الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لوحات خريفية

بنواحي هناء

2016 / 5 / 8
الادب والفن


مند زمن ليس ببعيد كان هناك رسامين رسموا لوحاتٍ في غاية الروعة والجمال ، لوحات تخطف قلوب الناظرين، والكل كان يتحدث عنها وعن أمجادها وعن تاريخها ، وحضارتها.

كل شيء كان فيها إلا وكان رائعا وساحراً مما قد يتصوره العقل ، تلك اللوحات التي تفنن العديد من الرسامين في رسم معالمها بأدق التفاصيل حيث كانت تلك اللوحات مرسومة بفرشاة ذهبية من سلام وطمأنينة ، وود ، كانت تتدفق منها ألواننا ربيعية مثل أنهار جنان الخلد الرائعة ، أما الحدائق التي تحيط بالأنهار فتفوح منها ريح طيبة من الورود والمسك ذلك العطر الذي يجعل النفس تسبح في عوالم الحكايات، عالم تطمئن فيه الروح وترتاح من تعب الحياة فعلا كان منظرها يسحر القلوب وعادت محط أنظار وإهتمام الكل .

لكن بين ليلة وضحاها إنقلب حال تلك اللوحات رأس على عقب ، أصبحت ألوانها رمادية ، ملفوفة في كفن وملك الموت أصبح يعتلي عرشها ، يخطف في كل يوم ألاف الأشخاص، أصبح عدد الثكالى واليتامى في إرتفاع مهول ، وعدد الوفيات أيضا أما الجرحى والمصابين فهم في كل زواية من زوايا تلك اللوحات عادت الأجساد أشلاءاً ثتناتر مثل ثناتر أوراق الشجر في فصل الخريف، وتحولت عتبات اللوحات إلى قبور تدفن فيها العائلات والأسر بكاملها من دون غسل ولا كفن ولا صلاة ، حتى أرواحهم تبقى معلقة بين السماء والأرض، لأنها قتلت من دون ذنب ومن دون جرم .

أصبحت اللوحات ألونها سوداء حزينة على حالها حيث غرقت تلك اللوحات في بحار من الدماء ،وعادت تبكي دموعا ، من حسرة وخسارة ، تبكي على فراق أحضان السلام ، والعائلة ، وعلى وداع الأمجاد والتاريخ .

لم يعد علم بعض اللوحات العربية يرفرف بين سماء حمامة الحرية والنور والحياة ،عادت تنكس الأعلام كل ثانية لأن في كل رمشة عين تموت الإبتسامة تموت السعادة تموت الحرية والعدالة، يموت الشباب بين قضبان السجون لتدفن في قلوب النسيان مقيدة بأغلال من الحرمان والذل والهوان ، والكلمات التي تقتل الروح وتأسرها في متاهات الضياع ،تحولت الشوارع إلى ساحات للحروب والمعارك والصراعات الدامية،
عادت العصابات هي التي تسير وتدبر شؤون العامة ، وعاد الخراب والدمار والضياع في كل مكان ، عادت السماء تمطر فحما حزننا ورثاءاً على حالهم حيث تحول المواطن إلى لاجئٍ في أحضان وطنه ، تائها مشرداً من دون بطاقة هوية من دون عنوان يقصده ، من دون أي شيء ، من دون عائلة ، بعدما كانوا أسياد أوطانهم عادوا يفترشون الذل والمهانة ويتغدون على ألم بعضهم ، حيث ماتت الحقوق والحريات والأحلام تباعا ومات معها كل شيء كان رائعا في الماضي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو