الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مباغته

رشا فاضل

2005 / 12 / 7
الادب والفن


احلم بان اباغت وجهك بملامح اخرى لاتعرفها .. !
ان ادخل مكتبك واجدك منهمكا بكتابة مقالة تسد بها عمودك الاسبوعي . . .او الشهري او السنوي . . .
مستجديا الذاكرة كي تسعفك بما تبقى من مشاهد ووجوه أبلاها العتق لم تمر تحت اصابعك بعد . . ، وقد تلجأ بعد بحث عقيم الى اكساء افكارك وذكرياتك القديمه بملابس جديده تتلائم مع موظة العصر ... .

احلم بأن ادخل غرفة نومك .. . واقلب شر اشف سريرك المريب في مختبرات فضولي . . . وابحث بعين خبير محترف عن اثار معاركك وهزائمك وانتصراتك فوقه . . !!

أتمنى أن احمل لك فنجانك الصباحي بهيئة خادمه اقصى ما يمكنك ان تمنحها اياه ايمائة شكر براسك المنهمك بالمقاله المتعسره .. تاركا لنوازعي البوليسيه النسائيه حرية اكتشافك وتقليب اوراقك بحجة ترتيبها ، وقد اعثر على رقم هاتف بلا اسم فامزقه بسرعه البرق منتهزتا فرصة تمزيقك لمسودة المقالة العسيره والبدء باخرى جديده لعل العقم يكون في الارض وليس في المحبره..!
وقد تتنبه الى سلوكي المريب بعد ان تجدني منهمكه بتقليب الاوراق والانتقال بفوضويه لص من درج الى اخر فتطلب مني المغادره بابتسامة صفراء تقول لي فيها انك لاتعرف ان تكتب الا وسط الفوضى. . !. ومن المتوقع انك ستسقط عقمك اللغوي على وجودي الذي كان يثير اعصابك ورائحتي التي تشتهر بها الشغالات ..!!

تربكني نظراتك المرتابه من وجودي بين اكداس اوراقك بحثا عن عطر نساؤك .. سليلات الدم الازرق والبنفسجي.. فاعتذر منك بصوت خافت خوفا من ان تعرف صوتي واخرج بسرعه من غرفتك وانا احمل مع فنجانك الفارغ الكثير من الحقد والرغبه بتفحص ماتحت اضافرك وجلدك الاسمر وسترتك الباهضه وربطة عنقك الحمراء ، بنهم كلب بوليسي مسعور . . .!

احلم بان يقف الحظ معي وتزورك ا حداهن وهي تجر خلفها عطر موقع باصابع (كرستيان ديور) وملابس باريسيه تفوح اناقة وغوايه تستدرج حتى النساء بضيقها وتقلص طولها. . .
حتما كانت ستدخل دون ان تنظر الي لان وجودي يشبة عدمه امام اناقتها المفرطه وانوثتها الباذخه التي اذا ماقورنت بانوثتي المزعومه المختبئه خلف ملابس الشغالات فمن المؤكد كنت سأفوز بلقب ( فحل) و بلا منافس .. .!!
وكنت سادخل الى مكتبك بطريقة (قوات التدخل السريع ) ..! تفاديا لكارثة امساكك باصابعها بحجة انها مصافحه للتحيه لا اكثر وافاجا بكفك تهصر اصابعها العاجيه واتذكر فجاه اصابعي المتشققه واضافري المتكسره نتيجة غسل الصحون واقرر بما يشبه القسم ان اول شيء سأفعله بعد خروجي هو شراء الكثير من طلاء الأظافر ومراهم التصغير والتنعيم وإزالة الشعر ..!
أضع لكما عصير التفاح على المكتب بسرعه املا في انهاء لقاء الاصابع والابتسامات المسفوحه على وجه الاخر ، فترمقني عيناك كمن يوجه اللعنات لوجودي الذي قطع عليك سلسلة لقاء الاصابع الملتهبة التي لا اعرف اين كانت ستمتد مساحة اجتياحها لو لم اسكب على نيرانها الملتهبه . . . عصيري المثلج...!!

أضع العصير أمامها فتسقط عيناي بهلع فوق ساقيها العاجيين و هي تضع واحدا فوق الاخر مما يضطر التنوره الشحيحه الى الانحسار مرغمه تماشيا مع جلستها الاميريه . . . ويقفز إلى ذهني فجأة مشهد افتراشي للأرض استعدادا للأكل. . .!! . . وانبطاحي على بطني لأكتب ..!
بحركة لا اراديه اجد اصابعي المستكينه امام اصابعكما الملتهبه تعيش حالة من التمرد والتواطؤ اللا مالوف مع حزن سندرلا فتوقع القدح على التنوره الباريسيه (الربع متر) وتسكب العصير على ملاسة جلدها الناعم ويكاد حينها يفتضح امري حين يبث قلبي فرحته وضحكته بانهمار الماء على نيرانه صائحا بين زوايا الغرفه المضطربه باعلى صوته (وشششششش)....!!
وتعود اصابعي لاستكمال بقية الخطه لتلطم جبهتي اسفا واعتذارا !!... فتظطر أصابعي ورغما عني (طبعا ) الى الركض بسرعه وجلب قطعة قماش تبدا تمسح بها العصير المنسكب فوق (ألتنوره ) والجلد ألمرمري ، ولا يستوقف انهماكي بتنظيف جلدها وملابسها الا صرختها التي أعقبت استيائها الشديد من غبائي المنقطع النظير وهي تصيح كمن اندلعت النيران في ثيابه ألداخليه. : (ما هذه الرائحة الكريهة)؟؟؟
واستدرك ببرائه: (عذرا ؟ انها الخرقه المخصصه لمسح الارض)؟
واكاد اتصور صياحك وانت الذي كنت عاجزا عن الصياح بوجه نمله كي لاتجرح شعورها
لتقول لي بغضب عارم ( اخرجي من هنا انت مطروده؟!!)

واخرج بملامح حزينه ما ان اغلق باب غرفتك خلف ظهري حتى ابتسم بخبث لذيذ يدفعني للامساك بالهاتف العمومي المجاور وخلال ثوان سيكون صوتك على الطرف الاخر يقول لي بارتباك مسرع كلمات بليده ومقتضبه تدل انشغال حضرتك ؟
اغلق الهاتف
واسير بحقد يربك خطواتي المنساقه الى رائحة شواء شهي
وحين اجلس على المنضده . . تسقط عيني على ذبابه سمينه تبحث فوق الطاوله المزينه ببقع الشاي وبقايا الطعام عما يناسب كرشها الذي بدا يعيقها عن الطيران

واتذكر طاولتك الانيقه فيزداد حقدي ..
ويتفجر داخل راسي حلم اخر اكثر عذوبة وجنون
لايجعلك تقوى على طردي او الامساك بي

حلم . يمنحني حرية الطيران وممارسة فضولي النسائي البوليسي على أكمل وجه .. !
حيث سأتنقل كيفما أشاء وحيثما أشاء في أروقة غرفتك وبين زواياك المعتمة . . وفوق عقم مقاله أرجو ألا تكون قد أتممتها قبل أن أحط فوق سطورها وأقرا
هذيانك. . فوق البياض العقيم. . !!



لا تذهب . . !.
أنا في طريقي أليك...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس