الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عولمة المصلحون.!

حسين الركابي

2016 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


عولمة المصلحون.!
بقلم: حسين الركابي
من حقنا كعراقيين نطمح أن يكون لدينا نظام ديمقراطي؛ يحترم الفرد ويضمن حقوقه، وان يساوى الجميع بالحقوق والواجبات بغض النظر عن طائفته أو قوميته؛ وهذا الطموح لم يكن وليد اللحظة أو حالة إنفعالية هنا أو هناك، وإنما هذا الأمر منذ ما يقارب 15 قرناً إلى 2003، سقوط النظام البعثي وإنهيار الدولة ومؤسساتها بالكامل؛ وفي المقدمة المؤسسات الأمنية.
أستبشرنا ونثرنا الحلوى حين أزيح ذلك النظام البعثي، الذي جثم على صدورنا ثلاثة عقود ونصف؛ أعدم خيرة علمائنا وأساتذتنا وغيب شبابنا ونسائنا في غياهب السجون، ومطامير الظلمات وضيق العيش علينا وشرد مفكرينا في أصقاع العالم؛ هذه الحلقة من سلسلة طويلة من الحكم والاستحواذ على السلطة ومقدرات البلاد، التي أصبحت هبة حروب وغزوا لدول الجوار.
الديمقراطية التي حلمنا بها نحن وأباءنا الأولون؛ لم تكن بهذه الشكل الذي نراه اليوم، حيث إن مفهوم الديمقراطية والحرية مفهوماً كبير وواسع، وبعض الاحيان يتحول هذا المفهوم إلى دكتاتورية وسلب حقوق الأخرين، والتعدي على المؤسسات الحيوية للبلد وقطع أرزاق الشعب؛ من خلال فهم خاطئ لطائفة أو مجموعة تنظر للحكم من زاوية المصالح الحزبية، أو الطائفية والقومية.
النظرية الخاطئة للحكم وفهم الديمقراطية والحرية بالمقلوب، لم يكن الشعب العراقي الوحيد الذي يعاني منه؛ وإنما معظم البلدان العربية؛ حيث تحولت تلك الأنظمة إلى سيوف مسلطة على رقاب شعوبها، وسلب حقوقها وحرياتها تحت مفهوم النظام والقانون، وهذا الامر الذي نعاني منه نحن العراقيين، وما زاد الطين بله هو أن لا نحن نعرف ما نريد.! ولا ساستنا تعطينا ما نريد.!
مسألة معقدة جداً، ويبدو من الصعب حل طلاسمها في الوقت الحاضر؛ مظاهرات تعم الشارع العراقي منذ عدت شهور، ومرجعية أغلقت أبوابها أمام أصحاب القرار، وأحجمت عن توجيهاتها السياسية في صلاة الجمعة، وأوراق إصلاحية تطاير بين الفين والاخر، حتى أصبحنا لا نميز بين الغث والسمين؛ جميعهم مصلحون.! جميعهم مفسدون.! جميعهم وطنيون.! جميعهم مخربون.! جميعهم متظاهرون.! جميعهم حاكمون.! جميعهم متفقون.! جميعهم متناقضون.! جميهم مجتمعون.! جميعهم متفرقون.!
إذن على المصلحون الحقيقيون والوطنيون؛ أن يستثمرون لاعب الوقت حتى تنجلي الغبرة، من ميدان الصراع السياسي الطائفي الحزبي وايضا الدولي؛ وغربلة الأحداث برؤية سياسية وأضحه ومشروع إصلاحي وأضح المعالم، وتشخيص الخلل في مؤسسات الدولة ومعالجتها بالإصلاح، ومكافئة العاملين ومعاقبة المسيئين كما أكدت المرجعية الدينية؛ ولا يمكن للعاقل أن يخلط الحب الجيد مع الرديء، وأن لا يميز بين الأبيض والأسود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة