الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم عيد ميلادي أنا الشهيد الحي

جهاد علاونه

2016 / 5 / 12
سيرة ذاتية


اليوم هو 12-5-2016- وفي مثل هذا اليوم سنة 1971م قد أتينا إلى هذه الدنيا وكنا اثنان أنا وأخي التوأم الذي انتقل إلى السموات العلى وتركني في هذا العالم وحيدا, قالت أمي أنني كنت أكبره بخمس دقائق, وكل دقيقة وكل ثانية في العالم المتحضر لها قيمتها, ولكن نحن أمة عربية لا تعرف قيمة الوقت ولا تعرف كيف تستثمر الوقت ولا تعرف أيضا كيف تستثمر مواردها الطبيعية ولا تعرف كيف تستثمر المثقفين من شعراء وأدباء وكتاب وفنانين, حتى الفنيون المهندسون وأصحاب التخصصات العلمية التطبيقية البحتة لا تعرفُ العرب أو لا يفقه المسلمون طريقة استثمارهم, وأنا واحد من هؤلاء الذين لم تحسن ادارة الحكومات العربية كيف تستثمرني لأن العرب المسلمون لا يعرفوا كيفية الاستفادة من المثقف المبدع, أنا عشت حياتي كلها بدون استثمار ولكن صحوت على هذا الشيء منذ مدة قصيرة وأدركت بأن الحكومات العربية لا تعرف قيمتي وتذكرت قول المتنبي:
ما مقامي بأرض نخلة إلا كمقام المسيح بين اليهود.
أو كمقام صالح في ثمود.
قلت يومها حين صحوتُ من سكرتي ما قاله ( جلال الدين الرومي) ذلك الزاهد المتصوف, تذكرت حينها قوله:( بالأمس كنتُ ذكيا أريد تغيير العالم واليوم أصبحت حكيما وأريد تغيير نفسي), لذلك بدأت أهتم بنفسي أولا وبدأتُ أغير بطريقة تفكيري, كنت وما زلتُ قدوة لبعض الناس الذين يحبون مشابهتي في كل شيء وأصبحت أيضا عند أغلب الجيران والناس والمعارف عدوا لهم يحاربونني في لقمة عيشي وهم كالبعوض لا يناموا ولا يتركوا غيرهم لينام, لا يرتاحوا ولا يتركوا غيرهم للراحة, كنت ذكيا وأصبحتُ حكيما أهتم بسلوكياتي وحدي وتركت العبث بسلوكيات الناس, ولكن رغم كل هذا لا أحد هنا يتركك بحالك أو لحالك, لأننا في مجتمعاتنا العربية لا نعرف شيئا اسمه الخصوصية أو الحياة الخاصة, كثيرون هم الذين اقتحموا وما زالوا يقتحمون حياتي ويغزونها ليسبوا ويغتصبوا كتبي ومؤلفاتي ويقدموني قربانا للخليفة لكي يقطع لي رأس قصيدتي ورأس أنشودتي, ولدت في هذه الدنيا أو جئنا لهذه الدنيا اثنان, تركني أخي ومضى وبقيت وحيدا أصارع الناس ويصارعونني, أتنازع مع نفسي وأختلف معها ومن ثم أتصالح مع الناس ومع نفسي ولا أحد أو لم أجد أحدا ينوي التصالح معي, سامحت عدة مرات كل الذين ظلموني وخربوا حياتي العاطفية والأسرية وسامحت من سرق لي معداتي التي كنت اعمل بها وتركوني على الحديدة ولكن حتى اليوم لم يسامحني أحد.
ولدت ...أو اعتبر نفسي ولدت عدة مرات ومرات...ومتُ عدة مرات ومرات وكل من يعرفني يستغرب كيف ما زلت على قيد الحياة فأقول لكل هؤلاء: أنا الشهيد الحي, أنا الذي مات 100 مرة ومرة وما زلتُ على قيد الحياة, أنا استشهدتُ في جامعة اليرموك 3 ثلاث مرات, واستشهدتُ في العقبة مرتين, واستشهدت في الشونة الشمالية-الأردن, خمس مرات, استشهدتُ بين وسائل النقل واستشهدتُ وأنا أكتب مقالاتي وقصائدي وما زلتُ أنبض بالحياة, كنت أحسب نفسي ذكيا أريد تغيير العالم واليوم أنا حكيم أريد تغيير نفسي, وليبدأ كل إنسان بنفسه أولا, لماذا لا يهتم العرب بأنفسهم؟ لماذا فقط لا غير يراقبون الناس ويريدوا منهم تغيير حياتهم, ؟؟؟ إن العرب المسلمين من أهلي وجيراني حشريين ونكديو الطالع, يراقبون الناس ويهتموا بتغيير جيرانهم وينتقدون غيرهم ولا ينتقدون أنفسهم, وكما يقول المثل ( الجمل ما بشوفش عوجة رقبته) أو ما بشوفش أو لا يرى رقبته العوجاء ولكنه يرى اعوجاج رقاب الناس.
لي صديق حج إلى بيت الله مرتين واعتمر ثلاثُ مرات, ودائما ما يتهمني بالكفر وبالإلحاد, وهو يسرق ماء سلطة المياه ولا يكتفي أيضا بالسرقة بل يهدر عشرات ومئات الأمتار المكعبة من المياه على الأرض, يترك خزان المياه بدون عوامه (طواشه) وطوال فترة وصول المياه إلى بيته لمدة ثلاثة أيام يبقى الخزان ينزف ماء فأقول له: خذ مني حق طواشه وحرام عليك تهدر المياه, إذا بدك يا حجي تسرق اسرق بس كمان لا تهدرش الطاقة والمياه, هذه المياه التي تهدرها غيرك يتمنى لو يشتم رائحتها, فيقول لي: أنت أصلا كافر ملحد شو بعرفك بالحلال وبالحرام!!! فأقول له: يا رب سامحهم لأنهم لا يعرفوا ماذا يفعلون.

