الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش السوداء تنشط والخضراء معطّلة ..!

علي فهد ياسين

2016 / 5 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


داعش السوداء تنشط والخضراء معطَلة ..!
يستمر مسلسل التفجيرات ونحر الابرياء وسبي النساء وتفجيرالكنائس وتدمير الآثار العراقية وتهريب النفط من قبل عصابات داعش تحت رايتهم السوداء، ويستمر بالمقابل تناحر الأحزاب والكتل السياسية المهيمنه على السلطة في المنطقة الخضراء منذ سقوط الدكتاتورية، ليصل الآن الى ذروته في تعطيل الفعل السياسي المطلوب لمواجهة الارهاب، أحد ابرز نتائج الفساد الذي تسببت به المحاصصة الطائفية المقيته المعتمدة منهجاً لادارة البلاد.
في يوم واحد فقد عشرات الابرياء حياتهم في بغداد والمحافظات نتيجة نشاط خلايا داعش الموصوفة بـ (النائمة)، وأصيب اضعافهم بجروح قاتلة وتم تدميرممتلكات المواطنين تحت أنظار السياسيين والاجهزة الأمنية، التي يعلن قادتها بعد كل (حفلة قتل) خططاً أمنية جديدة لمواجهة الارهاب، ويستبدلونها بعد تفجيرات جديدة في المدن العراقية، فيما ينبري السياسيون المتناحرون للتصريحات الاعلامية النارية التي يطالبون فيها بتغييرالقادة الأمنيين بسبب فشلهم، متناسين دورهم الرئيسي في ارباك الوضع السياسي العام، العامل الحاسم في التدهور الأمني في العراق طوال السنوات الماضية .
في أحدث مثال على مانقول، يأتي اعلان المحكمة الاتحادية اليوم (الخميس) بعد يوم واحد على تفجيرات بغداد يوم أمس، عن تلقيها ثلاثة دعاوى قدمها نواب بـ (عدم دستورية عقد جلستي مجلس النواب)، وثلاثة دعاوى أخرى قدمها وزراء مقالون للطعن بـ (قراراقالتهم لعدم دستورية الجلسة التي اتخذ بها القرار) !!.
هكذا اذن يتفاعل نواب الشعب وقادتهم في المنطقة الخضراء مع جرائم داعش التي تفتك بالعراقيين داخل بغداد والمدن العراقية الأخرى، ويستمرون بانشغالهم بدستورية عقد جلسات مجلس النواب من عدمها، ودستورية اقالة وزراء من عدمها، أما دماء ضحايا الشعب وممتلكاتهم فهي لاتمثل لهم قدسيةً ولارادعاً لصراعاتهم على الكراسي والمكاسب التي أدمنوا عليها في منطقتهم الخضراء الآمنه والمحصنة ضد الارهاب طوال السنوات الماضية .
المشهد السياسي العراقي اليوم منقسم بالطول والعرض، وهو حال فريد لامثيل له عالمياً، البلد يواجه ارهاب شرس وغير مسبوق ويهدد كيان الدولة ويستهدف الشعب في عموم الساحة العراقية، فيما ينشغل السياسيون في منطقتهم الخضراء( الآمنة والمحصنة) بمناكفاتهم وصراعاتهم وكأنهم يحكمون بلداً مستقراً أمنياً وأقتصادياً، ويتسابقون في استعراض (وطنيتهم) وفلسفتهم في ادارة المؤسسات الحكومية، وهم يعرفون بالمطلق أنهم وأحزابهم وكتلهم كانوا أساس البلاء الذي يعاني منه الشعب العراقي بعد معاناته لعقود من الدكتاتورية.
قد يعتقد البعض ان انقسام البرلمان وتداعياته الآن هو مؤشرعلى اصلاح شأن (سكان) المنطقة الخضراء ليكونوا حكاماً نافعين لشعبهم مستقبلاً، تحت عناوين نبذ الطائفية وانهاء المحاصصة ومحاربة الفساد والقائمة تطول وتطول، لكن ذلك سيكون (اضغاث أحلام) طالما أن أسبابها كانت بعض نتائج الحراك الجماهيري الذي هدد اركان العروش الفاسدة والباذخة بالاستقرارطوال السنوات الماضية، وما الانقسام في البرلمان الا مرحلة أولى من (تدارك) النتائج فيما لو استمرالحراك في وتائره المتصاعدة، وهي مناورة قابلة لـ (المواجهة أو الاستسلام) ومعتمدة على زخم الحراك الجماهيري الذي سيكشف الجميع !.
الأصل في التغييرهو فتح الابواب والشبابيك ليدخل النور القانوني الكاشف للفساد العام الذي دفع الشعب فواتيره القاسية والطويله، ولايُعقل أن شبابيك المنطقة الخضراء تُفتح من الداخل !!.
علي فهد ياسين










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا