الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعي الذكريات ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 5 / 12
سيرة ذاتية


تداعي الذكريات ..!!
الصورة في الكتاب ، هي لجوقة بنات عربيات فلسطينيات من سنة 1958، يقف امامهن عازف اكورديون (لعله يهودي)، وفي خلفية الصورة تجلس على مُنحدر من الأرض ، يُشبه مدرجا طبيعياً، مجموعة كبيرة من الرجال بالزي الشعبي الفلسطيني، بالحطة والعقال. وتحت الصورة كُتبَ : جوقة عربية في مراسيم الاحتفال بيوم الاستقلال في ام الفحم ،سنة 1958.
الصورة موجودة في كتاب باللغة العبرية ،بعنوان: "المجتمع العربي في إسرائيل – من أغلبية الى أقلية قومية" ، إصدار الجامعة المفتوحة.
الكتاب يقدم دراسة نقدية تاريخية لتعامل السلطات الاسرائيلية مع الاقلية العربية ، ولا يحاول تجميل صورة التعامل ،بل يؤكد على أن السياسة الرسمية تعاملت مع العرب ،على أنهم خطر أمني ، يجب قمعه وتشديد الرقابة عليه، لذا فرضت حكماُ عسكرياً تحكم بكل مفاصل الحياة، وكان بوسع الحاكم العسكري أن يعتقل من يشاء متى يشاء، وأن يحرم المغضوب عليهم من الحصول على تصريح للتنقل والعمل . كان الحاكم العسكري يملك مفاتيح الرزق ، يرزق من يشاء من "المَرضِي" عنهم، ويحكم بالجوع على من وُضع اسمه في "القائمة السوداء" .
وأخشى ما خشيه المعلمون في المدارس العربية والموظفون في سلك الحكومة ، هو "ضمهم" للقائمة السوداء، مما يعني عملياً فقدان الوظيفة والشرشحة ..
وأولى ذكرياتي عن الاحتفال بعيد الاستقلال ، كانت عندما كنتُ في الصف الرابع الابتدائي و"شاركتُ" بمسابقة إنشاء قطرية للطلاب العرب ، عن التطور الذي حصل للعرب في دولة اسرائيل ، وأذكر أن "موضوعي" كان عن التقدم في التكنولوجيا الزراعية لدى العرب ... !! السخرية في الأمر ، بأن غالبية الاراضي العربية كانت قد صودرت ، ولم يتبق فلاحون أصلاً ،إلّا قلة قليلة ..!! لقد خسرتُ في المسابقة وفازت طالبةٌ من ابناء جيلي ، كانت تدرس في مدرسة البنات ..
أما الذكرى الثانية ، فهي من الصف السابع ، حينما "تجند" الاساتذة جميعاَ لاحياء يوم الاستقلال، وكان الاستاذ توفيق خطاطاً ماهراً ، "اشترى" له المدير الاقلام السائلة مع "الرِيَش" متعددة الاحجام ،ليكتب على ورق البريستول شعارات بهذه المناسبة . كان يقوم "بعمله" اثناء الدرس( فلا تعليم في مثل هذه المناسبات) يجلس الى الطاولة ويكتب الشعارات بخط جميل. وبعد انتهاء الدرس ،طلب مني أن اغسل "عِدَّة" الكتابة في مغسلة المراحيض ، فوقعت "ريشةٌ" من يدي وسحبتها المياه .. وأُضطررت الى الكذب ، لئلا أحصل على "قتلة " شديدة ، لكن المدير ، لم" يتأخر " عن شراء مجموعة جديدة من الاقلام وريشات الكتابة بالحبر السائل ، لئلا يقع في سين وجيم .
كان الاحتفال مهيباً ، جلس الطلاب جميعاً في ساحة المدرسة التي ازدانت بالاعلام ، وألقى الخطباء كلماتهم التمجيدية ، وانشدت الفرقة المدرسية نشيد " بعيد استقلال بلادي – غرّد الطير الشادي " ، وقدمت مجموعة من الطلاب عرضاً رياضيا شيقاً ، كان من بينهم أخي المرحوم يوسف ..
ما علينا ، كانت المشاركة الزامية للمعلمين قبل الطلاب ، ويتنافس المعلمون في إبداء الحماسة والعمل بنشاط على إنجاح الاحتفال ، لئلا لا سمح الله ، أن ينضموا الى القائمة السوداء ..
وفي الصف الثاني عشر ، وبعد أن هيأت الهيئة التدريسية للإحتفالات الصفية بمناسبة عيد الاستقلال ، رفض الطلاب جميعا تناول الضيافة وغادروا الصفوف . معلنين نهاية اليوم الدراسي ..
لا أعلم بالضبط ، كيف تم تدبير أمر "التمرد " هذا ، لكنني أميل الى أن مجموعة من المعلمين ، الذين طفح الكيل بهم ، قد اوعزوا للطلاب بهذا ..!!
واليوم ، يحتفل اليهود الاسرائيليون بعيد الاستقلال ، لكن العرب يستذكرون في هذا اليوم ، قراهم المهجرة.. ومنهم من يقوم بزيارة قراهم الأصلية في هذا اليوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليكن يوم المصالحة
نضال الربضي ( 2016 / 5 / 12 - 11:26 )
أخي العزيز قاسم،

أتمنى أن يتم حل القضية الفلسطينية بطريقة عادلة و يصبح هذا اليوم: يوم المصالحة. فهذا أفضل.

مودتي لك.


2 - تداعي دعاء وأجواءعام 1958م
غريب بصري ( 2016 / 5 / 12 - 17:13 )

تحية لأهلنا في فلسطين وللأخ الأستاذ قاسم، وأهدي هذا الدعاء من تلك الأجواء

https://www.youtube.com/watch?v=PZEhmiXIQ_8


3 - يا أبا أفنان فقط اسمعني:
أفنان القاسم ( 2016 / 5 / 12 - 17:49 )
لا داعي لكل هذا رجاء، أنتم اليوم إسرائيليون، ولا علاقة لكم لا من قريب ولا من بعيد بالمصالحة التي يشملكم بها الغالي نضال، أنتم لستم عرب 48، ولستم عرب الداخل، هذا ما يريده حكام إسرائيل ليغتصبوا حقوقكم كأبناء لهذه الأرض التي أصبحت إسرائيل، كأبناء لإسرائيل، وليس مفروضًا على أي واحد منكم الاحتفال أو عدمه، فالاحتفال سيبقى عدمه طالما أن حقوقكم أنتم العرب واليهود غيركم ليست واحدة... أشعر بمرارتك وحزنك وغضبك، لكن عليك أنت وكل العرب الإسرائيليين -أكرر الإسرائيليين- أن تكونوا براغماتيين، فتهتز الأرض تحت أقدام الذين يظنون أنفسهم أقوياء عليكم، الجبناء...


4 - الزميل الغالي نضال
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 5 / 13 - 06:21 )
صباح الخير
أتمنى ان يحل ها اليوم قريبا
خالص مودتي


5 - العزيز غريب بصري المحترم
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 5 / 13 - 06:22 )
تحياتي وخالص شكري


6 - الاستاذ افنان العزيز
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 5 / 13 - 06:27 )
صباح الخير وخالص احترامي
يحتاج تعليقك للرد عليه اكثر من مقال . ليس لانني لا اتفق مع مضمونه ، بل بسبب الخلاف في وجهات النظر والمواقف حول قضية -الأسرلة- في المجتمع العربي الإسرائيلي .
الغالبية ترفض ولها أسبابها . لكن على الصعيد العملي البراغماتي فالجميع هو مواطن إسرائيلي .
شكرا على الاهتمام والمقال يتطرق الى ذكريات شخصية ، حيث كان مفروضا على العرب اظهار الفرحة والبهجة في عيد الاستقلال .
خالص تقديري


7 - المواطنة وليس الأسرلة:
أفنان القاسم ( 2016 / 5 / 13 - 10:00 )
يجب رفع الالتباس حالاً عما أدعو إليه، أنا أدعو إلى حق المواطنة للجميع وليس محو الهوية، في فرنسا هناك العديد من الطوائف والأقليات، أفرادها كلهم فرنسيون، وكل طائفة أو أقلية تحتفظ بخصوصيتها، لهذا فرنسا ثرية بتعدديتها وثقافاتها... في الوضع الحاضر لكم حقوقكم قانونيًا وليس عمليًا، هل تعرف لماذا؟ لأن عليكم واجباتكم التي لا تقومون بها، وأهم هذه الواجبات الخدمة العسكرية، ولكن ما أن تقيم إسرائيل السلام مع جيرانها، السلام على طريقتي وليس على طريقة الشيخ حسب الله، تصبح الخدمة العسكرية خدمة مهنية، هنا في فرنسا لا توجد خدمة عسكرية، هناك وظائف في الجيش يتقدم إليها كل الفرنسيين بشتى أصولهم.


8 - لا حقوق بدون واجبات
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 5 / 13 - 10:34 )
عزيزي الغالي الأستاذ افنان
شكرا للتوضيح
لكن السياسة الرسمية تنتهج في معاملة الإسرائيليين من- أصول فلسطينية - (ههه على سبيل المزاح) ،سياسة لا حقوق بدون واجبات ،أي الخدمة العسكرية أو المدنية ، ولو انها غير معلنة بشكل رسمي ..
لقد وضعت في تعليقي السابق كلمة الاسرلة بين هلالين ، لكي يكون واضحا ،بأنني استعمله ، بمعنى آخر .
في نهاية الأمر نحن إسرائيليون مواطنة وفلسطينيون في الانتماء القومي .
لك خالص مودتي وشكري


9 - العزيز قاسم حسن محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2016 / 5 / 13 - 18:12 )
تحية و اعتزاز
مضطراً الجأ لمقالتكم هذه لنشر رابط مقالة الزميل وليد يوسف عطو الذي يمر بمحنة قاسية تحتاج الى وقفة تناسبها...فأعتذر

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=516779


10 - الزميل عبد الرضا الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 5 / 13 - 20:20 )
تحية حارة
قرأتُ مقال الزميل العزيز ،غضبتُ تعاطفتُ لكنني لم اعلق بشيء فقد كان مؤلما أن يصل الظلم الى هذه الدرجة .
اعلنُ ،اضعف الايمان، وهو تضامني ، تعاطفي ومشاعري
شكرا لك والبيت بيتك

اخر الافلام

.. السيسي: مصر تقف ثابتة في محيط إقليمي مضطرب ولم تتخل عن دعم ا


.. الرئيس الفرنسي يدلي بصوته في الانتخابات التشريعية المبكرة |




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أدائه الضعيف


.. الانتخابات الفرنسية.. الأجندات السياسية | #الظهيرة




.. لجنة الانتخابات في موريتانيا: الغزواني حصل على 54.87% من الأ