الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريق المسدود . . والسيناريوهات المحتملة

ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)

2016 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


انها ليست ثورة الجياع التي حذرنا منها منذ وقت ليس بالقصير ، ولكنها انتفاضة شعبية هزت عروش اباطرة الاحزاب المزعومين وبينت للقاصي والداني كم هي واهية هذه العروش الورقية . فأنهارت التحالفات الشيعية الكردية والسنية . تحالفات من اجل السلب والنهب وليست من اجل البناء والاعمار . . ومما عزز هذه التحالفات الواهية المحاصصة الحزبية من خلال تقسيم الوزارات وثروات البلد . . هذا لك ، وهذا لي ، ولا شيء للشعب . ان الدستور قد ساهم بصورة فعالة لتكريس هذا الوضع ، حيث تم حصر كل السلطات بيد رئيس الوزراء مع حرمان رئيس الجمهورية من اي سلطة فاعلة . وقد ساهمت المحكمة الاتحادية بتكريس هذا الوضع ايضا من خلال تفسيراتها المخالفة لروح النص الدستوري ، فعطلت وظيفة البرلمان في التشريع ومحاسبة الحكومة ووزرائها . كما اصبحت الهيئات المستقلة منحازة كليا الى صاحب السلطة الفعلية ، هذه السلطة التي استغلها رئيس الوزراء السابق ابشع استغلال ، فبدد ثروات البلاد ، وقسم الوطن والمواطنين ، وسمح لشركائه بالافساد في كل مكان مقابل غض النظر عن تصرفاته المشبوهة . كل ذلك من اجل تعزيز سلطته المطلقة في محاولة حثيثة منه ليكون الوريث غير الشرعي للدكتاتورية التي لفظها الشعب . وبعد ان تمزق الوطن والشعب ، وبعد ان ضاعت ثروات البلاد كلها ، تقرر من خارج الحدود تبديل رئيس الوزراء بآخر ضعيف الشخصية لا حول ولا قوة له . وقد انيطت به كل هذه المهام الجسام وفق الدستور وتحريفات المحكمة الاتحادية . واضيفت له مهام اخرى لتصحيح الاوضاع التي تسبب بها خلفه من خلال ممارساته الخاطئة في ادارة الدولة والثروة على مدى السنوات العجاف الثمانية التي حكم بها البلاد. .
الان وبعد هذه الانتفاضة الصغيرة انهار البناء الهش للدولة ومؤسساتها الكارتونية . لا برلمان ولا حكومة ولا قيادة رشيدة. . الخراب عم كل ارجاء العراق. ، هذا الخراب الذي يتعذر اصلاحه بأدوات فاسدة وجاهلة وفي ظل احزاب وتكتلات مهزوزة . انه الضحك على الذقون طرح موضوع الاصلاح. . فمن يصلح من. ، الكل فاسد والكل يتربص بأية مساعدة مالية خارجية للاستحواذ عليها .انهم الان ينهبون الغريق حتى العظم. . من ينظر الى وضع هذا البلد بعين فاحصة يدرك تماما انه سائر بخطى سريعة نحو الانهيار التام . . وما نجده الان من ظل للسلطة او الحكومة هو الآخر آيل الى التحلل ، ومما يزيد الطين بلة ان الكل مسلح وكل فريق يتربص بالفريق الاخر. . وشرارة واحدة ستشعل البلد بحريق هائل لا سامح الله ، ان هذا على وشك. الحدوث في اية لحظة .
اذا" ما الحل بعد كل هذا. . هل هناك من مخرج معقول . ان السيناريوهات المحتملة لانهاء هذا الوضع الخطير لا تخرج عن احتمالات ثلاث :-
اولا . ان يكون هناك انقلاب عسكري . وهذا شبه مستحيل. ، لان الجيش لا يمثل القوة الوحيدة في البلاد. ، وان هناك فصائل مسلحة كثيرة تزاحمه ومستعدة للصدام في اي لحظة مما سيخلق فوضى عارمة لا نهاية لها .
ثانيا. . ان يتم توافق دولي واقليمي على التغيير. واخراج البلد من نقطة اللا عودة هذه ، من خلال تشكيل حكومة مؤقتة من خارج الاحزاب والتكتلات الحالية. . تتولى اعلان حالة الطوارئ ، وايقاف العمل بالدستور ، وحل البرلمان. . تكون برئاسة شخص مهني مستقل مع تعيين حاكم عسكري ومجلس سيادة . كما يتم تشكيل محكمة خاصة لمحاسبة الفاسدين والمتسببين في انهيار الدولة بتهمة الخيانة العظمى. . وتعديل الدستور بشكل يضمن تقاسم السلطة بين رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية. ، وعلى غرار التجربة الفرنسية على سبيل المثال ومن اجل تلافي حصر السلطة بيد شخص واحد. .
ثالثا. . اذا تعذر ذلك فلننتظر الثورة. . ان الشعب يغلي وانكشفت كل الاوراق امامه. ، واذا ما قامت الثورة فستكون عنيفة ودموية. ، لا تبقي ولا تذر . ان الطغمة الحاكمة الان من حكومة وبرلمان ومجلس قضاء لا يمكن ان تخرج بالطرق السلمية . لان الحكام عندنا قد تبنوا ومنذ وقت طويل مقولة ان من يأتي على ظهر الدبابة لا يخرج الا بدبابة مثلها، او القوة .
ادهم ابراهيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هبوط طائرة مدنية في مطار بيروت تزامنا مع الغارات الإسرائيلية


.. كاميرات مراقبة توثق هلع حيوانات لحظة قصف ضاحية بيروت الجنوبي




.. أين الدور العربي مما يحدث في لبنان؟


.. حدث يقام لأول مرة في فرنسا منذ 33 عاما.. استضافة قمة الفرانك




.. لحظة انضمام إيلون ماسك للتجمع الانتخابي لترمب في بنسلفانيا