الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام والواقع

جهاد علاونه

2016 / 5 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


يقول أحد الخبراء أو الحكماء: المليارات التي تم إنفاقها على الأفلام من أجل تصوير الواقع وتمثيله لو تم إنفاقها على الواقع لغيرت الواقع نفسه.
والمليارات التي تنفقها دول الخليج العربي على الإرهابيين في سوريا والعراق وليبيا ومصر من أجل قلب أنظمة الحكم لو تم إنفاقها على فقراء تلك الدول لتغيرت حياة الناس من الشِدة إلى الرخاء ومن الفقر إلى الغنى ومن الجوع إلى الشبع,والمليارات التي تنفقها دول الخليج العربي على بناء المساجد ودور تحفيظ القرآن في معظم بقاع الدول الإسلامية لو تم إنفاقها على الفقراء في تلك الدول لتغيرت حياة الناس ولتراجعت أعداد الجرائم ولتناقص عدد نزلاء السجون في تلك الدول,ماذا نستفيد من بناء المساجد والمعابد ودور تحفيظ القرآن والناس تعيش في الفقر المدقع!! إننا أمام تجربة واضحة جدا وهي أن تلك الدول التي تزداد فيها أعداد المساجد لا يمكن لهذه المساجد بعد التجربة والملاحظة والخبرة أن تساهم في عدد تراجع جرائم القتل والنصب والاحتيال, الشيكات ترجع من البنوك بدون رصيد, والشباب اليافعون يجلسون على الطرقات لاحتساء الخمر وشرب الحشيشة (الجوكر) و(الصاروخ) والمخدرات, وأنا أعيش في قرية في كل 500 متر طولي هنالك مسجد شامخ بقبته أو مئذنته ومع ذلك شباب الحارة يتناولون المُسكِرات من أجل أن ينسوا همومهم وآلامهم وفقرهم وحياتهم البائسة وبسبب تلك الممارسات ترتفع أعداد جرائم القتل والنصب والاحتيال والسرقات, أنا صحيح أنني علماني ولكن لست ملحدا أحارب انتشار الكنائس والمساجد ولكن على الأقل أنا ألاحظ ملاحظات دقيقة والتجربة أكبر دليل وبرهان ذلك أن الجوع هو فعلا أبو الكفار, الجوع والفقر يساهمان فعلا في انتشار الجريمة بين أفراد المجتمع, شاب يافع يقتل أباه...شاب متزوج يقتل أمه وأباه...جريمة قتل بسبب النصب والاحتيال...هذا ما تطالعنا به الصحف اليومية والإخبار المنشورة على المحطات الفضائية الخاصة بنشر الأخبار, نحن نعيش في عالم كئيب جدا لم تُغير فيه المساجد من طبيعة الأنفس المريضة, يدخل الشباب إلى المسجد ورؤوسهم وقلوبهم ممتلئة بالإيمان ولكن سرعان ما يدخل الشيطان قلوبهم لينقلبوا على تربية المساجد وأبواق المساجد لأن ظروف الحياة صعبة وتدفع الشباب لارتكاب عدة جرائم إما القتل وإما السرقة وإما النصب والاحتيال, وعدم المؤاخذة لم تستطع المساجد أن تغير الواقع بل الواقع يستمر بالتقدم نحو الأسوأ, أنا لستُ ضد انتشار المساجد فالناس أحرار بأديانهم ولكن تلك المساجد لم تغير لنا الواقع للأفضل ولا أقول أنها هي الأسوأ ولكن أقل ما يمكن أن أقوله أن معدلات الجريمة في ارتفاع مستمر وعدا عن ذلك أسلوب أو أساليب المجرمين تتطور وأسلوب الجريمة تتطور ومن الممكن في غضون سنوات قليلة أن ننتقل إلى أسلو الجريمة المنظمة, أو لنقل من الممكن وهذا قد حصل فعلا حيث تطور المجرمون إلى أساليب أخرى وهي ارتكاب الجريمة المنظمة .
طبعا الأسباب التي تؤدي إلى الجريمة واضحة وهي الفقر, ولا نستطيع القول بأن الفقر وحده من يؤدي إلى ارتكاب الجريمة فهنالك أثرياء مجرمون وأغنياء ارتكبوا جرائم قتل وسرقة ونهب وأغلبية المفسدين والحرامية الذين يرتكبون الجرائم هم من الفقراء ولكن هنالك أيضا نسبة من الأثرياء يسرقون وينهبون, وهنا نأتي إلى مربط الفرس وهو أن الغني والفقير يرتكبون الجرائم ولكن دوافع الجريمة أغلبها بسبب الفقر وأكثر مرتكبيها من الفقراء وبسبب الجوع والفقر وهنا مربط الفرس مرة أخرى حيث الغني والفقير كلهم يصلون في المساجد جنبا إلى جنب في صفٍ واحد وكأنهم بنيانٌ مرصوص ولكن المسجد لم يستطع أن يكبح جماح انتشار الجريمة من قتل وسرقة وزنا واغتصاب, هنالك طبيعة بشرية وميولات وانحرافات حقيرة عند الفقراء والأغنياء ولكن على الأقل الهدف الأساسي من بناء المساجد هو من أجل التربية وإعداد الشخصية المسلمة وبناء الشخصية المسلمة للفئتين الفقراء منهم والأغنياء ذلك أن توجه الأيديولوجيات الفكرية الإسلامية ليس خاصا بالفقراء أو الأغنياء بل هو خاص بكافة الفئات العُمرية والطبقات الاجتماعية إلا أن النتائج التي أمامنا تشير إلى أن المساجد وملايين الخُطب والوعظ والإرشاد لم تكبح جماح النفس البشرية ولم تخفف من حدة توتر الإنسان المسلم الفقير منهم والغني ولم تعمل على بناء الشخصية السوية أو بناء الشخصية المسلمة, وبالتالي نحن ومن هذا المنطلق نحاول أن نعمم الوعي الاجتماعي من خلال تأسيس نظام مؤسسات المجتمع المدني التي لا تحكم الناس بالنار وبالحديد بل من خلال التعاون بين كافة مكونات الدولة المدنية الحكومة والمواطن التي تعتبر المواطن هو أحد أهم مكونات الدولة المدنية العصرية.
إن أسباب التدهور الاجتماعي واضحة المعالم جدا وهي أن دول البترو دولار الخليجية تنفق أموالها على الإنفاق العسكري وعلى بناء مصحات دينية لا تساهم تلك المصحات الدينية في الحد من الفقر وكبح ميولات وانحرافات الشباب والنتيجة أمامنا ظاهرة على أرض الواقع وما تنفقه السينما من أعمال أدرامية من أجل تصوير الواقع وتمثيله لو أنفقت على الواقع نفسه لغيرته من جذوره والأموال التي تُهدر على بناء المساجد لو تم إنفاقها على الفقراء ومراكز الرعاية الاجتماعية وصناديق التنمية الاجتماعية لساهمت هذه الأموال في الحد من نسبة انتشار الجريمة.
نحن نعيش ضمن مجتمع يؤمن بالتبرعات من أجل بناء المساجد ولكنه لا يؤمن بالتبرعات للفقراء وللمنحرفين, وأهم شيء المنحرفون اجتماعيا وأخلاقيا ضمن انتشار أخلاقيات تختلف عن المعايير المتبعة تقليديا كل مجتمع على حسب معاييره الأخلاقية الخاصة به, لو أعطينا التبرعات والصدقات للعاهرات لكفت العاهرات عن بيع اللحم الأبيض والأسمر والأشقر في غُرف حمراء وكوفي شوبات ومنتجعات وبيوت مستأجرة عبارة عن شقق مفروشة فتلك الفئة من النساء يبعن أجسادهن بسبب العازة والفقر المدقع, وطالما أن الأثرياء لا يتبرعون بأموالهم إلا من أجل بناء المساجد طالما كان الحمل على الناس ثقيل جدا ويقول المثل ( اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع).
لقد كان جوناثان سويفت على حق حينما قال: لدينا ما يكفي من الدين لجعلنا نكره، لكن ليس ما يكفي لجعلنا نحب بعضنا البعض.
إن أساس تربيتنا الدينية مبنية على الكراهية, أي كراهية الآخر, كراهية المختلفين مع الاستلام عقائديا وفكريا وكراهية الناس ولا يوجد عندنا تسامح ديني أو عرقي أو اجتماعي أو تسامح سياسي بل قطع رؤوس المختلفين مع الإسلام وقطع يد السارق بدل إحالته لصندوق المعونة ومراكز الإصلاح والتأهيل الاجتماعي ورجم الزانية من قِبل رجال هم أصلا زناة وأبناء زنا, إننا في مجتمع أو في دولة تبني مشاريع استنزافية تستنزف موارد الدولة ولا تتجه تلك الدول لبناء مشاريع إنتاجية تزيد من حجم الإنتاج وتحسين قدرات المُنتج والإنتاج , المليارات التي تنفق على التسليح ودعم الإرهاب وبناء دور العبادة تكفي لبناء أضخم المصانع الإنتاجية في العالم كله ولو تم استخدامها في دعم ثقافة حقوق الإنسان وصناعة الكتاب واستخدام مخرجات البحوث العلمية ودعم البحث العلمي والجامعات والكليات والمعاهد في كافة التخصصات لجعلتنا تلك الأموال في مصاف الدول العظمى التي تهتم بالبيئة وصحة الإنسان ورعايته, وبدل توجيه تهمة العداء للغير للمختلفين مع الإسلام فكريا وسياسيا لتم من خلال ذلك توجيه تهمة العداء بحق الملوثين للبيئة والاهتمام بالنظام البيئي المحيط بنا,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - واوووووو
ىنور ( 2016 / 5 / 13 - 14:14 )
انت مو طبيعي في كتاباتك انت اسطورة سيسجلها التاريخ


2 - انها حقيقه
على سالم ( 2016 / 5 / 13 - 23:03 )
اتفق معك تماما فى ان السبب الرئيسى فى تخلف وتدهور المسلمين والبلاد الاسلاميه هو دين الاسلام نفسه وتشريعاته البدويه الارهابيه والاجراميه الغبيه


3 - الواقع زائف ولايستدل بأخطاء مسلمين على الاسلام
عبد الله اغونان ( 2016 / 5 / 14 - 00:08 )
المبدأ اذا صح لايضيره شيئا اذا حرفه الناس
اذ لوصح هذالاعتبرنا انعدام الصدق لأن جل الناس يكذبون
الشخص الذي يعيش في وسط فاسد ينسب ذلك الى القيم التي يؤمن بها المجتمع
الكاتب لايتحدث عن الكراهية لدى صهاينة وامبرياليينولاينسب ذلك الى عقيدتهم من يهودية ومسيحية
هو غالبا يخلط الذاتي بالموضوعي يتحدث عن نفسه كثيرا وعن عقيدة نشأ عليها ثم انقلب على عقبيه
كل تحليلاته لن تكون منطقية ولاعقلانية ولاموضوعية وغير علمية
انها رد فعل غير محسوب تحتاج الى دراسة نفسية


4 - مين الواقع
ابوعمرو ( 2016 / 5 / 18 - 23:27 )
لأول وهله بس قرأت عنوان المقال تبادر الى ذهني انه يتكلم عن علاقة شخص واقع بالاسلام ، والشخص الواقع باللهجه العامية الاردنية كما تعلم يا ابا علي هو الانسان الاهبل ، وسامحني ياعزيزي اباعلي ولكن حقيقة اعتقدت خطأ بأنك تتكم عن نفسك وعلاقتك بالاسلام

هههه

اخر الافلام

.. 5.4 مليار دولار تكلفة السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة


.. تصاعد الانقسامات السياسية.. حرب غزة لم تنجح في توحيد الصف ال




.. طفلان يختبئان داخل تنورة والدتهما من البرد في غزة


.. كتائب القسام تعلن أن مقاتليها قطعوا إمداد قوات الاحتلال شرق




.. الترجي التونسي يستضيف الأهلي المصري في ذهاب الدور النهائي|#ه