هذا الصديق يرى أنني كافر ويرى أنه مؤمن لكنني لست كافرا بل الكافر هو من يسرق الماء ويهدر الطاقة ويعتدي على الشارع العام, فلي أيضا في نفس البلدة أقارب عبارة عن سبعة إخوة كل عام يذهبوا إلى مكة لأداء فريضة العُمرة, وهم يعتدون على الشارع العام فمنزلهم على زاوية مربع من مربعات الشوارع ولكل مربع قوس نسميه هندسيا (كيرف) هذا الكيرف عرضه 5 أمتار وهم يسرقون ال5 أمتار ويعتدون مترين إضافيين على الشارع والسيارات القادمة والذاهبة لا يستطيع أصحابها رؤية السيارات القادمة من الشارع الرئيسي إذا كانوا هم قادمون من الشارع الفرعي, وكل شهر حادث سير بسبب اعتدائهم على الشارع العام, والمصيبة أنهم يراقبون كتاباتي ويهتمون بها ويتهمونني بالكفر ولا يهتموا بأنفسهم ولا يعرفوا بأنهم آثمون ومعتدون ويحجون ويعتمرون ويصلون في السجد في الصف الأول وهم من يقيم الصلاة في حارتنا ويقعدها, هؤلاء لا هم أذكياء ولا هم حكماء, هؤلاء أغبياء وكفار ولن يدخلوا ملكوت الله, وسيحاسبهم الله على اعتداءاتهم.
المهم أن كل الذين من حولي لصوص وحرامية وحجاج ويهتمون بكتاباتي وبشعور وجدائل النساء, وكل من تمر من حارتنا فاردة شعرها يلعنونها ويقولون: هذي بتخافش من الله لا هي ولا اللي خلفوها.
العربُ المسلمون تربوا على انتقاد الناس وأكل حقوق العامة من الناس والخاصة ولا يهتموا بأنفسهم بل يهتموا بعيوب الغير ويرون عيوب الناس ولا يرون عيوبهم يتهمونني بالكفر ولا يرون كفرهم وهم يسرقون الماء والكهرباء والاعتداء على الممتلكات العامة وممتلكات الدولة ويعتبرونها سبية حرب وجزية يأخذونها من الحكومة لأن الحكومة بنظرهم علمانية كافرة, سرقوا معداتي من أخشاب وجكات لأنهم يرون سرقتي واجب ديني كوني كافر وتركوني مديون وجائع ولا يمدون لي يد العون, يعتبرون انفسهم اذكياء وليا يريدوا بأن يصبحوا حكماء مثلي أو مثل جلال الدين الرومي.
بالرغم من أنهم يتهمونني بالكفر وبالزندقة وبالردة إلا أنني جعت وشحدت (شحت) ثمن المياه والكهرباء ولم اسرق من الحكومة العلمانية لا الماء ولا الكهرباء ولم اعتد على الشارع العام, كنت وما زلت وحيدا أعاني وكل مرة أستشهد وأموت في سبيل دفع فاتورة المياه والكهرباء ولم أفكر بالسرقة أو بهدر الطاقة, لم أحج لبيت الله ولا أصوم كصومهم ولكنني لا آكل الحرام ولا أسرق ولا أزني, أنا حكيم غيرت نفسي بيدي, استشهدتُ في سبيل الحصول على الخبز ولم اسرقه, لم أكن غضيب والدين وعندي صلة رحم, أجوع ولا اسرق وهم يصلون ويحجون ويعتمرون ويعتدون على ممتلكات الناس, أنا الشهيد الحي الذي عاش وحيدا وناضل وحيدا, لم يقفوا إلى جانبي في أزماتي النفسية والاقتصادية وقاومت الجشع والطمع والإغراء وما زال سلك الكهرباء نازل من أمام منزلي ولو أردت سرقة الكهرباء لسرقتها دون أن يعلم أحد وأرفض ذلك كوني أرف قيمة الوقت والطاقة, أنا الشهيد الحي الذي استشهد على أوراقه وكتبه وأشعاره ومؤلفاته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فلاتزكوا أنفسكم
عبد الله اغونان ( 2016 / 5 / 12 - 20:07 )

هو أعلم بمن اتقى

اعمل بنصيحة جلال الدين الرومي
كنت ذكيا أحاول تغيير العالم واليوم أصبحت حكيما وأريد تغيير نفسي
والتغيير يستلزم معرفة النفس ومحاسبتها قبل محاسبة الأخرين
ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم

اخر الافلام

.. الترجي التونسي يستضيف الأهلي المصري في ذهاب الدور النهائي|#ه


.. الوصل يحقق انتصارا تاريخيا على النصر ليتوج بكأس رئيس دولة ال




.. لماذا تخاف إسرائيل من مخيم جنين؟


.. شهيدان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم بربرة وسط رفح جنوب




.. مطعم للطاكوس يحصل على نجمة في دليل ميشلان للمطاعم الراقية