الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمالة المهاجرة-اشكاليةالتضامن الطبقي

شاكر عامل

2016 / 5 / 8
ملف 1 ايار - ماي يوم العمال العالمي 2016 - التطور والتغييرات في بنية الطبقة العاملة وأساليب النضال في ظل النظام الرأسمالي والعولمة


تعتبر ظاهرة هجرة العمال للبحث عن فرص عمل اوفر. في مناطق وبلدان خارج موطنهم الام,ليست بالظاهرة الجديدة,فقد برزت مع ظهورالصناعة وبداية العصر الصناعي,ولاتزال مستمرة الى يومنا هذا.وارتباطا باتساع ظاهرة العولمة وشمولها مناطق جديدة باضطراد,وبالاخص في العقود الاخيرة,اخذت ظاهرة هجرة الايدي العاملة بالاتساع ايضا وبوتائر غير مسبوقة.وبالتزامن مع شدة الازمة المالية العالمية,في السنوات القليلة منذ 2008 وتاثيرها السلبي الخانق وتحديدا في بلدان الراسمال الغنية,حيث عم الافلاس مختلف الشركات والقطاعات الصناعية,والمرافق الاقتصادية وجرى على اثر ذلك اغلاق مئات المصانع والمعامل ابوابها,معلنة افلاسها.وكان من النتائج الماساوية التي ترتبت اثر ذلك.ان تم طرد العمال بالجملة.حيث فقد مئات الاف من العمال اعمالهم, واصبحوا بين ليلة وضحاها ,عاطلين عن العمل.واذا ماخذنا اوروبا وتحديدا بلدان الاتحاد الاوروبي مثال على ذلك ,نلاحظ انه في الوقت الذي يتم فيه طرد مئات الاف من العمال في البلدان التي تعاني الازمة ويصبحون عاطلين عن العمل,نرى في الجانب الاخر مئات الاف من العمال من دول اوروبية ,وخاصة من بلدان اوروبا الشرقية ,اي بلدان المنظومة الاشتراكية سابقا,تدفعهم المشاكل السياسة, والاجتماعية ,والاقتصادية, في بلدانهم, حيث البطالة و قلة فرص العمل, وتدني الاجور ,والتهميش ,تدفع بهم اكثر فاكثر للبحث عن فرص عمل مناسبة في مناطق وبلدان اخرى, فمع ازدياد وتيرة طرد العمال في البلدان التي تعاني الازمة الراسمالية,وتعرضهم لشبح البطالة.يزداد يالمقابل الطلب على العمال المهاجرين من الدول الاخرى من قبل الشركات واصحاب العمل, ياتي ذلك بالدرجة الاولى بسبب قلة الاجور التي تدفع الى العمال المهاجرين مقارنة بعمال البلاد الاصلية التي جرى طردهم,ثم ان من شان هذا التوجه ,ان يعفي تلك الشركات واصحاب العمل,من دفع الضرائب,او تعويضات التامين الصحي في حالة الاعاقة والمرض,او تامين التقاعد. وبهذا يكون العمال المهاجرون عرضة لابشع وسائل الاستغلال الاانساني,في ظروف انعدام وجود اية مرجعية ,سواء حكومية او نقابية للدفاع عنهم وتامين مستقبلهم.اذ ان اي احتجاج من قبل هؤلاء العمال,ان بسبب تردي ظروف العمل, او قلة الاجور والمطالبة بزيادتها, او غير ذلك,كفيل بان يعرضهم الى الطرد المباشر,والتعويض المباشر عنهم بغيرهم من العمال المهاجرين, الذين ينتظرون فرصتهم باعداد هائلة تملاء سوق العمل المهاجر. ان هذا الوضع المأساوي للعمال المهاجرين الذي يكتنفه عدم اليقين والاطمئنان للمستقبل,في ظروف الاستغلال الراسمالي البشع لاؤضاعهم هذه,يقابله من الجهة الاخرى الموقف السلبي من قبل العمال في البلد الاصلي ,وغالبا ما يكون مشحونا بالحقد والكراهية,وضعف التضامن الطبقي, اذ يشعر العمال هناك بان العمال الغرباء الوافدين,انما قد احتلوا اماكنهم بسبب رخص اجورهم , في الوقت الذي يتعرضون هم فيه للبطالة والتسكع,والاكثر ايلاما ان العمالة المهاجرة داخل اوروبا, تسير بوضوح وانسيابية عالية,وبدون عوائق تذكر,لا بل انها تجري وفق القوانين والمعاهدات بين دول الاتحاد, ان لظاهرة العمالة المهاجرة تداعيات اجتماعية وبنيوية سلبية ,وخصوصا فيما يتعلق بقضية الوحدة العمالية,وقضية التضامن الطبقي, ويحاول الراسماليون والشركات والحكومات التي في خدمتهم,استغلال هذا الوضع للعمل على تمزيق اللحمة العمالية,وتحطيم قوة التضامن الطبقي ,الرافعة الاساسية للنضال الطبقي ضد الراسمالية والاستغلال الطبقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تواصل التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في لبنان • فرانس 24


.. هاريس تلتقي ممثلين للأمريكيين من أصول عربية بميشيغان لإقناعه




.. أم فلسطينية: لا أستطيع أن أخبر ابنتي عن بتر رجليها


.. تجدد الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية والقسام تنعى أحد قادته




.. تجدد الغارات على ضاحية بيروت