً لحرفه عن هذا الدور الوحدوي الجامع, لان المطلوب ضرب كل عنوان يوحد اللاجئين "سفارة – انروا- مرجعية- فصائلية.." لصالح تجزئتهم وتشتت جهودهم لزيادة حالة اليأس والاحباط لتمرير كل ما هو مشوه ويضرب الاساس الوطني والاجتماعي للوحدة.
اللاجئون يأملون اليوم من سفارة دولة فلسطين وعلى رأسها سعادة السفير أشرف دبور في بيروت دوراً اكبر لتتحول الى مرجعية شعبية بعد ان باتت مرجعية سياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