الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى الكتبة الفلسطينيين الذين يزيفون الوعي

سعادة أبو عراق

2016 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


إلى الكتبة الفلسطينيين الذين يزيفون الوعي
أنا من الذين نأوا بأنفسهم عن الخوض في الكلام عما يجري بسوريا، وبقيت كما هو غيري صامتا أداري ألمي وحزني على ما يجري في جنة الله على الأرض، وأظن ذلك راجعا عندي للأسباب التالية:
1- إن ما يجري في سوريا هو صراع مصالح وهيمنة على المنطقة، بين كبار الدول والتحالفات، فما بين أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإيران وتركيا، وغيرها من توابعها، وفق تفاهمات يقومون بتعديل بنودها على ساحات المعارك في سوريا، لا أحد يستطيع أن يفهمها أو يؤثر فيها، إنها ليست حربا كونية على سوريا، ولا حربا من الدول الرجعية، لكنه الصراع على بقرة غاب عنها راعيها، لذلك فإن كلامي أنا وكلام أي شخص، لا يعدو أنه من طق الحنك، وتعبئة فراغ، بل من العبث أن نحاول عرقلة قطار مبرمج ومنطلق لهدفه، ومحاولة إيقافه أو تحويل مساره.
2- بما أن الطباخين لهذه المؤامرة هم في أبراج عالية، وأن أوامرهم ترسل بالريموت كنترول، فإنه لمن المستحيل أن تعرف ما يحدث حقيقة، إنما نحن نشاهد هؤلاء الكمبرس الذين نراهم في الساحات يتصارعون يتصدرون الأخبار وأسماؤهم تأتي على كل لسان، فنحن لا ندري من خلق داعش والنصرة والمعارضة، فليس لدينا إلا أن نضرب الودع ونبصر في الفنجان.
3- ولأني لا أقول سخرية أو أتنطع بالكلام، فإن النظام السوري يعلن مبررا لما يجري أنه بتعرض لمؤامرة كونية ، ( لا ادري إن كان أهل المريخ وعطارد يتآمرون على سوريا ) ثم يقولون إنها مؤامرة من قطر والسعودية وتركيا ، ودليلهم على ذلك الأموال التي تغدق على المعارضة وعلى داعش والنصرة، إننا لا نستطيع أن نفهم لماذا تعمد السعودية وقطر لتسليح الارهابيين، ذلك أننا لا نعلم أن للسعودية أهدافا تحققها من وراء ذلك، ومن يعلم عن أهدافها فليقلها لنا، صحيح أن هناك خلافات سياسية جعلتهم يسلحون المعارضة، لكن لا أظنهم يبتعدون إلى حمل تكاليف الحرب، ذلك أن المستفيد من الفوضى بسوريا، هو الذي يدفع لمزيد من الحرب، إن الحروب ليست هواية يمارسها الحكام، بل الحرب لتحقيق أهذاف، أنا لا أدافع عن السعودية، ربما تكون قطر ةالسعودية واجهة مضحكة، تغطي عمن يدفع ليقبض مستقبلا، فالسياسة السعودية غبية، لا يهمهم رأي العالم، وأيضا فإن المال لا يكفي وحده لخلق هذه الحرب، فهناك إشارات كثيرة تدل أن النظام يرى من مصلحته أن يدعم داعش والنصرة لكي تنوب عنه في صراعه مع المعارضة. وأن هناك من استغل نقمة الشعب على النظام الملكي الأسدي، وجرهم إلى معارك لا يدرون مع من ، ولأي هدف يتحاربون.
4- إن الدول والأنظمة كما المباني والجسم الإنساني لن تهاجمه الميكروبات والعلل النفسية والجسمية إلا بسبب خلل في داخلة، الدولة لا تنهار بفعل خارجي، لا بد من سبب داخلي سمح لداعش أو غيرها من الدخول، وجعل من الناس يهتفون نريد إسقاط النظام، إن أحدا من المتفيهقين الذين يتباكون على سوريا لم يحاول أن يجد الخطاء داخل النظام الذي شكل ثغرة ليدخل منها كل أصحاب المطامح والمآرب.
5- المشكلة في ذلك هم الكتبة المأجورون، ولا نقول المدافعين عن النظام، فأن تكون مع النظام أو ضده فهو أمر طبيعي، ولا غبار علية، إنما المصيبة الكبرى هو تزييف الوعي، والاكتفاء بالقول (ويل للمصلين...) ، واجب المثقفين والإيديولوجيين، أن لا يروا القضية من وجهة واحدة، وهي تبنّي ادعاءات النظام، النابعة من تقديس بشار الأسد، وأن وقوفهم مع إي جهة واجب لا ضير فيه، ولكنهم يجب أن يكونوا مقنعين في القضايا التالية:
أ - في رأيي أن الذي أسقط الأنظمة العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن والعراق، نظام التوريث الذي شحن الشعوب العربية بالكراهية لهؤلاء الحكام، ليس فقط نظام التوريث، إنما أيضا الفوز بالانتخابات بنسبة 99% وتصرفات أولياء عهدهم المستفزة، وزوجة بن علي الإمبراطورة ليلى الطرابلسي ، وبالمناسبة ، هذه ظاهرة إنسانية فالثورة الفرنسية كانت شرارتها تصرفات ماري إنطوانيت زوجة لويس الخامس عشر، وبما أن هذه الظاهرة قانون إنساني طبيعي على مدى الدهور، فكيف لا ينطبق هذا على التوريث في عائلة الأسد؟ لماذا الحريصون على سوريا، وعلى رئيسها بشار، وعلى عائلة الأسد، وعلى العلويين، التحذير من مغبة هذا الاتجاه، خبرونا أيها الفلسطينيون من عائلة الأسد، كيف يكون التوريث في عائلة الأسد مباحا، ونظاما مقبولا، ويجب الإبقاء عليه كنظام أمثل، ويجب أن تحتذيه الشعوب؟ قبل أن تشتمونا أفهمونا، فنحن لا علم لنا بهذه الأحجية الكونية.
ب- ألا ترون أن التدخل الإيراني الشيعي وحزب الله الشيعي لصالح النظام العلوي الذي هو احد تفرعات الشيعة، يؤكد أنها حرب طائفية ويجب الوقوف منها موقف الرافض، ذلك لأنها أخطر من قنابل الدمار الشامل؟
ج - الذين يدّعون أن السعودية وقطر هما اللتان تمولان داعش، فلنقل أبعد من ذلك، ولنفرض أن داعش جميعها من الجيش السعودي والقطري، لماذا يحق لإيران وحزب الله وروسيا أن تحارب بقواتها مع النظام، ولا يحق للسعودية أن تحارب مع المعارضة، قد يقول أحدهم أن النظام معترف به ويدافع عن نفسه، هذا صحيح، ولكن حينما يسمح النظام بدخول ايران وحزب الله وروسيا تجعل - دونما تدري- دخول غيرها إلى ساحة المعركة مباحا أيضا، فكيف تفسرون محمد يرث ومحمد لا يرث
د - كيف تفسرون هروب الجيش السوري من تدمر ودخول داعش بدون قتال، وبعد فتر بسيطة تتخلى داعش عن تدمر وتخرج بالسهولة ذاتها التي دخلتها، وكأنها لعبة مخططا لها.
هـ لست خبيرا بالتكتيك العسكري ولكن قدر علمي، أن حرب المدن والشوارع لها تكتيكها الخاص، ففي حرب أيلول عام 1970 بين الجيش الأردني والفدائيين تم استعمال رشاشات 500 ومدفع 24 ملمتر فقط، وهو مدفع صغير ضد الطائرات، وكان الجيش يطوق المدينة من جهتين أو ثلاث جهات ليترك للفدائيين أبوابا للهرب، ولم تقصف المدن الأردنية والمخيمات بالمدافع الثقيلة، فكيف يجوز أن تضرب المدن السورية بالمدفعية الثقيلة؟ والطيران والبراميل وقنابل الغاز وتدمر المدارس والمصانع والمستشفيات، إن هذه الحرب التي تعتمد على التدمير الشامل، استعملت في الحربين العالميتين بين دول معادية لبعضها، ويهمها أكثر ما يهمها تدمير الخصم بمفهوم الأرض المحروقة، ولكن كيف يدمر جيشٌ شعبَه؟ فإذا كان كل الشعب السوري عدوا للنظام، فهذا يعني أنه نظام استعماري.
و - الناس البسطاء سكان المدن والقرى المستهدفة الذين نزحوا هربا من الموت المحقق، هل هم من مسئولية دول العالم. أم مسئولية الدولة السورية؟ لماذا لم تُقِم الدولة السورية، لهؤلاء المشردين مخيمات داخل سوريا أو خارجها ريثما تنظف البلاد من الإرهابيين؟ ثم تعيدهم وتصلح لهم بيوتهم التي تضررت؟
ز - في التخطيط للحرب هناك بند واجب تحديده بداية، وهو متى تنتهي الحرب، والمدة الزمنية المحتملة، بمعنى تحقيق الهدف من الحرب بأقصر وقت، فلأي هدف كانت هذه الحرب ستحققه؟ ولماذا أصبحت حربا مفتوحة؟ هل هو لتدمير سوريا أم لمحاربة الإرهابيين؟
ح - ما ذنب الفلسطينيين في سوريا أن يجوعوا في مخيم اليرموك حتى الموت؟ ما دور أحمد جبريل الذي من واجبه أن يدافع عن الفلسطينيين أولا، وما دور فتح ( أبي موسى ) أو فتح الانتفاضة؟
ط – ما معنى المقاومة والممانعة، اشرحوها لنا واستشهدوا بحادثة واحدة، كي نفهم ما هي المقاومة، نحن لا نعلم إلا عن استراتيجية الاحتفاظ بحق الرد، أهكذا تكون الممانعة والمقاومة؟
ط - أنا اعلم أن لا إجابات على مثل هذه التساؤلات، لذلك فإن الكتبة الذين يتباكون على سوريا، فإنهم في الحقيقة يتباكون على النظام، وثانيا يرون ما تراه روسيا لأنهم يرفعون مظلاتهم كلما أمطرت في موسكو، وأنهم أيضا لا يعلمون أن روسيا ليست الاتحاد السوفييتي، وان موقفهم من الحرب في سوريا هو نفس موقفهم مع روسيا المؤيدة للصرب في مجازرها ضد البوسنة، فرئيس رابطة الكتاب الأردنيين آنذاك، دعا سفير يوغسلافيا إلى الرابطة ليبرر مجازر الصرب في البوسنة.
ي - أيها الكتبة، اعتقدوا ما تشاؤون ، تحالفوا مع من تشاؤون، قدسوا من تشاؤون، حجوا إلى ضاحية المزة، لكن لا تشتموا أحدا ولا تتكلموا باسم أحد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انشقاق في صفوف اليمين التقليدي بفرنسا.. لمن سيصوت أنصاره في


.. كأس أمم أوروبا: إنكلترا تفوز بصعوبة على صربيا بهدف وحيد سجله




.. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يحل حكومة الحرب


.. الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين ومدمرة أمريكية في عملية جديد




.. حجاج بيت الله الحرام يستقبلون اليوم أول أيام التشريق وثاني أ