الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدخل لقراءة في الثورات العربية - ملخص كتاب - سيكولوجية الجماهير.

نضال الربضي

2016 / 5 / 8
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


مدخل لقراءة في الثورات العربية - ملخص كتاب - سيكولوجية الجماهير.

في نهاية عام 2010 اندلعت الأحداث ُ التي عُرفت فيما بعد بـ "الثورة التونسية". ثبت َ في الوجدان العربي اليوم أنها كانت ردَّة َ فعل ٍ على حرق الشاب محمد بوعزيزي لنفسه إثر مصادرة شرطية ٍ لعربته التي كان يرتزق ُ منها (و قيل َ أنها صفعته و أهانته). سرعان َ ما اشتعلت بعدها الدُّول العربية تِباعاً، فلحقت بالقافلة ِ مصرُ، و ليبيا، و العراق و أخيرا ً سوريا.

بعد َ أكثر َمن خمس ِ سنوات ٍ لا نملك ُ إلَّا و أن ننظر ُ إلى مُجمل ِ الأوضاع ِ في منطقتنا، إلى الصورة ِ الكبيرة ِ الشمولية ِ الكاملة، و سوف َ لن نستغرق َ من الوقت ِ أو الجهد ِ الكثير حتَّى نُقرِّر ِ أن ما أسموه "الربيع العربي" سلك مسلكا ً مُعاكسا ً و مُناقضا ً لاسمه، فجلب الكوارِث َ و نزع َ ما كان مُهلهلا ً - لكن صامدا ً - من أمان، و أخرج َ الأحقاد َ المدفونه، و ضيَّع الكرامة َ و الحُريَّة َ المُجتزأتين، و استبدل بهما الذُّل َّ الكبير و المهانات العظيمة، و أهدر َ الحياة، و جاء بالموت و الخراب، و ضيَّع َ الحقوق و رسَّخ الفساد، و شرذم َ الطبقة َ الفقيرة و عمَّق َ فقرها، و جعل من كل ِّ من كان يتمنى الإصلاح يتحسَّر ُ على أيام ٍ خلت.

لماذا فشلت ثورات ُ العرب؟

سؤال ٌ توقَّفت ُ عنده كثيرا ً و ما زلت ُ أفكِّر ُ فيه كلَّما طالعت ُ أخبار سوريا و العراق و مصر، و هُن َّ منابِع ُ الحضارات الأولى.

سأقدِّم ُ اليوم رؤيتي لفشل هذه الثورات مُستندا ً على كتاب "سيكولوجية الجماهير" للكاتب: غوستاف لو بون، و هو اختصاصي علم نفس اجتماعي، و علم اجتماع، و علم إنسان (أنثروبولوجيا).

دعونا أوَّلا ً نُعرِّف ُ علم النفس الاجتماعي فنقول ُ أنَّه ُ العلم الذي يبحث في نفسية الأفراد حينما يُشكِّلون جمهوراً (أي مجموعة ً) و يتصرفون كجمهور، فيدرس ُ: نقاط الاختلاف بين نفسية الفرد الشخصية خارج المجموعة ِ الجمهور و بين نفسيته حينما يكون داخل الجمهور، و كيف تتفاعل هاتان النفسيتان مع بعضهما البعض.

أبرز ُ ما يجب ُ علينا أن نعرفه أن للجمهور شخصية ً فريدة مُنفصلة عن شخصية الأفراد الذين َ يتكون ُ منهم، لذلك َ فالجمهور يتصرَّف ُ كأنَّه ُ شخص ٌ واحد، يملك ُ نفسية ً واحدة، و اندفاعاً واحداً، و رأيا ً واحداً، و التالي ملخَّص ٌ في نقاط لخصائص الجمهور:

- شخصية الفرد تتلاشى لصالح شخصية الجمهور الجمعية.
- يحصل الشخص على إحساس بالقوة داخل الجمهور، و يتحرر من الشعور بالمسؤولية (هذا يُفسِّر الشجاعة ِ الكبيرة التي يتحلى بها الثوار و الأعمال الكبرى التي لا يترددون في إنجازها، طبعأً لا يعني هذا أنها تضحيات ٌ بالدرجة ِ الأولى، أو أنها مُفيدة أو حكيمة أو حتَّى مشروعة أخلاقياً، فهي أعمال ٌ شجاعة ٌ و كفى.)
- تتحكم العواطف البدائية اللاواعية و الغريزية بالجمهور و يختفي الحس النقدي و التحليلي، كما و يغيب ُ أو يضمحل بشكل كبير دور العقل (يفسر ُ هذا حدوث َ حماقات ٍ كبيرة و تجاوزات ٍ و اعتداءات ٍ على النفوس و الممتلكات العامَّة و الخاصة).
- لا يختلف المتعلم عن غير المتعلم عن العالم عن الجاهل داخل الجمهور لأنهم جميعا ً يخضعون لروح جماعية واضحة.
- لا تصلح الجماهير لبناء كينونات دائمة مُنتجة نظامية.

و كما أن َّ الجمهور يتميز ُ بشخصية ٍ واحدة تحتل ُّ مكان الشخصيات الفردية، فكذلك َ أيضا ً يتميز ُ بعواطف مُعيَّنة تسيطر ُ على أفراده، و يمكن تلخيصها فيما يلي:

- تعصب، استبداد، نزعة محافظة.
- تبسيط العواطف و تضخيمها.
- سرعة التأثر و السذاجة و القابلية لتصديق أي شئ.
- سرعة الإنفعال، و الخفَّة و النزق.
- تبنِّي أخلاقيات متناقضة: إما تدميرية وحشية، أو نبيلة جارفة، أو مزيج غير متجانس تتناوب فيه الأخلاقيات على الظهور.


تتحرك ُ الجماهير بناء ً على آراء أو رؤى تعتنقها، و هي التي قد تشكلت بشكل ٍ فرديٍّ فيما سبق تكوين هذا الجمهور، أو تتشكل ُ بشكل ٍ جمعي ٍ، بفعل ِ عوامل كثيرة نضعها في تصنيفين:

أ هناك عوامل تشكيل للآراء و الرؤى تكون: بعيدة ً: فمثلا ً هناك العرق الذي يحدِّد طريقة الإحساس و التفكير و الرؤية و الاستجابة، و العادات و التقاليد الموروثة، و أثرالمؤسسات الموجودة في أي بلد (كانعكاس لثقافة الجماهير) و التربية و التعليم.

ب هناك عوامل ٌ: قريبة من الحدث مثل: الصور و العبارات و الكلمات و الشعارات التي يتم تقديمها للجمهور و التي كلما كانت فضفاضة غير محددة و قوية شديدة تستدعي صورا ً تفهمها الجماهير كلما كان تأثيرها أقوى، و مثل استغلال العامل الديني، أو بث أكاذيب و أوهام، أو الاستشهاد بتجارب وقعت.

في ضوء ِ ما سبق: لاحظ عزيزي القارئ أثر الظلم ِ الاجتماعي و الإحساس المشترك بالإحباط و القهر في ثورات تونس، مصر، ليبيا، العراق (المكون السني تحديدا)، و سوريا (المكوِّن السني أيضاً). لست ُ هنا بصدد ِ الاتفاق أو الاختلاف حول مصداقية مبررات هذا الشعور بالظلم لكنَّي أصف ُ لك َ ما حدث أي أنّي أرسم ُ لك اللوحة َ كما ظهرت على أرض الواقع، و كشأني دائما ً أترك ُ لك َ الحُكم و لا أُصادر ُ عقلك َ و حقَّك َ في الموقف و الرأي.

