الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَنْ الرابح المتظاهرون ام قنفة سليم ؟

اسماعيل جاسم

2016 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


مَنْ الرابح المتظاهرون ام قنفة سليم ؟ اسماعيل جاسم
الفاشل والمنهزم يبحث عن طوق نجاة , الضجيج الاعلامي لا يصنع للمُقال نصراً ولا للفاسد قداسة , انه الالتفاف على مطالب شعب نادى بها منذ 25/ 2 / 2011 , استمرارية التظاهرات دليل على وعي وحيوية المتظاهرين السلميين , اقتحام المتظاهرين لقبة برلمان الكتل والمساومات السياسية وصفقات بيع الوزارات وتحين الفرص للايقاع بالخصوم قد اثار غضب هؤلاء المتآمرين فاتهموا المتظاهرين بالغوغائيين والعابثين بأمن البلد وخرق لهيبة الدولة في وقت كان سليم الجبوري وحيدر العبادي ومن معهم من رؤساء الكتل الذين استهانوا بمطالب المتظاهرين ولم يلتفتوا اليها ولم يناقشوها في جداول اجتماعات البرلمان .
انعدام الخدمات وتفشي الامية والجهل والبطالة واستشراء ظاهرة الفساد اضافة الى ارتباط الحكومة والسياسيين بأمريكا وإيران والسعودية وتركيا وقطر هذه الاسباب وسواها جعل المواطن العراقي ينزل للشارع ويطالب بحقوقه المسلوبة , حينما وصل المتظاهرون وهم خليط من التيارات المدنية والديمقراطية وانصار السيد مقتدى الصدر ولحقت " قنفة " سليم الجبوري الى بعض الاضرار البسيطة ثارت ثائرة السيد رئيس الوزراء متوعدا بالقصاص من الجناة ونسى جلسة البرلمان التي انعقدت بليل وخلف ابواب مغلقة مهددا البرلمانيين اذا لم توافقوا على كابينة الوزراء التكنوقراط سيدخل المتظاهرون اليكم وهو بمثابة ضوء اخضر لدخولهم , ان خطابات الزعيم الاوحد " حيدر العبادي " للمتظاهرين ليته يطارد الفاسدين والمستحوذين على اموال الدولة وقصورها وعقاراتها واراضيها ويوقفهم عند حدهم ولكن تراخي العبادي دليل على عدم اهليته لقيادة البلاد , برزت لعبة التشهير بالمتظاهرين متخذا منها موضوعا يسد به فشله وفشل قياداته في حماية المنطقة الخضراء بل واختفاءهم من ساحات المنطقة الخضراء ما عدا ظهور بعض العسكريين هنا وهناك بأعداد قليلة جدا . جدران الخضراء الكونكريتية لن توقف الزحف ولن ترهب العراقيين .
الاتهامات مضحكة وعرية من الصحة حالها حال تظاهرات 25 شباط 2011 التي وصفها المالكي بالبعثيين واجندة خارجية وهي اتهامات جاهزة في كل تظاهرة . اما اليوم ايضا اتهمت بوجود بعض العناصر المندسة المؤيدة للسعودية وتركيا بسبب ان الجماهير الثائرة صبت غضبها على ايران لتدخلها بالشأن العراقي الداخلي , فحينما تعالت اصوات المتظاهرين " ايران بره بره بغداد صارت حره " وهذا الشعار هز مضاجع المرتبطين بولاية الفقيه الايراني وبقاسم سليماني الذي اتخذ من الاراضي العراقية ساترا اماميا للدفاع عن ايران خوفا من هجمات الارهابيين الدواعش من الوصول الى الحدود الايرانية وتهديد مدنها .لن يجرءوا باتهام التيار الصدري بهذه الاتهامات فأتهموا البعض منهم .
المواقف الصعبة تظهر معادن الانسان المشارك في العملية السياسية , فظهور السيدة آلا طالباني في البرلمان وهي ترفع كارتات النواب الكرد بأنها قد مزقت من قبل شخص معروف بعداوته للكرد , اثار حفيظة النواب انفسهم الذي ادى الى انسحابهم من الاجتماع , توحد الكرد رغم خلافاتهم , اضطراب المشهد البرلماني وانشقاقه الى كتلتين , كتلة " المعتصمين " وكتلة سليم الجبوري التي تحظى بتأييد السفارة الامريكية والايرانية والسعودية والتركية ومن حيدر العبادي ورؤساء الكتل الشيعية والسنية ,
انكشفت اللعبة السياسية التي اشتركت بها أطراف عدة وراح ضحيتها قنفة تلطخت ببعض قطرات دم وتهشم زجاج باب , كان المتظاهرون الذين دخلوا لبرلمان سليم الجبوري على وعي عال وانضباط لم تشهده تظاهرات الدول المتقدمة , فلو كانت التظاهرات في غير العراق لاحترقت الابنية وسرقت التحفيات وحطمت الاثاث ونهبت المصارف ولكن يبدو ان السيد العبادي وسليم الجبوري وغيرهم من رؤساء الكتل كانوا غاضبين لأن المتظاهرين اخترقوا هيبة الدولة بجلوسهم على مقاعد البرلمانيين وعلى كرسي عرش سليم الجبوري المنهار .
