الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب بين اللغات الاجنبية و الانهزام الحضاري

عمر يحي احمد

2016 / 5 / 6
كتابات ساخرة


تعرف اللغة بانها مجموعة من الحروف والكلمات المكتوبة او المقروءة التي يعبر بها كل قوم عن حاجاتهم وتمثل شخصيتهم وهويتهم التي تميزهم عن غيرهم من الجماعات من خلال هذا التعريف يتضح ان لكل قوم او مجتمع او امة لغة تميزها عن غيرها كما يتضح انه ليس من حق أي أمة ان تفرض لغتها علي أمة اخرى .
ان ما نشاهده اليوم من تدافع بين الشباب و الفتيات وجميع فئات المجتمع في العالم العربي نحو اللغة الانجليزية واللغات الاجنبية الاخرى انما يدل علي مدي مستوى الانحطاط الفكري و الانهزام الحضاري والانبهار الوهمي لتلك الشعوب ان اللغة هي هوية كل فرد وهي خاصيته وكينونيته وليس عيب ان يتعلم الناس لغة غيرهم ولكن العيب هو ان تصبح هذه اللغات الاجنبية في المقام الاول ويفتخر بها الانسان ويرى في لغته الاصلية وصمة عار .
ان تتبع التاريخ يدل على ان كل الامم القوية والكبرى وذات القيم كانت تسعى الي نشر لغتها وتقاليدها فالمانيا علي سبيل المثال تعتز بلغتها ولا ترى في اللغات الاجنبية الاوصة عار بل ان كثير من دول غرب اوربا لا يمكن ان تتعامل معك الا اذا كنت تتحدث بلغتها او لهجتها وهذا سبيل وشيم الامم ذات القيمة والاعتزاز ومما يدل على ان مجتمعاتنا العربية علي سبيا المثال قد وصلت الي مرحلة الانحطاط الفكري والانهزام الحضاري هو ان الاستعمار لم يستطيع ان يفرض لغته على الدول ابان فترة الاستعمار بالرغم من ان هذا كان هدفه الاسمى والاول ولكن الان عدد الذين يتحدثون باللغات الاجنبية اكثر من عدد الذين يتحدثون بها في فترة الاستعمار.
عندما تنظر أي أمة او مجتمع الي لغتهم بانها لغة دنيا او هامشية او منخطة ينبغي ان لا يسمح لها بالبقاء فان البقاء لا يكون الا لامة تعرف قيمتها وقيمة لغتها فلماذا لا تفرض اللغة العربية على الطلاب في المدارس والجامعات الامريكيا او اليابانية او الصينية لا ان تعلم اللغات الاجنبية في مفهوم المجتمعات الواعية هو فرض كفاية اذا قام به البعض سقط عن الباقين .
ان الحكومات العربية هي حكومات منحطة فكرياً ومنهزمة حضارياً لذلك تحاول اسقاط هذا الفشل على الشعوب التي تحكمها من خلال فرض لغة الدول او القوى الكبرى والمتقدمة في منظورهم بدعوى التطور والتقدم ومواكبة العولمة فخلقت مجتمعات مشوهة لم تستطع ان تحافظ على لغتها الاصلية ولم تتمكن من التحدث بلغة غيرها بصورة صحيحة ولم تتقدم ولا يمكن لاي امة ان تنهض بلغة غيرها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة