الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحقوق المنسية لذوي البشرة السوداء في العراق - (الجزء الثاني)

تحسين الناشئ

2016 / 5 / 9
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لازالت الحقوق المدنية للأقلية السوداء في العراق مغيبة ومنسية من قبل الحكومات المتعاقبة ومن قبل أفراد المجتمع نفسه. كما يبدو ان أمر هذه الفئة المهمشة قد غابت عن اهتمام جمعيات حقوق الأنسان فقصرت عن متابعة شؤونها وقضاياها، وبقيت بعيدة عنها للأسف الشديد. ولاشك ان صمت أبناء هذه الأقلية المسالمة أزاء قضاياهم وأزماتهم وعدم مطالبتهم برفع الظلم عنهم وحمايتهم من الأنتهاكات النفسية المستمرة، هو السبب الرئيس لتجاهلهم من قبل هذه المنظمات وتناسي حقوقهم المدنية. ان هذه الفئة بحاجة الى الدعم والأسناد من قبل أصحاب الأرادة والرأي ومن قبل الطبقة الواعية المثقفة ودعاة حقوق الأنسان ليقفوا معهم مساندين ومطالبين بالمساواة بينهم وبين أبناء المجتمع العراقي في جميع المجالات.

على المجتمع الدولي ان يضع حدا لأزمة الحريات في الشرق الأوسط وخصوصا الحريات الدينية والسياسية. ومن المهم لفت أنظار منظمات حقوق الأنسان العالمية الى الوضع المؤلم للأقلية السوداء في العراق وهي الفئة المعزولة والمضطهدة منذ عصور، ولابد من القيام بأجراءات فاعلة وخطوات عملية نثبت فيها اِنصافنا وعدلنا وحسن نوايانا تجاه هذه الأقلية، خطوات نثبت فيها اِننا جميعا سواسية في حقوقنا وواجباتنا ليس فينا من هو أفضل من الآخر، فهؤلاء هم اِخوتنا في الأنسانية واِخوتنا في الأرض والوطن ولهم حق المشاركة في خيراته وثرواته، كذلك لهم الحق في صنع القرارات وفي المشاركة الفعلية في بناء البلد من خلال منحهم المناصب الأدارية التي يستحقونها، وفي إدارة شؤون حياتهم بعيدا عن المنغصات. وفي ذات الوقت من حق بلدهم أيضا أن يستفيد من خبراتهم وقدراتهم وامكانياتهم.

ان جميع المعاهدات الدولية المثبتة والخاصة بحقوق الأنسان تُحضِر التمييز الذي يتعرض له أبناء الأقليات والذي ينطلق من معايير لا اِنسانية، كالتمييز والتفرقة بسبب اللون أو المعتقد الديني أو التوجه الفكري أو الأعاقة الجسدية...الخ، كما ان المساواة أمام القانون تعتبر من المبادئ الأساسية في القانون الدولي لحقوق الأنسان. وقد أشار الدستور العراقي الى تلك المسألة، اِذ تنص المادة 14 من الدستور على ان ((العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الأقتصادي أو الأجتماعي)).

لهذا لابد من اتخاذ إجراءات عاجلة وحازمة وسن قوانين تُجرّم كل من يتقصد الأساءة الى أشخاص من ذوي البشرة السوداء من خلال اطلاق كلمات مسيئة أو غير محببة تدل على التوجه العنصري أو الروح العدائية، كلمات يُقصد منها الأنتقاص أو الأحتقار أو التعيير.
كذلك ينبغي تجريم كل من يمتنع عن تشغيل أفراد من ذوي البشرة السوداء أو رفض قبولهم في الوظائف العامة او المصانع عن قصد وبدوافع عنصرية، أو اِساءة معاملتهم عند التشغيل أو منحهم اجورا أدنى من الآخرين أو التضييق عليهم وعدم اِشراكهم بالأمتيازات الخاصة بنظام العمل (العلاوات والترقيات والأجازات وغيرها) أو مصادرة حقوقهم كعمال لنفس الأسباب والدوافع العنصرية. ان المساواة في فرص العمل هو حق عام للجميع.

لابد من منح أبناء هذه الأقلية فرص متساوية في التعليم –التعليم الأولي والتعليم العالي – وشمول المتفوقين منهم بالبعثات الدراسية خارج العراق أسوة بالآخرين. كذلك رفع القيود التي تحد من حرياتهم في التنقل والسكن واختيار نوع العمل أو الدراسة، ووضع ضمانات قانونية للحفاظ على حقوقهم الشخصية وعدم انتهاكها. كذلك العمل على احترام ثقافتهم الخاصة وتراثهم وتقاليدهم ولهجتهم، أي احترام هويتهم الثقافية التي تميزهم عن غيرهم. ان احترام هويتهم وخصوصيتهم ينبغي أن لايكون محصورا ضمن الفئة نفسها، بل لابد أن يُمارس ذلك الأحترام ضمن المجتمع العام ليكون ممارسة حقيقية مستمرة وفاعلة. ومن جانب آخر على أبناء هذه الأقلية الأعتراف الدائم بأنتمائهم الى هذا العرق دون خجل، وبكونهم لايختلفون عن الآخرين في قدراتهم العقلية والجسدية وان لهم خصوصيتهم وهويتهم واِرثهم الخاص.

من واجب الحكومات والمجتمع أيضا تجاه الأقلية السوداء في العراق هو رعاية أطفالهم وتوفير بيئة صالحة مناسبة لهم بعيدا عن قضايا التمييز والسخرية والأنتقاص لكي ينشأوا نشأة صحيحة دون رواسب نفسية مؤذية تعيق حياتهم المستقبلية. ولهذا لابد من تنظيم حملات توعية شاملة ومتواصلة بين أبناء المجتمع العراقي لغرض نشر ثقافة المحبة والأحترام والتواصل والحوار السليم مع جميع الأقليات والطوائف والتركيز على مبدأ المساواة بين الجميع واحترام خصوصية الآخرين وتميزهم.
ان حماية حقوق ذوي البشرة السوداء والأقليات العراقية الأخرى تعتبر من العوامل الأساسية والمهمة في مسألة تحقيق الأستقرار وفي المحافظة على التنوع في البلد الواحد. كما انها تقود البلد الى منطلق سليم في توحيد أبناء الأمة ولم شملهم والأرتقاء بهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة