الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تربية الطفل بين الصفات والأعمال
أكرم حبيب الماجد
2016 / 5 / 10الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
تربية الطفل تكون قبل الولادة وبعدها ، فقبل الولادة لابد من أعمال تقوم بها الأم ليكون الطفل على مايرام ماديا ومعنويا ، ويسبق إنعقاد النطفة أعمال أيضا للأبوين ، فإذا ولد تستمر التربية بما يناسب المرحلة من حياته ، وهكذا تراعى كل مرحلة عند النمو بحسبها ، فلها تربية خاصة تتميز عن سابقتها .
والتربية يجب أن تكون مناسبة لخلقة الطفل بما يحمل من صفات سواء كان قبل الولادة أو بعدها .
فقبل الولادة يمكن معرفته ووصفه عند من وهبهم الله القدرة على ذلك ، وربما الأجهزة الطبية تساعد على ذلك ، ومن ثم تعطى الأم الأعمال المناسبة لطفلها فيكون بالصورة الحسنة الممكنة التي قدرها الله له ماديا ومعنويا ، فهو في بطن الأم كبذرة في بطن الأرض تتصرف به العناية الإلهية بواسطة الآباء .
ومن الأمور المهمة في تربية الطفل والتي تؤثر تأثيرا مباشرا على خَلقه وخُلقه إختيار الإسم ، فالنافع أن يكون مناسب لقابليته وصفاته الحسنة ، وليتسمى قبل الولادة إذا أمكن إدراك أوصافه - وهي ممكنة - فيطابق الإسم مسماه ، والأنفع أن يناسب الإسم المجلى بالإضافة الى أوصاف المسمى ، فيُأخذ له أسم منهما.
ولان الإنسان مراحل ، من الطفولة حتى البلوغ وما بعده ، وكل مرحلة لها غاية ووصف عام وخاص فلابد أن تشخص الغاية والوصف ونسبتهما لغيرهما من الأوصاف ، ومن ثم تعطى التربية المناسبة له .
فمثلا مرحلة الرضاعة غايتها الشهوة البطنية ، فلاتتعدى الى قوى جنسية ولاخيالية ولاعقلية ، ثم أنها محصورة بنوع واحد من الغذاء وهو الحليب ، ولذا تكون التربية بحكم الغاية ونوعها الواحد أو المتعدد ، وبملاحظة الصفة التي يتصف بها الطفل بحسب خلقته سواء كانت صفة مرحلة خاصة أو صفة عامة له في كل مراحل حياته . وفي ذلك كله يراعى نمو الصفات الأخرى له بوزن مع غاية المرحلة المشتركة عند كل إنسان وخصوص أوصافه المرحلية والخَلقية .
الى هنا تكون التربية العملية بحسب الخلقة ، ولايخفى أن للمكان والزمان ، أي الأرض التي يعيش فيها الطفل ، والزمان بما فيه من شؤون كونية إلهية ووضعية بشرية لها تأثير مباشر على التربية ، وكذلك أنفاس من حوله وحركاتهم وسكناتهم ومجمل أخلاقهم لها التأثير نفسه .
ولما كان عالم الطفل عالم حسي غير خيالي وعقلي أي بالحكم ، كان التركيز على الحواس الخمس ومتعلقاتها بصبغة خيالية وعقلية مناسبة اللون لعالمه فلاتزاد لتطغي ولاتنقص لتسلب ، وانما تناسب وتساير المرحلة للإنتهاء به في مراحل متقدمة الى حكم العقل الذي يوظف مايسَّره الله له من علم أو عمل دنيوي أو أخروي بحسب قابليته ، وكل ميسر لما خلق له .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان
.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة
.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص
.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ
.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر