الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المظلة

عذري مازغ

2016 / 5 / 9
الادب والفن


اسم على مسمى، في البلدان الأوربية يميزون بين تلك التي توقف أشعة الشمس عنك والتي توقف زخاةالمطر عنك، الأولى هي المظلة والثانية هي الواقية من المطر، ولا أعرف تحديدا مالذي يجعلها في العربية بالتعميم تسمى كما تعلمون المظلة سوى أن اقاليمهم مشمسة كالجحيم. حسب ذاكرة الأفلام التاريخية، كان الحشم يقيمها فوق رأس الملك حتى لا يصاب بحمى الشمس: الملك ظل الله والمظلة شكل تجسيد رمزي لهذا الظل ولذلك، وبرغم بساطة صنعها كانت ميزة خاصة لأعلياء المجتمع، ومن ثمة كانت مبهرة للعامة قبل أن تردنا بقوة من بلدان الشرق أسيوية وقبل أن تكون تباع بالكيلوغرام.
ولدت بدويا، في منطقة لم ترى شكلا لهذه المظلات، وأذكر أن أول مرة في حياتي رأيت هذا السربال العجيب الذي هو أرق من القصب وحين يتفتح ينتفخ كالدجاج الهندي على شكل قبعة، كان في بدايات دراستي الإبتدائية(إنه اول تشبيه لي في سنوات الإبتدائي)، في حياتي البدوية ليس هناك ما ينتفخ بتلك العظمة المهيبة سوى الدجاج الهندي، الدجاج هذا الذي كان متحرشا حتى بالنساء خصوصا أولئك اللواتي يتسربلن بالسواد، كان يعرف تماما انهن إناث برغم كل ذلك السواد.
كان اول معلم جاء بالمظلة إلى جبل عوام من مدينة مكناس، وكانت أول عائلة اقتنت هذا الطبق الغريب من طبقة العمال هي عائلة رضوان، رضوان ذي الأصول الجزائرية، وربما كانت هذه الأسرة هي أول من قطنت حي النصارى في قرية المنجم، كان أب رضوان يعمل كهربائي بالمنجم، وكانت زوجته مثقفة للغاية أو هكذا كان يبدو لنا من هندامها: امرأة عصرية، أنيقة، وتتقن اللغة الفرنسية، وكان رضوان أيضا يحمل شيئا من ثقافة والدته عندنا في القسم، على الأقل هو التلميذ النجيب في قسمنا، يحظى باحترام المعلم، ويقوم بترقيم سلوكنا حين يغيب المعلم، وربما لذلك كان الكثير منا يمقته أو يحسده.
قبل أن يعم الجفاف، وفي أواسط السبعينات، كانت الأمطار غزيرة بجبل عوام، والثلوج تصل إلى ركبتي بشكل يفزع الآن، كنت يوما أعتقد أني أصف لصديق ما عن ايام الثلج والمطر، بتلك الغريزة المفعمة بالفخر بالماضي الجميل، وأغرقه في أيامنا الجميلة التي تتنافى مع صقيع هذه الأيام الجافة، كانت ركبتي التي يتصمك بها الثلج هي المقياس، لكنها في الحقيقة كانت ركبة طفل صغير كنته، لم انتبه إلى ركبتي الصغيرة إلا عندما قرأت يوما كتاب "كوارث المغرب عبر التاريخ"، كل الأيام الجميلة التي يغنيها الشيوخ القادمين من حقبة التاريخ لم تكن سوى أيام وصل الثلج ركبتهم عندما كانوا أطفالا، ماعدا ذلك، كان المغرب غامرا بتاريخ الكوارث الطبيعية القاتلة، وهذه هي الأمور التي لم نحسبها جيدا في تاريخنا. إن الشيء الجميل الذي يجب أن نفتخر به كثيرا هو هذا التاريخ من الكوارث، بفضل هذا التاريخ كسبنا مناعة قوية من الموت جوعا أو من وباء قاتل كالطاعون والكوليرا وغيرها مما كان يبرح به براح السوق الأسبوعي العام حين ينذر الناس بظهور وباء، لقد علمنا هذا التاريخ أن نكون شعبا صبورا أكثر من المعتاد، علمنا أن نتعامل بطيبوبة قاتلة مع ضحايانا في الفيضانات، في الثلوج القارصة، مع الجراد، مع الكوليرا ومع أي قبح يكتسحنا سواء في السياسة أو الإجتماع أو أي كارثة لا تخضع للتصنيف: هل رأيتم شعبا لم يعرف الملكية في تاريخه يصنف نفسه شعبا مملوكا منذ أقدم العصور، إن تزويرا مفعما بالحيوية التخديرية هو شعب تعلمه تاريخا في السجود مع انه لم يظهر في كل تاريخه أي نبي يدعو للسجود. تاريخنا هو تاريخ كوارث مع طيبوبة الفخر بركبة طفل صغير غمرتها الثلوج، مع ذلك، للحقيقة فقط، كان موسم الثلوج بالأطلس المتوسط مثيرا للغاية: والدي مثلا يكلمني عن أمور غاية في الغرابة، في الغابة الأطلسية: وجد بغلا معلقا في شجرة بعد ذوبان الثلوج، والأمر بالنسبة لي يشبه أسطورة أومدا، الجندي الوطني (من جيش التحرير الذي وحده كان قد قاوم الجيش الملكي في كثير من المواقع بالأطلس المتوسط)، إن رامبو بكل مجده الهوليودي لم يصل شعرة من أومدا في الذاكرة الجمعية للأطلس المتوسط حوله، أومدا الرجل الذي يتحول إلى قط أو كلب أو شخص لا يخترقه الرصاص: أومدا نفسه الذي مات في أواخر الثمانينات بالجزائر لن يصدق أنه كان أسطورة بمريرت ونواحيها، إن والدي الذي حكى لي قصة البحث عن بغل وجده معلقا بشجرة ليقيم علي تاريخ مجد الثلوج بالأطلس، ينسى دائما أنه أيضا حكى لي في زمن “البو” أنهم كانوا يشوون تامورغي على نار الدوم (يشعلون النار في الدوم بما فيها من جراد ويأكلون الجراد المشوي الذي كان يقتات على نبته). في أوربا دائما يلح عليك أي مغربي التقيته، يلح على أن لا تنسب أنك من بلاد الكوارث بشكل اكتشفت الآن لماذا المغرب هو من اجمل بلدان العالم، والحقيقة أن المغرب بلد جميل بإرادة لغوية، لن تصدقوا ان زوار المغرب الجميل هذا، لا يزورونه إلا لأنه تنتعش فيه نبتة الكيف أو الحشيش، حتى أكبر سياسيي أوربا يزورونه لذلك مع أن الحشيش، والحق يقال، زرعته إسبانيا في شمال المغرب ليكون وجهتها الدينية، الحشيش أصله ليس مغربي بالإطلاق، إنه مظلة أخرى توقي من الكوارث.
أول مرة أقتني مظلة كان في سنوات الإبتدائي، سأحكي لكم الحكاية بكل خبثها الطفولي: يوما كان صديقي حسن قد سرق مال أبيه، لا أتذكر كم، لكن أعرف جيدا أن قدر كبير في تلك المرحلة من السبعينات، مائة درهم كافية لإغراقك في مسبح من الحلوى عشق الطفولة، وكان حسن لأنه هو السارق لا يريد أن يتفضل لشراء ما يريد من الدكان الوحيد بالقرية وكان بالمناسبة هو عمي حمو ابن جدتي من أب لا يعرفه سواها، كان اسمه الكامل حمو ني إيطو رحو (وهو اسم جدتي)، كان عما بكل حقوقه العمومية (من العم)، لم يكن محتقرا بشكل أستطيع القول باننا شعب كان يومن بحق الأمومة للأطفال قبل صدور قانون الأمومة في هذا التاريخ الملبد بخنز فاكهة المشرق. وكان حسن قد سخرني لاقتناء الحلوى وكل ما نشتهيه من الدكان، وحدث أن عمي هذا رهن المال الذي قدمته له لأن قيمته مرتفعة، كان أول سؤال سياسي أعرفه في عمري الصغير: من أين لك هذا؟ حجز العم الورقة من فئة مائة درهم، وأخبرني بأنه سيردها لي عندما يسأل والدي، اخبرت حسن اللص بالأمر وامرني أن انكر كل شيء عنه وأنه إن سألوني عنها، علي أن أجيب بأني وجدتها في طريق ما، كان الأمر كذلك، أخبرت والدي عندما سألني بأني وجدتها في الطريق فانتهى الأمر، عندما عدت إلى عمي حمو، منحني إياها، اشتريت من الحلوى ما أردت وبقي المال وافرا في جيبي أنا الطفل، اشتريت مسدس مائي يصيب من كل الجهات، اشتريت كرة قدم بلاستيكية، ثم أخيرا اشتربت مظلة تيمنا بمعلمي المكناسي وبرضوان ابن ليلى الجزائرية الذي له كل هذه البراعة في أن يكون الاول في قسمنا، كان عشقي في المظلة هو ان ألمس كيف تنتفخ بالضخ على زر، ذلك الذي كان رضوان حريصا جدا أن لا يتيحه إلا لأصدقائه النقيين: نحن بالنسبة له كنا "شلوح خانزين" من حقبة ماقبل التاريخ، أما هو ومعلمنا المكناسي الذي تمنيت له آنذاك، وبخالص قلبي، الموت غرقا في أوحال "لاديك" (لاديك هي الأوحال والنفايات الكيميائية التي تقذفها الشركة المنجمية لجبل عوام عند تصفيتها للمعدن)، فكانا ينتميان إلى مابعد التاريخ الذي يمثله نيتشة بشكل خاص ولو بطريقة غريبة، في المدرسة كانت لي ذاكرة قوية، وهذا ما يجب أن أحيل إليه هؤلاء القائمون على فاكهتنا، تصوروا أني شخص يحفظ القرآن المقرر للقسم ولا أفهم فيه شيئا على الإطلاق، كنت افهم بعض التناقضات بحلم طفولي مقارن بين ما تقوله مثلا الجغرافية وما يقوله القرآن بخصوص تساقط المطر في صورة الرحمان، وكان ذلك مثيرا للضجر كون الجغرافية تعلمنا ميكانيزم تساقط المطر وكون الله الإسلامي يقوم بالأمر بإرادته الغائية ماسخا حركة الجو والطقس، ثم يقيمها الفعل الفقهي على أنها إرادة غائية: إن الله ينزل المطر، وحين تفضي إلى كوارث تجر الحيوان والنبات والارض فمرد ذلك لحكمة ما غائية أيضا، ويحين تحدث الصواعق يتمتم الفقه: "قد تكرهونشيئا وهو خير لكم"،هكذا يتشكل الوعي الكارثي عندنا: تأتي الأمور الكارثية بحكمة ما تمنعنا من التدبير حولها، تنزل الأمطار عاصفة وتحدث كوارث، وتمضي الأمور بتدبيرها الإلهي إلى منتهاها الكارثي، أما الأمطار الأخرى، حين تمطرنا السماء بالجراد والأوبئة فهي أيضا لحكمة ما وليس لان موقع المغرب يفرض تدبيرا علمية لتجنب كوارثه، التي هي من خاصياتنا، ومعروفة منذ غابر الأزمان، إنها غائية دينية منعتنا نحن الشعب العقلاني أن نكترث لتاريخنا، تاريخ الكوارث بكل تأكيد، لو اكترثنا لهذا التاريخ، لكنا من أرقى الشعوب.
لقد عشقت سحر المظلة في تحولها من كائن قصبي إلى كائن منتشر يمنع المطر عن رؤوسنا، لكن لم أكتشف إلا اليوم سحر انها، لأزمنة طويلة ، منعت عنا سر الكوارث في مغرب يتوسط العالم، مغرب يستظل ملوكه بمظلة شمسية ليحتلوا ظل الله، بينما لا يستظل من كوارثه إلا الوزراء وحشم آل الفوق.
يسمى المغرب في الامازيغية: "أمور واكوش" ومنها اقتبس الأوربيون اسم المغرب: ماروك، مارويكوس، موركوو...، وتعني قسم الله، يالها من صدفة، ظل الله في قسم أو في أرض الله،صدفة تخضع لمنطق آخر، جعل له حكاما مقدسون وصنعت لهم ثوابت ومقدسات منحطة لا تزول حيث ظل الله لا يزول...يسمى أهل المشرق المغرب ب"المغرب الأقصى"، لم يخضع في تسميتهم له، وأمانة للتاريخ والجغرفاقية، باقتباس اسم له من اسمه الحقيقي، بل تحول إلى وجهة لهم، مقابل لوجهتهم نحو الغرب، غربهم بالتحديد، تملك صريح بدون خجل.
حتى في تركيبته اللفظية "المغرب الأقصى"، تحيل إلى شيء قاسي، قصي، بعيد، كل ما له دلالة تهميشية، إلى مغرب الكوارث، مع ذلك : "لي جات جابها الله"، هو عوننا في كل شيء بالإسناد اللفظي أيضا، بصلاة الإستسقاء، وبكل ما ينهب ذاكرتنا الكارثية..

كان المعلم المكناسي الذي كان يفتخر كثيرا بقلعته مكناس، كانت سنحته الموضوية تضعه غريبا عنا في كل شيء، وأكثر ما كان يثيرنا فيه، انتماءه الكبير لقلعته، كانت تبدو لنا هي كل شيء في المغرب، أول معلم علمني أن المدينة شيء مختلف تماما، مكناس مدينته كانت نموذجا مغاير، كانت تحيل إلى نموذج مدني استنادا إلى أحيائها: تعلمت أن الفرق بين المدينة والقرية في تلك الفترة كان في المظلة: اهل المدينة يستعملون المظلة في الشتاء، على خلاف مغرب الجفاف الذي يحرق الدوم لشواء تامورغي (الجراد)، لكن بحق كان أول من نبهني أن المدينة تتوفر على أحياء صناعية، وكان أول من انذرني، بحيث لا يدري أن مكناس مدينة جميلة جدا، لأنها بنيت على خلفية نهبها لجماعة عين اللوح الغنية بالثروة الغابوية، لعل الكل يذكر جيدا نكتة معمل الصلب بجبل عوام، عوض أن يقام بمريرت أقيم بمدينة مكناس والحكاية تختزل تاريخا كاملا من المأساة. تختزل كيف يمتص المغرب النافع خيرات المغرب غير النافع.
كانت المظلة في كل تاريخ حياتي شيئا مبهما، حتى لحظة إلهامي بها، أسقطتني في تناقضات كثيرة، بكثرة ولعي بها، هي لا تحضر معي في وقت المطر، تحضر في وقت الظل، حتى وأنا الآن في مدينة الشتاء بلباو، في أغلب أيامه أنسى المظلة، أخضع لعفوية منفلتة من وجوبها. إن الغالب في تسميتها العربية يحيل دائما إلى تلك القدسية الرمزية للظل، ظل الله، حتى في أسلوب التأطير السياسي، يوحى لك بوجوبها، "مظلة حزبية"، "مظلة نقابية"، "مظلة جمعوية" وهلم جرا، كأنما الدولة عندنا ليست إطارا مدنيا بل طوفانا شمسيا مخيف، وأغلب الفعاليات السياسية والمدنية تصلي في ظلها كما تقدس ظلها، في كل ما يرمز إلى إرادة الحراك المدني، تدجن كائناتنا في وجوب أن تكون لها مظلة ترسم لها إطار تحركها، وحين تتخطى هذه الحركة ظل المظلات تصبح في السياسة حركة عفوية لا شرعية لها لأنها تخرج عن ظل الله. لكن، مع ذلك، لا أحد يتجرأ أن يعلن صراحة بأن بعض هذه المظلات مثقوبة أصلا وتفتقد رمزية الظل وأن ظلها هو ظل الحكومة عليها، تتحرك في إطاره، يصبح الظل قانونا مدنيا مستمدا من ظل الدولة وعليه تقوم كينونة مجتمعاتنا التي أغلب الناس فيها لا تستعمل المظلة، هكذا الأحزاب والنقابات تتعامل مع المواطن برغم أنها ممولة من ضرائب جيب المواطن تمدك بالظل حين تمدها أنت بالولاء والتصويت وعلى ذلك تنبني هبة الأقزام من بيروقراطييهم ممن لهم ظل مقدس.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي-في العراق الاسم اكثر دقة= شمسيه
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2016 / 5 / 9 - 15:22 )
تحياتي استاذ عذري كلمة مظله كلمه فصحى وثقيله وغير مستعمله الا رسميا اما الاسم المنتشر هو الشمسيه لو تفضلت واخذت بالتسميه العراقيه لربما كتبت نصا اخرا اكثر اشراقا لمغربنا العزيز ثم هذا الشمس كله واسم البلد مغرب في العراقيه كلمة مغرب تقبض القلب وتذكر بتوديع الحياة=الموت ثم ونحنصغارا تعلمنا ان بلدكم اسمها مراكش وهي جذر ماروكو وشكرا


2 - الدكتور صادق الكحلاوي
عذري مازغ ( 2016 / 5 / 9 - 17:58 )
تحياتي الحارة
كثيرا من الشكر على هذا الإستلهام الجميل، بالفعل كان علي أن أبحث كيف ينطق هذا الإسم عند الشعوب الأخرى بدل الإعتماد على هذه التسمية من مغرب الإستشراق البعثي، أن تكونوا في صغركم تنطقونه باسمه المشتق ، يرد الروح ، على الأقل ستبقى شهادة نعتز بها
شكرا لإضافتكم القيمة


3 - موضوع شيّق
مريم نجمه ( 2016 / 5 / 11 - 00:32 )
الكاتب عذري مازغ المحترم

موضوع شيق وجديد أجدت الحوار والسرد التاريخي الإجتماعي واللغوي ,
) وعندنا في سوريا أيضا كما ذكر السيد صادق في العراق - نقول عن المظلة :
الشمسية , وتكتب بالفصحى ( المظلة ) .

لا أدري من أي لغة أصل الكلمة سنبحث عنها - لقد جاء ذكرها في الإنجيل -


تحياتي وتقديري

اخر الافلام

.. تفاصيل ومواعيد حفلات مهرجان العلمين .. منير وكايروكي وعمر خي


.. «محمد أنور» من عرض فيلم «جوازة توكسيك»: سعيد بالتجربة جدًا




.. فـرنـسـا: لـمـاذا تـغـيـب ثـقـافـة الائتلاف؟ • فرانس 24 / FR


.. الفنانة نجوى فؤاد: -أنا سعيدة جدًا... هذا تكريم عظيم-




.. ستايل توك مع شيرين حمدي - عارضة الأزياء فيفيان عوض بتعمل إيه