الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤتمرات الإسلامية – المسيحية ..العودة إلى جذور المحبة

أسعد العزوني

2016 / 5 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


عندما أشارك في مؤتمر إسلامي مسيحي ، لبحث ما يطلق عليه "خطيئة "، التعايش الإسلامي المسيحي، أشعر بالغثيان ، وبكثير من الإهانة ، لأننا ما نزال وفي مطلع القرن الواحد والعشرين ، نبحث عن التعايش المشترك ، مع أننا بدأنا حياتنا على هذه الأرض معا ، وأن السيد المسيح عليه السلام هو إبن هذه الأرض ، وهو إبننا ونحن في هذه المنطقة كلنا أتباعه كنبي لله ، وإن كنا نعبد الله كل على طريقته.
يقيني أن ما أوصلنا إلى هذه الحالة التي نحن فيها وعليها ، هو صمتنا ، وأعني الطرفين ، عن الآخر الغول الذي إلتهمنا جهارا نهارا، وعبث فينا ، لأنه يعمل على شطب المسيحية والإسلام على حد سواء،وأعني بذلك اليهود الصهاينة ، ومع شديد الأسف أنهم وظفوا مسلمين ومسيحيين لتنفيذ هذا المخطط القذر ، وقد صهروا هؤلاء في ما يحلو لهم تسميته "الإخاء" علما أننا غافلون عما يخطط لنا ، وما نزال نبحث عن التعايش ، ولا نتحدث عن العيش المتأصل في نفوسنا مؤمنين سواء كنا مسلمين أو مسيحيين.
لا أريد التوسع أكثر في موضوع الإخاء المدعى ، وهناك الكثير من الأدوات التي تنضوي ضمن لوائه كالنار في الهشيم في العالمين العربي والإسلامي ، كما لايخفى على أحد أن غالبية المسؤولين ينتمون لهذا التيار.
نأتي إلى حسم هذه القضية من خلال الحديث عن الثابت والمتحرك ، والثابت هنا هو القومية العربية ، لأننا نتحدث عن العرب المسيحيين ،أبناء المسيحية الحقيقيين ، ولست معنيا بمن يعمل على تصوير السيد المسيح زنجيا أو آسيويا أو برقبة حمراء أوروبيا.
معروف أن إخوتنا العرب المسيحيين ينحدرون من القبائل العربية الأصيلة التي عاشت في الجزيرة العربية أمثال تغلب وبكر وغيرهما ، وليس كما يدعي البطريارك اليوناني في القدس المحتلة ثيوفولوس بأنهم من مخلفات غزوات الفرنجة ، ولا أقول غزوات الصليبيين لأن الصليب أساسا منهم براء ، إذ أن هؤلاء الفرنجة المتوحشين قتلوا وذبحوا من العرب المسيحيين في القدس العدد الكبير.
ما أود قوله هنا هو أننا مسلمين ومسيحيين من أبناء هذه المنطقة ، نشترك في الثابت وهو القومية العربية ، رغم ما يعتريها هذه الأيام من سقم ربما لن تشفى منه ، وهذا يعني أن البقية تفاصيل ، ومعروف أن الشيطان يقبع في التفاصيل .
أما المتحرك فإنه يدل على على بعض التفاصيل ، علما أننا أيضا مسلمين ومسيحيين نشترك في الجزئية الأهم في هذا الجانب ،وهو الإيمان بالله ، وإن تقربنا منه بطريقتين مختلفتين ، لكننا في المحصلة مؤمنون بالله ،ناهيك عن حبنا للسيد المسيح وأمه الطاهرة البتول عليهما أفضل الصلاة والتسليم.
وفي المتحرك أيضا ، فإن الله جلت قدرته ولحكمة في نفسه ، أرسل موسى عليه السلام لهداية بني إسرائيل –اليهود الحقيقيون- فكانت اليهودية وإعتنقها بنو إسرائيل، لكنهم إنقرضوا ، وتهود البعض لحاجة في نفس يعقوب قضاها ، وفي مقدمتهم ملك بحر الخزر هربا من الضغط المسيحي- الإسلامي على مملكته ، وبالمناسبة فإن يهود اليوم هم يهود بحر الخزر ، وعلينا ألا نغفل إخوتنا العرب اليهود الذين عاشوامعنا بكل قيم الحياة ، وهم طائفة السامريين الذين يقيمون في جبل جرزيم ، وعندهم الهيكل في مدينة نابلس، وقد خاضوا كثيرا من الحروب مع اليهود الآخرين في سالف الأجيال .
بعد النبي موسى عليه السلام ، بعث الله السيد المسيح كلمته ومعجزته وآيته الطاهرة ، إكراما لأمه البتول وله شخصيا ، بهدف هداية يهود وإخراجهم من الظلمات إلى النور ، لكنهم حاربوه ووشوا به عند ملك الرومان والقصة معروفة ، وقد أنقذه الله منهم ومن الرومان ، ورفعه إليه حبيبا ، بعد أن هيء للجميع أنهم صلبوه ، دون أن يعلموا ان السحر إنقلب على الساحر ووقع الصلب على يهوذا الإسخريوطي الذي باع السيد المسيح بثلاثين من الفضة .
لم يكتف يهود ذلك الزمان برفض السيد المسيح ، بل إتهموه بالردة لأنه لم يأت على مقاسهم بل جاء بسيطا تقيا ورعا يعرف الطريق إلى الله جيدا ،وهم يريدون ملكا أو نبيا غنيا متكبرا متجبرا ، ورغم فعلتهم الشنعاء ، فإنهم ما يزالون يحاولون تشويه صورته الناصعة البياض والشرف ،ويتهمون الطاهرة البتول بأبشع الصفات ، ألا قاتلهم الله أنى يؤفكون، وقد أنتجوا أفلاما لتجسيد هذه الإساءات.
قام الحواريون من أتباع السيد المسيح عليه السلام ،بعد أن رفعه الله إليه معززا مكرما ، ونجاه من بني قومه ومن الرومان ،بنشر تعاليمه السمحة ، ووجدت المسيحية ، وما تزال تغطي مساحات شاسعة من العالم، رغم أنها بعد تنصيب مارتن لوثر كينغ ، بعد مقتل المسلم الملون الحاج مالوكولم إكس ، داعية لحقوق الإنسان ، وقام بمخطط خبيث بالدعوة لرد الإعتبار ليهود ، بحجة أنهم أهل السيد المسيح صاحب الدين الذي يعتنقه الغربيون ، وبالتالي يجب إحترامهم بعد أن كانوا مهانين بسبب أفعالهم وليس بسبب دينهم الذي نحترم كمسلين و نجل نبيهم موسى عليه السلام.
بعد أن تحرر يهود من كراهية الغرب لهم ، بدأوا يلفون حبل الإنتقام المكهرب على المسيحية الغربية ، وإخترقوها من خلال النازي هتلر أول حليف غربي لهم وأول من أعطاهم فلسطين العربية وطنا قوما لهم ، وعن طريق تهويد المسيحيية عن طريق تأسيسس المسيحية –الصهيونية التي تفوق الصهيونية شرا وحقدا على الجميع ،ولهم سفارة في القدس المحتلة ويفوق عددهم حاليا المئة مليون شخص.
بعد عيسى عليه السلام ، أرسل اله النبي محمدا النبي العربي الأمي الفقير الصادق الأمين للناس كافة ، فكان الإسلام السمح دين التعددية والوسطية وإعتنقه يهود ومسيحيون ومشركون وغيرهم ،وها هو رغم كيد يهود ينتشر في الجهات الأربع .
ما أود قوله هنا هو لو أن الله تجلت قدرته لم يرد أن يكون محمدا خاتما النبيين وأن يكون الإسلام خاتم الرسالات ، وأرسل نبيا آخر بدين جديد ، لوجدنا من يعتنق هذا الدين من يهود ومسيحيين وحتى مسلمين ،لكن حكمة الله تجلت أن يكون محمدا هو آخر الأنبياء والرسل ،وقد إختاره من غير يهود ، ومن العرب على وجه الخصوص،وهذا مربط الفرس.
من هنا يتوجب علينا العودة للبدايات ، وهي أننا مسلمين ومسيحيين عرب، نؤمن بالله ونعبده كل على طريقته الخاصة ، ولا أظن أن ذلك يشكل عائقا أمامنا ، أو مثارا للإختلاف بيننا ، فقد ورد في الكتب السماوية "يأتي من بعدي نبي إسمه احمد "، ولا ننسى موقف الراهب ورقة بن نوفل والراهب بحيرا.
لقد آمن القس ورقة بن نوفل أسقف مكة ومن ترجم الإنجيل إلى العربية ، بمحمد ، وإن لم يعتنق الإسلام ، وقال للسيدة خديجة بعد أن بدأت تلمس التغيرت على النبي الكريم ،أنه نبي هذه الأمة،كما أن الراهب بحيرا عندما أولم لقافلة قريش برئاسة أبو طالب عم الرسول الكريم ، حذر من نفاذ يهود لذلك اليافع الذي كان إسمهم محمدا ،بعد أن عرف كل صفاته ، وقال لعمه أبو طالب "إحذر عليه من يهود فإنهم ينوون له شرا ، وسيكون له شأن كبير" وتمنى لو أن الله يبقيه حيا إلى يوم بعصه نبيا ليؤمن به
كما لا يجب علينا كمسلمين أن ننسى الملك المسيحي العادل في الحبشة النجاشي ، ونصيحة النبي محمد لأصحابه ان يهاجروا إلى الحبشة لأن فيها ملكا عادلا .
الزاوية المضيئة الأخرى هي أن ذكر النبي عيسى وأمه الطاهرة البتول عليهما السلام في القرآن الكريم ،جاء بطريقة تناسب المخاطب "بكسر الطاء" وهو رب العزة الله سبحانه وتعالى ،والمخاطب "بفتح الطاء"، وهوالرسول الكريم محمد "ص" والوحي وهو جبريل عليه السلام ، والمتحدث عنهما وهما السيد المسيح وأمه البتول عليهما السلام.
هنا يتجلى السمو الإلهي بكل معانيه ، ناهيك عن وجود سورتين طويلتين في القرآن الكريم ،الأولى بإسم مريم ، والثانية بإسم آل عمران، وأتمنى من المسلمين والمسيحيين على حد سواء قراءة هاتين السورتين بتمعن ،ومقارنة الخطاب القرآني بخطاب يهود فيما يتعلق بالسيد المسيح وأمه البتول عليهما السلام ، ويقيني أن ذلك يغني عن كل هذه المؤتمرت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد انتخابات -تاريخية-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان الفرنسي


.. احتفالات بالانتصار.. -الجبهة الشعبية الجديدة- تتصدر التشريعي




.. -سأقدم استقالتي-.. كلمة رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال ب


.. سمكة قرش ضخمة تسبح قرب مرتادي شاطىء في تكساس




.. بايدن.. مصيبة أميركا العظمى! والدولة العميقة تتحرك! | #التا