الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الائتلاف السوري من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان

سلطان الرفاعي

2005 / 12 / 7
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


زوربا ، تلك القصة الممتعة والرقصة الخالدة، يقول مؤلفها كانتزانتزاكيس:

((أذكر ذات صباح، أني اكتشفت شرنقة في قشرة شجرة، وفي لحظة كانت الفراشة تكسر جدارها وتستعد للخروج منها. انتظرت طويلا لكن الفراشة تأخرت في الخروج. وبعصبية،لا. وبعصبية ، انحنيت عليها وأخذت أدفئها بحرارة زفيري وأنا فاقد الصبر . فبدأت المعجزة تحدث أمامي، ولكن بنمط أسرع من النمط الطبيعي. وتفتحت القشرة وخرجت الفراشة وهي تزحف. لن أنسى فظاعة ما رأيته حينذاك: لم يكن جناحاها قد افترقا، وكانت جميع أجزاء جسمها الصغير ترتجف، والفراشة تجهد في فتح جناحيها. فانحنيت فوقها وحاولت مساعدتها بنفسي ولكن بدون جدوى. كانت تحتاج إلى نضوج صبور، وفتح الأجنحة يحتاج إلى دفء الشمس ليتم ببطء. ولكن الأوان قد فات الآن. لقد أجبر تنفسي الفراشة على الخروج من الشرنقة وهي ترتعش، قبل موعد نضوجها. كانت تهتز فاقدة الأمل. وبعد ثواني، ماتت وهي في راحة يدي. ---- وانه علينا أن لا نتعجل ونفقد الصبر.



هذا المقطع قد يصلح لرواية ما حدث لمشروع الائتلاف المرتقب، والذي طال انتظاره من قبل الجميع. والذي أصر جميع موقعيه على إعطائه الوقت المناسب، والدفء اللازم، حتى يخرج إلى النور، ولو متأخرا ولكنه يصل في النهاية.

لقد أراد الجميع (لا تتفتح الزهرة بالأصابع) تطبيق ذلك التعبير الجميل، لقد كنا ننظر إلى برعم الزهرة ونقول: نريد زهرة، بل وردة متفتحة. ونشد غلافها بقوة وبسرعة، فكنا في كل مرة لا نحصل إلا على وردة تذبل: لقد فتحناها بأصابعنا وأجبرناها على التفتح. وقلنا ننتظر أيضا فخير لنا وللجميع الحصول على وردة أبدية. وهي لن تتفتح بدون ماء أو شمس والقضية ليست مسألة تقنية أو مناخ، بل الوقت المناسب.



قديما كانوا ينتجون كتابا، يكون كتابا أبديا، كتابا يدوم، كتابا يخرج من أعماق الكائن: وكانت الكتابة عملية ولادة حقيقية. وهذا ما أراده كل من شارك في كتابة نص الإعلان المزمع نشره خلال فترة قادمة؟ تصحيح دقيق وعمل شاق. فبساطة الإعلان هي نتيجة مجهود دام فترة طويلة، وتعب مضن وصبر بلا حدود.

- ماهو هذا الإعلان؟

- هو عمل نخلقه بروحنا، ونكونه بقلوبنا، فنعطيه من أفكار جميع الموقعين عليه، من الحرف الأول إلى الحرف الأخير. نعيشه ونحمله في قلوبنا، حتى تريه أقلامنا النور كالفاكهة الناضجة.

- ألائتلاف يعبر عما يعيشه، والإعلان الرائع في داخله.

- إنها حالة شعور مبهم وإحساس والهام.

- فأي شكل سيأخذه هذا الإعلان؟

- وعلى أي صورة سيصدر؟

-انه لا يعرف ذلك حتى ساعته.

- لأنه يجب أن ينضج هذا الإعلان ببطء في حمل طويل.

- وكما أن المرآة الحامل تشعر بقرب ساعة الولادة.

- كذلك يشعر ألائتلاف بساعة الولادة.

- حينئذ يخرج الإعلان منه تلقائيا وبحرارة، والحياة تنبض فيه.



كم من الوقت أمضى هؤلاء الأشخاص حتى أصدروا إعلانهم؟ الأكيد أكثر من مئة سنة، لأن الأشهر التي أُعد فيها هذا الإعلان، ما هي إلا جمع لعشرات ألاف العناصر التي استقاها هؤلاء الأشخاص طوال حياتهم من أفكار وأحاسيس ومشاعر وخبرات، تذوقوها طويلا، وأحبوها، واستطابوها. وجمعوها قبل صدور الإعلان في باقة أو في حزمة واحدة.

فإعداد هذا الإعلان لم يتم لا في ساعة واحدة ولا في يوم واحد أو أسبوع أو شهر بل طوال حياة كاملة. فان لم تخرج كلمات الإعلان من عمق الروح والكيان، لن يكون لها أي قيمة أو مذاق. وفي هذا يكمن الفرق بين حقيقة نتعلمها وحقيقة نعيشها.



الائتلاف السوري من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان.رؤية سياسية جديدة، جريئة، تفتح ذراعيها للجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد نبيل بنعبد الله يستقبل السيد لي يونزي “Li Yunze”


.. الشيوعيون الروس يحيون ذكرى ضحايا -انقلاب أكتوبر 1993-




.. نشرة إيجاز - حزب الله يطلق صواريخ باتجاه مدينة قيساريا حيث م


.. يديعوت أحرونوت: تحقيق إسرائيلي في الصواريخ التي أطلقت باتجاه




.. موقع واللا الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت في قيساريا أثناء و