في كلِّ الثورات ِ العربية برزت أسماء ٌ سرعان َ ما تلاشت، حتَّى أنَّه ُ يصحُّ لنا أن نقول أنها كانت ثورات ٍ كأجساد ٍ بلا رؤوس، فلا قادة َ و لا مفكرين َ، و لا أصحاب َ رؤى، و لا فلاسفة، و لا مُخطِّطين أو مهندسي تنمية و بناء، لكن و بكل ِّ تأكيد بوجود مُحرِّكين ديماجوجين (كلمة ديماجوجي معناها: قائد جمهور، و تُستخدم للدلالة على من يقود بالعواطف و التحشيد لا بالعقل و المنطق).

يتميَّز قادة الجماهير الديماجوجيون بأنهم:
- يجيدون استخدام الصور و العبارات و الدين و الأوهام و أحيانا ً الأكاذيب، و الكلام عن التجارب و الخبرات.
- يحبون استخدام: التكرار، و التأكيد، و يدفعون لنشر العبارات بطريقة العدوى من شخص ٍ لآخر و من مجموعة لأخرى.
- يكتسبون هيبتهم من منصب ٍ أو مكانة ٍ ما، أو من شخصية كاريزماتية متحدِّثة أو لها حُضور.


يغدو الجمهور العاطفي المشحون من القائد الديماجوجي قوَّة ً مُدمِّرة لا يقف في طريقها حق ٌّ و لا باطل ٌ و لا عقل ٌ و لا منطق ٌ و لا قانون، و تستمدُّ القوَّة ُ زخمها و اندفاعها من طبيعة ِ عقائدها، التي تتميِّز ُ بأنها:

- ثابتة راسخة في قيمها الدينية و قناعاتها على الرغم من عدم منطقيتها.
- أو عقائد مؤقتة سطحية طافية فوق العقائد الثابتة تتغير مع الأجيال.

ثم َّ ما تلبث ُ هذه العقائد الجمهورية أن تسيطر َ على الإعلام الذي يتبنَّاها و تُحدِّد توجُّهاته (لاحظ كيف تتبنى محطات الإذاعة ِ و التلفزيون و وسائل الإعلام المرئية و المسموعة و شبكات التواصل الاجتماعي: فيسبوك، تويتر موقف َ الجمهور الثائر كاملا ً و بلا تدقيق ٍ أو فحص ٍ أو مُساءلة).

أما القادة ُ الذين حرَّكوا الجمهور أو الذين ظهروا من وسطِه فيصبحون مجبرين على تقديم خطاب مُتسق مع النمط الإعلامي الذي يعكس طبيعة الجمهور و متطلباته، فيخضعون له بدورهم، و لا يستطيعون مفارقة َ رؤيته و اندفاعه إذا ما أرادوا أن ينجحوا، و بهذا تختفي أيَّة ُ قيمة ٍ للتفكير بجدوى آليات المطالبة، أو بالمطالبة نفسها، أو بأهمية ِ ما يُطلب ُ تحقيقه، و بانسجامه مع شعارات البناء و الكرامة و الحرية.

يعرض ُ كتاب "سيكولوجيا الجماهير" تصنيفين رئيسين لهذه الجماهير الفاعلة، فهي إمَّا:
أ جماهير غير متجانسة: مُغفلة مثل جماهير الشارع التي ينعدم احساسها بالمسؤولية، أو غير مغفلة مثل هيئات المحلفين و المجالس البرلمانية التي تمتلك إحساسا ً قويَّاً بالمسؤولية.
ب جماهير متجانسة: مثل طوائف دينية أو سياسية تربطها العقيدة أو الأيديولجية، أو زُمر و رتب عسكرية أو عمالية لا تتشارك في نفس العقيدة بالضرورة لكن تتخذ نفس المهنة، أو طبقات فلاحية أو برجوازية تشارك في نمط الحياة و المصالح.

ثورات ُ "الربيع العربي" تندرج ُ تحت التصنيف الأول كجماهير غير متجانسة، و هي للأسف من النوع الأول أي الجماهير المغفَّلة التي لا تمتلك ُ إحساسا ً بالمسؤولية الفردية على الإطلاق، و لا تتوانى عن تدمير ِ البُنى التحتية و نهب المُنشآت و مهاجمة المُختلف و تخوينه و قتله، و ارتكاب ِ كافَّة الجرائم. أما في العراق و سوريا تحديداً، فالجماهير متجانسة طائفيا ً (سنة ضد شيعة، سنة ضد علوين) و غير متجانسة فيما بينها حينما تتعدَّد ُ العصابات ُ المقاتلة الخارجة على القانون التي لا يجمعها شئ و لا تجتمع على مُمثِّل ٍ لها.

إنَّ تركيبة جماهير ثوَّار سوريا و العراق و مع استمرار ِ التحشيد الطائفي و المذهبي (ضد الشيعي و السني و المسيحي و الشبك و الأيزيدي) و الأيدولوجي (ضد العلمانين و الاشتراكين و الليبرالين) و العرقي (ضد الأكراد و السريان)، و ما يحدث ُ في هاتين الدولتين من قتل ٍ على الهويَّة لهو دليل ٌ دامغ ٌ على جرائم َ تُرتكب ُ: بعد َ تحريض كبير و مُستمر ضد الآخر، و يرتكبها آفراد ٌ مُقتنعون أنهم يقومون بواجبهم، و تظهر ُ فيها تناقضات ٌ أخلاقية، و تبسيط للعدالة ينزع ُ عنها أي َّ مصداقية ٍ أو عُمق ٍ فيقلبها إلى أشدٍّ أنواع الظلم، و بربرية ٌ في القصاص تنسجم ُ مع نشوة ِ العنف و الشبق ِ المرضي بالانتقام ِ و الدم.

أودُّ أن أتناول َ أيضا ً ظاهرة َ ما يُعرف ُ بمحاكمات "هيئة المحلفين"، و من خلال ما ورد في الكتاب ِ أيضا ً. فهذه المحكمات تُصدر ُ أحكامها من خلال مجموعة ٍ من الناس يمثِّلون َ جمهورا ً غير متجانس، يتم ٌّ اختياره لمحاكمة ِ فرد ٍ أو مجموعة. و الواقع ُ أن َّ هذه الهيئة َ و إن أُريد َ لها أن تبدو "عادلة ً" و "حافظة ً" لروح القانون، إلا أنها ليست كذلك َ على الإطلاق، فهي تتميز بأنها:

- قابلة للتأثر بالإيحاء، و بالتحريض.
- تقع تحت تأثير العواطف اللاواعية لأفرادها و المُستمدَّة من بيئتها و موروثها و خلفيتها.
- تخضع لتأثير القادة و المحركين.
- تضعف فيها القدرة على المحاكمة العقلية المنطقية.
- تتساهل في جرائم معينة و تتشدَّد ُ في غيرها.
- فيها شخص أو أكثر يؤثر(ون) في الباقين و يقود(ونهم) لتبني وجهة نظر المحرض(ين) و إصدار قرار ينسجم معه(م).

إن َّ هذا الانقياد الأعمى للعاطفة الجمعية و للمحرِّضين من القادة الديماجوجين الذين لا يمتلكون أي رصيد ٍ فكري أو مقدرة عقلية متقدمة للتخطيط و تدبُّر استحقاقات الأفعال و استتباعات التفاعلات الجمهورية، مع الأثر الكبير لهذا الانقياد على مؤسسات الدولة و بُناها التحتية، و بغياب تام لأي ِّ خطَّة ِ تنمية أو آليات ِ إصلاح أو خطط مراجعات ٍ و استدراك ٍ و تقيم ٍ، أو فهم ٍ لموقع الدولة من النظام الاقتصادي و السياسي العالمي و تشعبات علاقاتها مع دول ِ العالم و حساسية ِ اقتصادها و مكوِّناته و طريقة ِ عمله،،،

،،، يؤدِّي في النهاية ِ إلى تقويض ِ الأنظمة ِ الموجودة التي تستديم ُ الدولة، بالتَّزامن ِ الكارثي مع عجز ٍ عن إقامة ٍ أنظِمة ٍ صالِحة ٍ بديلة، فتسقط ُ الدول و تنعدم ُ أسباب ُ الحياة، و هي النتيجة ُ التي نراها اليوم َ بأعيُننا في كل ِّ البلدان التي نشب فيها هذا الخراب ُ الكارثي المُسمَّى بالربيع العربي.

أعتقد ُ أن َّ الإصلاح َ لا بُد َّ و أن يتمَّ تباعا ً و رويدا ً رويدا ً من داخل الأنظمة ِ الحالية، بتأسيس ِ أحزاب ٍ قانونية، تتبنَّى مشاريع َ داخل المجالس النيابية، و قبلها تستقطب ُ من فئات ِ الشعب المختلفة القادرين على التفكير و العمل القانوني المؤسساتي، و من يدعمونهم من مواطنين َ معنين بالإصلاح يريدون من يوجهُهم في الاتجاه الحضاري الصحيح (بدل الديماجوجي الكارثي)، و بقوة هذه المشاريع يتم ُّ استحداث ُ القوانين التي تغير مناهج التعليم و تضمن ُ الحرِّيات و تفتح ُ المجال َ لـ و تدعم الاستثمار الخارجي، و تبني الصناعات الوطنية، و تُحلُّ الدولة المدنية َ الديموقراطية َ مكان الدولة ِ شبه الدينية و الخاضعة لرجل الدين و الفاسدين، و تهتمُّ ببناء ِ جيل ٍ واع ٍ ناقد مُفكِّر مُبدع، مساهم ٍ بفعالية ٍ و قُوَّة ٍ في الحضارة ِ الإنسانية.

بهذا نبني!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 5 / 8 - 17:24 )
اعجبني مقالكم كثيرا ..

انا في عجالة لذا احب تقديم اعتزازي لابحاثكم ولمقالاتكم هذه .

اتفق معكم في التحليل على العموم واحب الاضافة ..

تفكر الجماهير في مجتمعاتنا في حالة الثورة او في الظروف الاعتيادية بعقلية النسق والقطيع ..
ثقافةالقطيع تتبع العقل اللاواعي والثقافة المتركمة خلال قرون عديدة والتربية والتعليم ..

عقلية القطيع تكون مستعدة للقتل وللابادة اذا كانت مؤدلجة ومن هنا ظهرت الاحزاب الايديولوجية الشمولية المعتمدة على ثقافة النسق والقطيع النازية وكاريزما هتلر والفاشية والستالينية والا خوان والبعث ..

لذا علينا التشجيع على التفكير الحر والفردي وغير الايديولوجي لان الايديولوجيا تقف ضد الحرية والحداثة لان الحداثة صيرورة دائمة تتضمن عمليتي الهدم والبناء في وقت واحد ..

تصبح على خير صديقي نضال الربضي..


2 - قنابل مدمرة للحياة والفكر الجمال والإبداع والحضارة
Moses Dahdal ( 2016 / 5 / 8 - 18:05 )
المسلمون قنابل موقوتة
ما أبلغ هذا التعبير
عندما يدرك قادة العرب والدول الإسلاميّة مصداقيّة هذه العبارة ، كما أدرك أتاتورك سابقاً ، سيعملون -ربّما- على تنوير شعوبهم وعلمنتهم بدل تركهم ينجرفون في مجرور الإسلام والذهاب إلى دوّامة الإرهاب والعنف والتدمير كما فعلوا بربيعهم العربي!..


3 - الأستاذ Afef Alasidy - قناة الفيسبوك
نضال الربضي ( 2016 / 5 / 9 - 06:56 )
تحية طيبة أخي Afef،

يسعدني أنني قد استعطت ُ تقديم َ مادَّة ٍ مُفيدة وصلت إلى القارئ و قدَّمت له من العلوم التي ساعدت أهلها الذين َ اكتشفوها على المساهمة بفاعلية في الحضارة الإنسانية، لكي نستخدمها نحن ُ أيضا ً آداة ً لفهم أنفسنا و حُسن ِ تشخيص ِ مُصابنا الكارثي فإيجاد ِ الحلول.

المواطن العربي إنسان لا يقل ُّ خيرا ً و ذكاء ً و قدرة ً على و قابلية ً لـِ عن أي ِّ إنسان ٍ آخر على وجه الكرة الأرضية، أنا أؤمن بالإنسان و أعلم ُ أنَّه ُ يستطيع: إن إراد و في الظروف المناسبة.

أرحب ُ بك!


4 - العزيز وليد يوسف عطو
نضال الربضي ( 2016 / 5 / 9 - 07:01 )
أهلا ً بك أخي وليد على صفحتكم،

قولُك :

َ - لذا علينا التشجيع على التفكير الحر والفردي وغير الايديولوجي لان الايديولوجيا تقف ضد الحرية والحداثة لان الحداثة صيرورة دائمة تتضمن عمليتي الهدم والبناء في وقت واحد ..-


هو مُفتاح ُ الخروج من عقلية الجمهور و دوَّامة الخراب و الفوضى، فالشخص الناقد المُفكِّر ُ المُتفرِّد، لن يقبل أن يكون َ جزءا ً في قطيع ٍ يقوده ديماجوجي صارخ مُؤدلِج تمت أدلجتُه قبلا ً ففسد َ و صار َ مُفسدا ً بدوره.

بلادُنا تحتاج إلى معاهد بحث، دور نشر، مشاريع تنمية، برامج توعية، قنوات إعلام علمية، مناهج مدرسية مدنية علمية غير دينية، حتى نصنع َ جيلا ً يقدر أن يُغيِّر َ و يلتحق َ بركب الحضارة.

يبهجني حضورك َ الثريُّ دوما ً، و دمت َ بودٍّ!


5 - الأستاذ Moses Dahdal 1
نضال الربضي ( 2016 / 5 / 9 - 07:11 )
تحية طيبة أخي Moses و أهلا ً بك،

قلت َ في تعليقك َ -المسلمون قنابل موقوتة- بينما الصحيح أن تقول -الجماهير قنابل موقوتة-، فالجمهور متى تجمَّع َ يصير ُ كيانا ً واحدا ً خطيرا ً جدَّا ً، و هنا سيتساوى الجمهور ُ المُسلم مع المسيحي مع اليهودي مع البوذي مع الهندوسي مع اللاديني تمام َ المُساواة، إذا أن َّ الكيان الجديد يخضع ُ لشروط ٍ نفسية ٍ مُشتركة بين جميع الناس.

دعني أُوضِّح ُ لك الفكرة باستخدام مثال من الكتاب موضوع المقال، يقول ُ الكاتب أنه في العام 1792 و أثناء إحدى المذابح التي ارتكبها العامَّة ضد الأرستقراطين في فرنسا:

كان القتلة يضربون الضحايا بظهر ِ السيف حتى لا يموتوا فورا ً، مما يتيح تمرير هؤلاء الأرستقراطين بين الجميع، لكي تكون هناك -عدالة- في الضرب (يعني الكل يضرب مش واحد يضرب و الثاني بتفرج عليه و ما بضرب)، ثم يلاحظ أحد القتلة أن إحدى السيدات واقفة، فيترك الضرب و يذهب ليحضر لها كرسي لتجلس و ترتاح ثم يُكمل الضرب و التعذيب.

تابع


6 - الأستاذ Moses Dahdal 2
نضال الربضي ( 2016 / 5 / 9 - 07:18 )
تابع

لاحظ هذا السلوك النفسي الذي يتنقَّل ُ بين النُبل (حرص على مشاركة الجميع، حرص على راحة السيدات) و بين الإجرام (ضرب بظهر السيف لإطالة العذاب، تمرير الضحية بين الضاربين، استمرار الضرب حتى موت الضحية)

لاحظ أيضا ً أنه سلوك جمعي شامل للجمهور الضارب

لاحظ ثالثا ً أن الضاربين مسيحيون و المضروبون الضحايا مسيحيون، و ليسوا مسلمين، و لاحظ أيضا ً أن سلوكهم لا تُقرُّه المسيحية كما أن َّ تجاوزات ثورات الربيع العربي لم تنبع من الإسلام (ظاهرة الإجرام السلفي الداعشي لها تشخيص آخر تتداخل ُ فيها الأيدولوجية الدينية مع الحشد العاطفي و الدعم المادي و القرار السياسي، و هذا موضوع آخر تماما ً أخي الكريم)

لاحظ رابعا ً و هو الأهم أن الغربين أحسنوا تشخيص مصائبهم و قرروا أن الحريات المدنية يجب أن تشكِّل َ أساس َ المجتمع و عليها تتربى الأجيال الجديدة، و بهذا بنوا دولا ً يتمتع مواطنوها بثقافة سلامية حضارية، مع اقتصاد قوي متين يسد الحاجات، و لهذا تستقر دولهم و تزدهر أممهم و لا يعود هناك حاجة أو معنى لقادة ديماجوجين يستثيرون الشعب نحو الخراب و الفوضى.

نريد أن نبني دولنا على مثالهم و هذا بيت القصد!

أهلا ً بك!


7 - -
Moses Dah. ( 2016 / 5 / 9 - 10:19 )
الأخ نضال أنا هنا في المانيا وكنت بنقاش مع أحد الألمان من فترة أن نسبة المسيحيين في المانيا الشرقية لا تتجاوز 20%، ولم أتعرف لليوم على شخص الماني مؤمن فعليّاً فثقافة المجتمع الأوروبي بشكل عام لادينية مع الشعور بالانتماء للمسيحية واحترامها

لا أعتقد أن الأمر محصور بالثقافة الجمعيّة فقط، فما ذكرت من جرائم لم يكن سببه التأثير الديني بل كانوا مدفوعين بغريزة الانتقام والبقاء، لكن عندما ترى رجال الدين المسيحيين يحرّضون على حمل السلاح والقتال ويستهدون بآيات من الإنجيل أعتقد سيكون وضع المسيحيين مشابه لوضع المسلمين بالبلدان العربية لكن العهد الجديد يختلف عن القرآن
أغلب البشر تنقاد وراء القطيع/الجماعة لكن الكثير يرفضون، ولهم آراءهم الخاصة وخاصة المثقفين المتعلمين، وأغلب المسيحيين ليبراليين (باستثناء بعض الطوائف المتشددة مثل الأقباط والآميش..) من الصعب التأثير عليهم دينياً بعكس المسلمين الذين يوازي إيمان المعتدل العلماني فيهم تشدّد راهب مسيحي!، فتجد الكثير من الارهابيين المسلمين خرجوا عن الجماعة لا العكس، فأغلب المسلمين ليسوا إرهابيين لكن جميعهم تقريباً؛ متخلّفين ولا يقبلون أي رأي مخالف لدينهم!


8 - الأستاذ Moses Dah.
نضال الربضي ( 2016 / 5 / 9 - 13:47 )
أهلا ً بك مجددا ً أخي Moses،

ردُّك َ يُناقش الفرق بين الثقافة المسيحية و الثقافة الإسلامية، و بين التصور المسيحي لشكل المشاركة في المجتمع و نظيره الإسلامي،،،

،،، بينما موضوع المقال هو عمَّا يحدث عندما يتحوَّل ُ الأفراد إلى جمهور.

بحسب علم النفس الإجتماعي فإن الأفراد تتصرف بنفس الطريقة عندما تصبح جماهير(ثقافتها تؤثر فيها قبل التجمهر و تصعب أو تسهل التجمهر، و تؤثر على سلوك هذا الجمهور بدرجة تقل أو تزيد، لكن بشكل عام و كقاعدة لها شواذ تتساوى الجماهير المشحونة في أفعالها التدميرية و قبولها للإيحاء).

أما في المجتمعات العربية بشكل خاص فلا بدَّ ان نبين أننا نحتاج إلى أن نبذل َ جهدا ً أكبر في التوعية حتى يصبح َ التجمهر السلبي أصعب (و هذه نقطة مهمَّة لأن ثقافة مجتمعاتنا تسهل مثل هذا النوع من السلوك الهمجي، ما زلنا غير ناضجين في تصورنا للحياة و ردود أفعالنا على الأحداث)،،،

،،، لاحظ النقطة السابقة أخي الكريم، إننا هنا مهتمُّون بخلق ثقافة سلامية حضارية مدنية علمانية في مجتمعاتنا، حتى تنضج و تشارك في الحضارة (لكن هذا موضوع آخر لمقالات أخرى).

أرحب بك!


9 - -
Moses Dah. ( 2016 / 5 / 9 - 18:45 )
نعم تماماً ، أنا أبيّن بالتعليق الأخير الفرق بين الثقافتين ، لأنّك أشرت أنّهم متساوون بحالة الجماعة بتعليقك السابق
---
- فالجمهور متى تجمَّع َ يصير ُ كيانا ً واحدا ً خطيرا ً جدَّا ً، و هنا سيتساوى الجمهور ُ المُسلم مع المسيحي مع اليهودي مع البوذي مع الهندوسي مع اللاديني تمام َ المُساواة، إذا أن َّ الكيان الجديد يخضع ُ لشروط ٍ نفسية ٍ مُشتركة بين جميع الناس.-
---

وأنا أعتقد بوجود اختلافات بين كل (جمهور) وأنّهم ليسوا متساوون تماماً بحالتهم الجمعيّة ،

وشكرا لتعبك ومحاولات تنويرك هذا المجتمع المظلم وأحد أسوأ المجتمعات بالعالم الحديث


10 - الأستاذ Moses Dah.
نضال الربضي ( 2016 / 5 / 10 - 07:05 )
صباحا ً جميلا ً أتمناه لك أخي Moses،

أشكرك َ على هذا الحوار الجميل!

التساوي التام بين أفعال الجماهير بالقطع مستحيل، و لقد أوضحت ُ هذا حينما ذكرت ُ في مقالي عوامل التأثير في تكوين آراء الجمهور: بعيدة (العرق، التربية، التعليم، العادات، التقاليد، شكل مؤسسات الدولة)، قريبة (حدث معين، خطاب لقائد ديماجوجي).

لكن عندما يتشكَّل الجمهور فعلى الأغلب و كقاعدة عامة فإن وجود المحرك العاطفي الشاحن سيجعل من الجمهور برميل بارود ينتظر الانفجار.

هل تذكر إعصار كاترينا في الولايات المتحدة الأمريكية و الشغب و النهب و السلب الذي رافقه؟ لاحظ أيضا ً مباريات كرة القدم في بريطانيا و ما يصاحبها من شغب ملاعب مرُعب.

هذان مثالان لجمهورين تشكَّلا في بلدين يُعتبران رائدين في الديموقراطية و الثقافة السلامية، و مع ذلك حينما استولت عقلية القطيع على الفرد، خرج ماضينا التطوري بإنسان الغاب القديم الموغل في القدم من أعماق ِ أنفسنا و غاب إنسان ُ الحضارة، هذه طبيعتنا أخي Moses مهما اعتقدنا أننا قد تجاوزناها.

كل الاحترام لشخصك الكريم!

اخر الافلام

.. - الغاء القوانين المقيدة للحريات ... آولوية -


.. أليكسي فاسيلييف يشرح علاقة الاتحاد السوفييتي مع الدول العربي




.. تضامناً مع غزة.. اشتباكات بين الشرطة الألمانية وطلاب متظاهري


.. طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ




.. Peace Treaties - To Your Left: Palestine | معاهدات السلام -