تمترس الفاسدون وسلوا سيوفهم وتخندقوا حفاظا على عدم كشف ملفات فسادهم فاستعرض التقاة والزهاد عضلاتهم في سباقات مصارعة الثيران ,
بعد ان تفجر الموقف في 30/ 4/ 2016 بدخول المتظاهرين الى المنطقة الخضراء واحتلالهم للبرلمان العراقي يعد سابقة لم يتوقعها البرلمانيون ولا مجلس الوزراء ولا السفارة الامريكية والبريطانية والإيرانية , استفز تصاعد موقف السيد مقتدى وأنصاره جميع الاطراف السياسية المشاركة بالعملية السياسية مما اثار غضبهم وحنقهم وتنديدهم لما جرى في ذات اليوم , اعتبره المراقبون السياسيون هو سقوط للمنطقة الخضراء التي تعد محصنة أمنياً وكونكريتياً , ولكن اثبتت هذه التحصينات والحمايات الامنية فشلها وانهزامها وانهيرها وتأييدها مع المتظاهرين والعاصمة بغداد هي الاخرى شهدت فراغا امنيا واضحا في ذات الوقت على حد سواء , اغلقت المنافذ والطرق الرئيسة المؤدية للعاصمة بغداد , تم تشديد حماية المصارف الحكومية الرئيسة , البنك المركزي والرافدين والرشيد , دخول القوات الامنية والعسكرية الانذار المشدد , تزاحم المواطنون على المخابز والافران والاسواق للتبضع , شكلت السيارات على محطات تعبئة الوقود طوابيرا كما شاب الحذر والتخوف بين المواطنين وازدادت المخاوف اكثر من الخروقات الامنية خاصة وقد صادف احتلال المتظاهرين لمبنى البرلمان العراقي وانهيال الضرب على عدد من النواب , فعلا قد وقع ما كان متوقعا لهم بل كان متوقعا الاكثر ايلاما لما اقترفوه بحق ظلم الشعب العراقي وسرقة امواله ونهبها على علم من لجنة النزاهة البرلمانية وهيئة النزاهة والقضاء , حدثت تفجيرات عديدة في بغداد منها على الزوار ومنها على الاسواق والاعتداء الكبير الذي حدث في مدينة السماوة الذي راح ضحيتها العشرات من الجرحى والشهداء من المسؤول عن هذه الخروقات الامنية . ؟
سرد الاحداث الاخيرة التي وقعت تتميز بأعادة حساب الكتل والاحزاب الشيعية فهو شروع لبداية احتراب وتمترس , فحزب الدعوة قد جهز وهيأ اسلحته وانصاره استعدادا للمواجهة وحذا على هذا المنوال كل من المجلس الاعلى الاسلامي وغيرها من المجاميع المسلحة , في ضوء التطوراتز. قد تقهقر الامن وتدهور الوضع السياسي وهو مدخل للمواجهة الشرسة التي تترقبها الظروف للانفجار بين الحين والآخر , فغاب الحوار ومثل كل واحد دورا خاصا لتنفيذ خططه , فاتفق الجميع في موقف موحد ضد جبهة السيد مقتدى الصدر وانصاره ومازال الموقف يشوبه الحذر وتحيطه المخاوف ,
موقف المرجعية ...
لا علم لي كعلم المرجعية العليا بشؤون البلاد والعباد ولكن حينما رأت المرجعية ان الدواعش قد هددوا بغداد والمحافظات الاخرى اعطى السيد علي السيستاني رأيه بـ " الجهاد الكفائي " فهب العراقيون للدفاع عن المقدسات وعن العرض والارض , اسرعت احزاب الدين السياسي والكتل باستغلال الفتوى فشكلوا حشودهم وجهزت الحكومة العراقية المتطوعين بالاسلحة والذخيرة ومدت ايران جسرا بريا من الاسلحة والاعتدة لقوات بدر ولفيلق القدس الذي يقوده قاسم سليماني . اصبح في العراق الحشد الشعبي وفي المناطق المحتلة من قبل داعش تشكل الحشد العشائري فصار العراق عبارة عن ميليشيات مسلحة ومجاميع كلها تدافع ضد داعش من جانب ومن جانب اخر كونت بؤرا ومراكز قوى لا تستطيع الدولة على السيطرة من الموقف كل هذا بسبب فتوى المرجعية .
موقف المرجعية من السياسيين العراقيين الذين ثبت بالدليل والسند والشاهد انهم فاسدون وفاشلون ولكن مازال خطاب المرجعية يشكل خطابا عموميا وليس خصوصيا وليس ايضا ادانة صريحة لهذه الطبقة الفاسدة ولم تسم الاسماء بمسمياتها .سيبقى الوضع السياسي يسير نحو منزلقات الحرب الشيعية شيعية وكردية عربية وسنية شيعية وسنية سنية وكما يقول المثل العراقي ط لا تعرف حماها من رجلها او وشيعة مخلبصة ليس لها بداية ولا نهاية .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا