الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إمتحانات البكالوريا المغربية و فتوى الإفطار

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2016 / 5 / 12
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


حينما نتحدث عن الامتحانات فالكلام هو عن التقييم أي إعطاء قيمة ما لشيء ما .و الشيء الذي يتم تقييمه هنا هي كفاءات التلاميذ في التكيف مع وضعيات مشابهة لوضعيات تمرنوا عليها خلال تمارين الدروس أو بعد فهم معين للدروس ستؤكده تلك التمارين أو تنفيه ليتأكدوا أنهم لم يفهموا كما خُيل لهم .و لا يتم هذا التكيف الذي يدل على الذكاء دون أدوات التفكير الصحيحة في الملاحظة والمقارنة والتحليل التي تمكن من حل كل مسألة بمنهج خاص بها حسب المواد التي سيمتحن فيها التلاميذ .
فيما يخص علوم الحياة والأرض و الكيمياء والفيزياء أي العلوم التجريبية فالمسألة واضحة و هي أن الإمتحانات تحاول إختبار مدى تمكن التلاميذ ، إنطلاقا من حد أدنى من المعلومات الجزئية البديهية و هو ما يسمى المكتسبات الدنيا ، من فهم إستعمال المنهج التجريبي في حل المعضلات التجريبية التي مكنت من الوصول لتراكم المعرفة في هذه العلوم الحديثة .
و بطبيعة الحال هذا لا يعني أن تلك المكتسبات القبلية لا ترد فيها أي أسئلة إلا أن النقط المخصصة لها لا تكون مثل النقط المخصصة للأسئلة التركيبية أي التي تكون على شكل خلاصات عامة تبين بما لا يدع مجالا للشك أن التلميذ قد فهم فعلا المقصود من المنهج العلمي التجريبي.
إذن الإختبارات لحظة مفصلية في السنة الدراسية و أيضا في مسار التلاميذ الدراسي و مصيرهم المعرفي والاجتماعي.
من جهتنا كمدرسين نحاول دائما أن نجعل التلاميذ ، من الناحية الإجرائية ، في الظروف المثلى لاجتياز الامتحانات كالتوقيت وطول نصوص الامتحانات و نوعية الاسئلة و المدة المخصصة لكل جزئية و إبعاد اي مشوشات على التلاميذ الخ حتى لا يتذرعوا باي ذرائع تسمح بتبرير الفشل في اجتياز الامتحانات بنجاح .
في هذا الاطار عند نهاية الأسبوع الماضي حين دخلت قاعة الأساتذة أثناء فترة الإستراحة وجدت الأساتذة يناقشون مذكرات وزارة التربية الوطنية الخاصة بإمتحانات البكالوريا و نهاية السنة الدراسية نظرا لكون شهر رمضان يداهمها هذه السنة .ففترة هذه الإمتحانات كانت تبرمج دائما في نفس الفترة من السنة بينما السيد رمضان الشهر القمري يتجول بكل حرية و يدور حول شهور السنة الشمسية منذ إلغاء شهر النسيء أي الشهر الذي كان العرب في الجاهلية كما يسمونها ، في شبه الجزيرة العربية ، يضيفونه كل سنتين و ثمانية أشهر لكي تبقى الشهور في مكانها مثل ما يضاف يوم لشهر فبراير في السنة الشمسية كما حصل سنة 2016 الجارية .
المشكل الذي أثاره الإخوة الأساتذة يتعلق بالصعوبات التي ستواجه المترشحين لإجتياز إمتحانات البكالوريا إذا إرتفعت درجات الحرارة كما هو متوقع في شهر يونيو بشكل كبير مع مجئ السيد رمضان و مع إلتزام المترشحين به و بالتوقيت المبرمج لهذه الإمتحانات في الصباح و مرهونية بعض المترشحين لوسائل النقل التي يمكن بسبب سهر سائقيها ليلا يا إما أن تتأخر أو تنعدم بالكامل . إذ المعروف أن السيد رمضان مبرمج ليلا .كل أنشطته العادية تتم إبتداء من غروب الشمس و ليس من غروب القمر.فالشهر يتبع القمر و أيامه تتبع الشمس .شيء عادي.
بعض الإخوة أدلوا بآرائهم المختلفة في الموضوع و التي كانت تتأرجح بين 3 آراء أساسية .
الأول هو ضرورة تغيير فترة الإمتحانات و تسبيقها على رمضان إذ لا تتجاوز هذه الإمتحانات ثلاثة أيام بالنسبة للباكالوريا و يومين بالنسبة للإمتحان الجهوي الموحد للمستوى الدراسي الذي قبلها .
آخرون قالوا في حال بقيت فترة الإمتحانات كما هي لماذا لا تصدر فتوى بإباحة الإفطار في رمضان بالنسبة للمترشحين مثل ما صدرت فتوى سابقة بجواز إفطار لاعبي المنتخب المغربي لكرة القدم لما كان على موعد مع مباريات لكرة القدم خلال رمضان في دول درجة حرارتها مرتفعة أو لأسباب مماثلة .ثم قالوا إن إجتياز الإمتحانات ليس لعبا أو لهوا مثل كرة القدم .فهو شيء أساسي يتعلق بمستقبل أبناء المغاربة .
الرأي الثالث و هو أن تصدر فتوى تقول فقط أن المترشحين لإجتياز امتحانات الباكالوريا المغربية أولى بتحديد مصلحتهم و هذا امر مشروع .فإذا كانوا قادرين على الصيام واجتياز الامتحانات فليفعلوا .و إذا كانوا عاجزين و أرادوا ان يفطروا فهم أحرار بما ان الفترة التي يتعلق بها الامر لا تتجاوز 3 ايام .
و المسألة الثانية هي الغاء الامتحان الجهوي الموحد و عدم احتسابه لانه معيق للتلاميذ . و قد سبق أن أشرت الى اسباب ذلك في مقال سابق.
هذا الرأي الاخير هو ما بدا لي أنه الصواب في حال أبقت الوزارة على نفس التوقيت ولم يحدث تغيير وما دام واقع الحال هو هذا. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مع الصياااام لاحظوا نوع المتفوقات والمتفوقين
عبد الله اغونان ( 2016 / 6 / 30 - 07:32 )



هم في كل الأحوااال من الملتزمااات والملتزميين ومن الصائمين ايمانا واحتسابا
الصيام لله ولايتحكم فيه أحد وحتى لو صدرت فتوى علمانية فلن يلتزم بها الا من في قلبه مرض
رمضااااااااااااااااااااااااااان كريييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييم

اخر الافلام

.. بعد 9 أشهر من الحرب.. ماذا حدث في غزة؟


.. أبو عبيدة: محور وسط القطاع المسمى نتساريم سيكون محورا للرعب




.. 10 شهداء على الأقل في استهداف الاحتلال لمنزل مأهول في منطقة


.. قطاع غزة.. حياة الأطفال مهددة بسبب نقص الدواء والغذاء




.. تفاعلكم | صدمة.. حقائب البراندات العالمية لا تكلف صناعتها أ