الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نساء من مجرة( درب الدبانة)

طارق الخولي

2016 / 5 / 12
كتابات ساخرة


في إحدي الأزقة الضيقة، بينما أسير مسرع الخطا في لهفة، كأني علي موعد مع انجلينا جولي المتألقة. بينما تنتظرني السيدة علي أشواق كجمر أحمر.
ولكن قبل كل هذا لابد من المرور علي طقوس صباحية. أولها التخلص من عشاء أمس. ثم الوقوف أمام المرآة، لوضع دهان الشعر اللامع، ومن الضروري أن يكون مضاد للقشرة، إنه المفضل لدي كي أبدوا وسيماً. ولكي يبدوا رأسي في حالة لمعان دائمة حتي أجتاز كل الازقة المحشوة بنساء بلدتنا الرشيقات. فهن يشبهن إلي حد كبير النساء الاوكرانيات أو اللبنانيات. فهن حقيقة مثيرات لدرجة يعجزالقلم واللسان عن وصفها. ولكن سأبذل قصاري جهدي وما تجود به خواطري. فوصفهم صعب والتقرب إليهن أصعب. فهن وبكل صدق، يشبهن نبات القطرب، الذي يعلق بثيابك إن مسسته. أو يشبهون إلي حد كبير كائنات البلاك جاك، فأنت حينها معرض لدرجة كبيرة للعض.
في الصباح.. بينما الشمس ترسم بقعاً مضيئة علي الارض، مخترقة المنازل متخللة جوانبها، والناس تسرع الخطي في عجلة، وانا امشي برأس لامعة في سعادة لا أعرف سببها، لا أعتقد ان هذه السعادة سببها دهان الشعر.
تعثرت عيناي أثناء لفتة سريعة بإحدي الغزالات الشاردة، وهذه الغزالة أصابتني بوعكة شعرت حينها بأنني في أمس الحاجة لان أتقيأ. أتريد أن أصفها لك عزيزي القارئ؟ سأصفها لك:
كانت ترتدي عباءة فضفاضة، لونها لايشبه الالوان، لون بني قاتم يميل إلي الازرق أو الاحمر أو الاسود، بالضبط لا تعلم حين تراه إلي أي لون يميل؟ والعباءة مزهرة بزهور صغيرة بلون زيتي قاتم أيضاً. مع خمار طويل اسود فيه دوائر بالاخضر. وبشرتها تميل إلي السمرة. غليظة الشفتين منتفخة الخدين مفلطحة الانف. ولكن لا تعتقد أنها تظل بملامحها هذه علي مدي النهار، لا، إنها تتحول من كائن إلي كائن آخر، فالعينان في الصباح منتفختان، والفم مفتوح دائماً ليستقبل كل الاشعارات الآتية من الخارج. انه دائماً متثائب، ذلك الفم لا ينغلق أبداً.. لنا الله.
وأهم شئ يهتم به هؤلاء النساء فيما يخص التربية، هو الكرش. لابد من تضخيم الكرش. فالكرش من أولويات هؤلاء المثيرات الحسناوات.. وللكرش في نظرهن فوائد جمة، منها إحداث التوازن أثناء السير، وهو يحدث أحياناً نوع غريب من الرجرجة، والكرش من أضخم الاماكن في هذه الاجساد الغضة الطرية. نعم فهي أجساد مرسومة بدقة.
وهم يهتمون بالرياضة لدرجة لا تتخيلها أنت، ولا أحد. ويلعبون ألعاب لا طاقة لاحد عليها، مثل نط الحبل وأكل الخيار الطازج والخس والطماطم. وهذه الغزالة كانت تلعق شفتاها بنهم، يبدوا أنها تستعد لالتهام فريسة، أو كانت تأكل(سندوتش)لمن لا يعرف السندوتش هو قليل من طعام موضوع في رغيف من الخبز..حيث أنها كشفت عن نابيها، ولقد ابهرني تلك الاسنان المضيئة الفوسفورية. كانت تسير بمواجهتي وكتفيها مائل للخلف قليلاً بارزة كرشها وصدرها إلي الامام عاقدة حاجبيها، كانها غاضبة من شئ ما.
أما الغزالة الاخري فكانت عكس الاولي تماماً. كانت ملامحها دقيقة. لكني رأيتها تتثاءب فاتحة فمها عن آخره. ولكن من حسن حظها أنها لم تشعر بتلك الذبابة التي كانت تلهو داخل فمها المتثائب. ولكنها في طريقة سيرها أيضاً عكس الاولي، فهي تمشي مائلة للامام قليلاً، فاتحة ذراعيها كأنها تهم أن تطير.
وبعد إجتياز بضعة أزقة لابد من المرور علي الفرن للحصول علي الخبز، وفي تلك البقعة تري العجائب. كل مايطيب لعيناك وتشتهيه نفسك. النهود الضخمة العظيمة، لابد انها كانت ترضع نابليون، أو نصبت من نفسها أماّ لعجل ما.
وهذه الايام يشكو الحلاقين ركود العمل، فكأن الرجال اضربوا عن الحلاقة. سوف انصحه ان يزور الفرن.
وقبل الحصول علي الخبز هي من امتع لحظاتي. حيث أنني استمع الي أصوات الموسيقي. أو شدو الكروان. ولكن ثمة أصوات أخري ، لا أريد أن أنافقك.. فالاصوات هي كنعيق الغراب ونهيق الحمير.. ومن أين تأتي هذه الاصوات؟ من الحسناوات الجميلات المثيرات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل