الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ومضة من ازمة اليسار العربي

عمر سلام
(Omar Sallam)

2016 / 5 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


ومضة من ازمة اليسار العربي
عند غياب النظرة الشمولية للقضايا نتحرف الرؤيا عن المسار الصحيح، ويصبح التطبيق مشوشا، وينزلق صاحب التطبيق المشوش الى منحدر الاتهام، ويصبح متهما بانه يساري من جهة ولا هو بيساري من جهة أخرى وتقدمي من جهة ولا هو بتقدمي من جهة أخرى.
ويبدأ بخوض تحالفاته المبنية على رؤية خاطئة لتصبح تحالفات خاطئة ويصبح عدوه الاستراتيجي المتمثل ضمن رؤيته هو بقوى رجعية وكمبرادورية حليفا جديدا، وعندها لا يستطيع اليسار الاختباء بعباءة اليسارية والتقدمية بل يصبح واجهة بل أداة في ايدي اعدائه ينفذ مهام اعدائه ويبدأ اعداؤه يمدونه يكل وسائل الدعم اللوجستي، ليس لأنه يساري ويحمل رؤية تقدمية للمجتمع ولكن لأنه يمثل ارادتها على الأرض وينفذ ما تريده هي وليس ما يريده هو.
وبدأ اليسار بالتخبط في الرؤية قبل انهيار الاتحاد السوفييتي. لانعدام الرؤية الشمولية لديه. والرؤية الشمولية تعني رؤية القضية من كافة جوانبها وليس من جانب واحد فقط. وهنا المطب الرئيس الذي وقع به.
فوجود الاتحاد السوفيتي ساهم في جعل هذا اليسار بيروقراطي برؤية جامدة اخذ السياسة الخارجية لدولة تعتبر عظمى وبنى عليه سياساته العامة وهذا كان بداية فقدان الرؤية الشمولية لهذا اليسار واعتمد الرؤية باتجاه واحد واخذ يبتعد عن السياسة الداخلية للبلدان المتواجدين فيها. لدرجة ان الحزب الشيوعي المصري حل نفسه عندما رأى انقلاب مجموعة من الضباط تطيح بالملكية وبدء تقربها من الاتحاد السوفييتي. وما حدث مع الحزبين الشيوعيين في سوريا والعراق عندما دخلوا في جبهة وطنية مع حزب قومي اخذ لاحقا بتهميشهم. وكان مقياسهم السياسة الخارجية لهذه الدول القريبة من الاتحاد السوفييتي وتحول نضالهم من نضال سياسي عام الى نضال مطلبي. مما أدى لهذه الأحزاب ان تتقوقع على نفسها وتبتعد عن الجماهير وما رافق هذه الحالات من انقسامات داخل هذه الأحزاب مما زاد بعدها عن الجماهير وعن اصدقائها من هذه الجماهير.
واذكر خطابا متلفزا على التلفزيون السوري في بداية الثمانينات لخالد بكداش الأمين العام للحزب الشوعي السوري الام الذي خلف عدة أحزاب شيوعية مخاطبا فيها الرئيس السوري (نريد ان نطبع ونوزع صحافتنا يا سيادة الرئيس).
علما انه في الجبهة الوطنية التقدمية التي تحكم البلد قبل عشر سنوات من هذا الخطاب. فما معنى وجده في جبهة متحالفة مع نظام يمنعك من طباعة صحافتك.
وتجربة اليمن بعد ان استلم فيها الحزب الاشتراكي اليمني ثم سلم اليمن على طبق من فضة لنظام قمعي يعتبر بمنظاره رجعي ويميني.
وكأن اليسار يريد ان يقول للناس انا لا أستطيع ان اقود بل انا لا يمكن ان أكون الا مقاد.
ولم يتعظوا من جارهم الايراني حيث انقض الخميني ومجموع الآيات والملالي في إيران على الحزب الشيوعي الإيراني والأحزاب اليسارية الإيرانية وهم أصحاب الثورة وأصحاب حراك الجماهير.
وهذا ما حصل لاحقا مع اليساريين العرب في رؤيتهم لماسمي بالربيع العربي اذ رأوا ان حركة الجماهير لإسقاط الأنظمة رؤية إيجابية دون ان ينظروا من هي القوى المحركة وما هي ابعاد هذه الحركات وما يمكن ان تودي اليه.
اذ لم يعد غريبا ان ترى بعض أعتى اليساريين يعقد مؤتمر في عواصم أعتى الدول رجعية في العالم. واعلام هذه الدول أصبح مكرس لهم لا لينشروا الأفكار اليسارية ولا الأفكار التحررية بقدر ما هم ابواق يعزفوا نوتة متناغمة مع ميلودي معد مسبقا من هذه الدول.
وبعد ست سنوات من عمر الحراك الجماهيري آن لليسار ان يرى القضايا برؤية شمولية بعيدا عن الرؤية الأحادية التي أودت باليسار نفسه وابعدته عن الجماهير وحرمت الجماهير من تلقي الفكر الصائب الذي يحملها على التحرر الفعلي. وهو أي اليسار يتحمل مسؤولية ترك هذه الجماهير للتيارات الدينية تعبث بها كيفما تشاء وتحول وعيها الى وعي بدئي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من إدارة الطيران الأميركية بسبب -عيب كارثي- في 300 طائ


.. استشهاد 6 فلسطينيين بينهم طفلتان إثر قصف إسرائيلي على منطقة




.. كيف سيكون رد الفعل الإسرائيلي على إعلان القسام أسر جنود في ج


.. قوات الاحتلال تعتقل طفلين من باب الساهرة بالقدس المحتلة




.. شاهد: الأمواج العاتية تُحدث أضراراً بسفن للبحرية الأمريكية ت