الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هو الشعب ؟ من هم أصدقائه ؟وأعدائه؟

ابو منصور حرب

2016 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


من هو الشعب ؟ من أصدقائه ؟
ومن هم أعدائه ؟
- 1 -
من هو الشعب ؟ من هم أصدقائه ؟ ومن هم اعدائه ؟ هذه المسألة في غاية الاهمية لكل من يفكر – ويعمل – من أجل تغيير جذري في المغرب ، وكما قال ماو ذات مرة أن السبب الرئيسي في أن أغلب النضالات الثورية للشعوب - ومن ضمنها النضالات الثورية التي خاضها الشعب المغربي وقدم خلالها الغالي والنفيس - لم تحقق نجاحات كبيرة يعود بالدرجة الاولى الى غياب حزب بروليتاري ثوري يوجه ويوحد نضالاتها مع أصدقائها الحقيقيين لتهاجم أعدائها الحقيقيين .
ولكي نضمن أن تذهب نضال الشعوب وفي مقدمتهم نضال الطبقة العملة ونوصله الى بر الامان ، وجب أولا أن نعرف ونبين للشعب من هم أصدقائه الحقيقيين ونتحد معهم ومن هم أعدائه الحقيقيين ونهاجمهم لكي نضفر بالنصر ، فإن أهملنا هذه المسألة قدناه الى طريق الفشل واعادنا نفس أخطاء الماضي .
هناك مبدأ عام في السياسة يقول أنه " ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم " غيرأن هذه المسألة هي نسبية وكل طبقة تمارسها وفق الظروف التي تنتجها، فالبرجوازية مثلا ترى أنه ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم وفق مصالحها الطبقية أي استغلال العمال -ات واضطهاد كافة الكادحين فعندما ترى نظامها المتهالك على حافة الانهيار فهي تهرول من صفوف الاصدقاء الدائمين ( الامبريالية و الاقطاعية ) وتحولهم الى " أعداء " مؤقتين نحو صفوف الاعداء الدائمين ( العمال و الفلاحين الفقراء وكل المعدمين ) وتحولهم الى " أصدقاء " مؤقتين ، نفس الكلام ينطبق على العناصر الانتهازية و الوصولية فهي تحول الصديق و العدو وفق تكيفها مع الواقع خدمة لمشروعها الانتهازي ، " الجذري" قولا والوصولي فعلا ، لكن المعبرين الفكريين و السياسيين عن مصالح الطبقة العاملة لهم فهم خاص للمسألة معرفة الاصدقاء الحقيقيين والاعداء الحقيقيين للشعب وللطبقة العاملة فهم لا يحولون التكتيك الى استراتيجية (الظفر بالسلطة السياسية ) ولا يستبدلون الاستراتيجية بالتكتيك فهم يحددون الاعداء و الاصدقاء حسب موقعهم من الانتاج وموقفهم من الثورة ، فهم تابثون استراتيجيا لكن مرنون تكتيكيا .
لكن قبل الاجابة عن سؤال من هو الشعب ؟ ومن هم أصدقائه و أعدائه ؟ وجب قبل كل شيء رفع اللبس عن مفهوم " الشعب " ! . إن مفهوم الشعب هو مفهوم يختلف من بلد الى اخر ومن مرحلة تاريخية الى اخرى ، فهذا المفهوم أي الشعب يتقلص ويتمدد حسب فترات الصراع الطبقي وحسب موازن القوى بين الطبقات .
فإبان فترة الاستعمار الفرنسي كان العدو الرئيسي للشعب المغربي هي الامبريالية الفرنسية و الاسبانية والاقطاع و المخزن ( البرجوازية الكمبرادورية وملاكي الاراضي الكبار ) الذي كان قيد إعادة التشكل ، أما الشعب المغربي فكان يضم كل الطبقات الاجتماعية والفئات و الكتل الاجتماعية التي تناهض هؤلاء الاعداء ، خلال فترة الاستقلال الشكلي كان العدو الرئيسي للشعب هم أولائك الخونة والمعمرين الجدد المدعومين من طرف الامبريالية الفرنسية و الامريكية الذي وقفوا أمام تطور حركة التحرر الوطني وبناء دولة وطنية مستقلة أما الشعب فكان يضم كل الطبقات الاجتماعية والفئات و الكتل الاجتماعية التي كانت تطمح الى بناء استقلال حقيقي والقطع مع الامبريالية وعملائها المحليين .
فلننظر مثلا الى حركة 20 فبراير ، التي عبر من خلالها عن تطلعات كل الطبقات الموجودة في المغرب من البرجوازية الكمبرادورية مرورا بالبرجوازية المتوسطة وصولا الى العمال و الفلاحين . فقبل اندلاع هذه السيرورة النضالية بالمغرب والتي وضعت لها أهدافا عامة يمكن تلخيصها في الكرامة و الحرية و العدالة الاجتماعية ،كان مفهوم الشعب يقتصر على الطبقات التي تثور دائما - على حد تعبيرألان باديو - في وجه النظام المخزني القائم أي الطبقات الشعبية العمال و الفلاحين و والفئات الدنيا من البرجوازية الصغيرة ، لكن مع اندلاع هذا الحراك الشعبي وموازن القوى الجديدة التي فرضها التحقت به بعض الطبقات الاجتماعية التي لم تكن " متضررة " من الوضع بحجم تضرر الفئات الشعبية العمالية و الكادحة وهما طبقتا البرجوازية الليبرالية و البرجوازية المتوسطة التي كانت تعاني من تضييق على مصالحها الاقتصادية من طرف البرجوازية البيروقراطية الفئة الاكثر رجعية داخل الكتلة الطبقية المسيطرة بالنسبة لها ، حيث شمل مفهوم الشعب في تلك اللحظة التاريخية هاتان الطبقتان ليس لأنهما نزلوا الى الشارع رافعين شعار " لا للجمع بين السلطة و الثروة " ومطالبين بنظام الملكية البرلمانية حيث تكون " المنافسة " الاقتصادية شريفة، بل لأنهما متضررين من مجموع هذا النظام المخزني الذي يقف حجر عثر أمام تطور مشاريعهما الاقتصادية وبالتالي تطورهما كطبقات اجتماعية لها طموح سياسي واقتصادي .
والامثلة كثيرة من التجارب الثورية الشعبية في العالم من روسيا الى الصين وصولا الى ايران و العراق ... فيمكن أن نعطي تعريفا للشعب على لسان باديو كالتالي " إن الشعب يتألف ممَّن يثورون، فالشعب هو ذاك الذي، إبان الحدث، يردُّ على التحديات التي يطرحها هذا الأخير، وذلك من دون لجوء إلى الدولة" أي باللجوء الى الشارع و النضال على مطالبه .
يتبع ...
ابو منصور حرب
اكادير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