الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استقالة أوغلو ضربة قاصمة لأردوغان

فوزي بن يونس بن حديد

2016 / 5 / 6
كتابات ساخرة



يبدو أن هناك خلافات عميقة بين رئيس الوزراء التركي داوود أغلو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان رغم أن أوغلو صرح بأن استقالته من رئاسة حزب العدالة والتنمية ورئاسة الحكومة لم تكن نتيجة خلافات بين الرجلين وإنما بسبب ترك المجال لآخرين لسدة الحكم، هذا الكلام غير منطقي وغير مقبول باعتبار الفترة الحرجة جدّا والمعقّدة التي تمر بها تركيا، وكذلك الوضع في سوريا، ولا يقدم أوغلو على هذه الخطوة إلا بعد أن يكون قد درس الوضع جيدا وهو الذي كان يصرّ على إنشاء منطقة عازلة بين تركيا وسوريا، وهو الذي كان يدعو إلى تدخل بري للقضاء على النظام في سوريا، مع الاتفاق بينه وبين الرئيس التركي على تغيير الدستور في البلاد.
هذا التصدّع في التركيبة السياسية التركية يفسّر فشل الحكومة والرئاسة في معالجة القضايا الداخلية والخارجية، فالإرهاب ما زال يضرب تركيا من جميع الجهات، من العراق ومن سوريا ولم تستطع حكومة أوغلو أن تضع حدا لهذه الانفجارات التي وقع آخرها في مقرّ أمني، والخصام الحادّ الذي ظهر في البرلمان التركي أخيرا فسّر حالة من التشرذم الداخلي بدأت تتّسع فجوتها وتؤثر على الحياة السياسيّة، وبما أن الرئيس الحالي لحزب العدالة والتنمية غير قادر على تنظيم صفوف الحزب من جديد بدأت تتعكّر أحواله من خلال حالة الهيجان الشديد التي ظهر عليه نوابه وعدم ضبط النفس تجاه قضايا داخلية مصيرية، وأما الأحوال الخارجية فبقيت تركيا كالمطلّقة المعلّقة لا هي انضمت إلى أوروبا ولا هي تمتّعت بتماسكها الداخلي وليس لها تأثير على العالم الخارجي بل بقيت مواقفها تجاه الحراك الأمريكي الروسي بشأن سوريا غامضا وليس لها موقف إلا التسليم بالأمر الواقع.
ومن سيخلف أوغلو سيجد نفسه أمام ملفّات ساخنة فبأيّها سيبدأ؟ وهل سيستمرّ في عدائه للشعب السوري أم سيتغيّر الموقف السياسي برمته؟ وتتحوّل تركيا عن غيّها وعنادها وإصرارها على مواصلة الزحف على جارتها سوريا، سواء بالإصرار على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد أو بإقامة منطقة عازلة بين تركيا وسوريا، وهو ما يرفضه الأمريكيون جملة وتفصيلا في الوقت الحالي فضلا عن رفض روسيا أي قرار مشابه له، وبينما تسعى الدول لإدانة نظام بشار الأسد وخاصة بريطانيا تغفل هذه الدول جميعا عن خروقات للمعارضة في أكثر من مشهد، وتبقى المسألة السورية تنتظر حلا سياسيا يرضي جميع الأطراف وهو الحل الوحيد على الطاولة، وهو ما ترفضه المعارضة وتصرّ على مواصلة إرهابها العسكري.
وهاهي تركيا اليوم تتلظّى بمواقفها المتطرّفة تجاه سوريا كما تلظّت قبلها قطر، حينما ترك حمد بن خليفة منصبه واستقال وزير خارجيته حمد بن جاسم، وكما تلظّت أيضا السعودية حينما استقال سعود الفيصل من منصبه ورحيله من الدنيا تاركا الملفّ إلى خلفه عادل الجبير الذي لم يحسن إلى حدّ الآن التعامل معه بجدية، بل كان مراوغا فاشلا في تحقيق مآربه الشخصية ربّما، لأنه في كل مجمع يصرّ على رحيل الدكتور بشار الأسد إما بالسياسة وإما بالقوة وهو ما يفسّر إقدام السعودية على عمل عسكري برّي وشيك، بل تنتظر اللحظة المناسبة لترويج مثل هذا العمل الشنيع الذي ستكون آثاره مدمّرة إلى حدّ بعيد.
وعودا على بدء فإن تركيا مقدمة على أيام عسيرة على أردوغان، فما عساه أن يفعل تجاه التدهور السياسيّ الذي حصل في بلاده ونال من هيبة الدولة وحوّل تركيا من بلد جارٍ إلى بلد عدوّ سيذكر التاريخ يوما أنه كان سببا رئيسا في تدمير بلد عربي جارٍ، له تاريخ عريق، ولن تغفر الأجيال القادمة في سوريا هذا الاعتداء بل ستطالب باعتذار رسمي من الدولة التركية وتعويضات رسميّة تفوق المليارات لإعادة إحياء سوريا من جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07