الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميراث المرأة و العنصرية الدينية البغيضة

منال شوقي

2016 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لما كانت الأديان ذكورية المنشأ و الإنتشار كان بديهياً أن يميز مبتكروها بين الرجال و النساء علي أساس أن إنتشار الدين كان منوطاً بالرجال فهم من يحاربون أعداء هذا الدين و يتوسعون و يغنمون و يدافعون عن المنظومة الدينية و التي تشكل دستور و أيدولوجية الجماعة .
لم يكن للنساء أي فائدة من المنظور الديني سوي إنجاب الأطفال و هكذا نجد أن الطرح الديني فيما يخص النساء قد إنصب علي الرؤية الجنسية للمرأة في معظمه ، فالمرأة لم تكن تحمل السلاح للدفاع عن الجماعة و الأرض و الأيدلوجية و الدستور أو الدين الذي يحكم هذه الجماعة و يحمي أرضها و يصون أيدلوجيتها .
و لم يكن غريباً إذن أن يُعلي الدين من قيمة الرجل و يميزه علي حساب المرأة و الرجل هنا بالنسبة للدين هو الجندي الذي يُكسبه الوجود و الإنتشار و الحماية .
و في هذه المجتمعات البدائية التي لم تعرف نظام الدولة و مؤسساتها و لا القوانين و احترامها كان ضرورياً أن تسن الأديان قوانين معتنقيها ، بل كانت الأديان نفسها ضرورية لضمان طاعة و امتثال أفراد الجماعة لهذه القوانين مما يفسر أن مبتكريها كانوا يتحدثون بلسان الإله ككائن فوقي ذو قدرات أعلي من تلك التي للبشر و ليس بألسنتهم هم لضمان خضوع أفراد الجماعة لذلك الدين أو الدستور .
و من هنا نشأ تمييز الرجل عن المرأة في الميراث في اليهودية ثم الإسلام فيما بعد بوصفه مُستقي و منقول في معظمه عن اليهودية .
فاليهود كانوا قبائل بدوية تحترف الرعي و كذلك كان المسلمون في عصر واضعه محمد و معروف أن القبائل البدوية التي تحتترف الرعي ليس لديها الفرصة لتكوين مجتمعات ثابتة ذات أسس حضارية تصلح لأن نطلق عليها دولة .
و علي العكس من ذلك كان قدماء المصريين قد توصلوا لإقامة الدولة بكل مقوماتها فعرفوا القوانين و نظام التأمين الصحي و الإجتماعي و الوزارات و المدارس و كل ما من شأنه أن يكرس لحضارة و بالتالي نجد أنهم قد ساووا بين الرجل و المرأة في الميراث مما يجعلنا نستنتج أن المجتمعات المتحضرة كانت دائماً تحرص علي المساواة بين الجنسين .
.
و من التلفيقات و التبريرات التي يسوقها وارثي الثقافة البدوية من أن تمييز الرجل عن الميراث لأن أعبائه المادية المكلف بها تفوق تلك التي للمرأة و يستدلون علي ذلك بمفاهيم هي من صميم أديانهم كمسألة المهر و الذي هو تشريع إسلامي أشبه بالبيع و الشراء فلا محل له من الإعراب اليوم ، فما استمتعتم به منهم فأتوهن أجورهن لم يعد يصلح لنا اليوم و كان مناسباً لمجتمعات البدو التي لم تكن للمرأة فيها أي فائدة سوي إسعاد الرجل و إنجاب الأطفال فالمرأة اليوم ليست كائن إعتمادي بل تكسب رزقها و قادرة علي إعالة نفسها و لا تتزوج بهدف أن تجد من يوفر لها المسكن و المأكل و الملبس .
ثم إن المرأة في معظم دول العالم المتحضرة تنضم للجيش و تثبت كفاءة في القيام بواجبها فلا تنقصها المهارة و لا الشجاعة و عصر الحرب بالسيف و القوة البدنية قد ولي و لن يعود .
لذا كان واجباً علينا أن نتطور و نغير موروثاتنا التي لم تعد تصلح للعصر و خاصة إذا علمنا أن المرأة تشارك اليوم في الأعباء المادية للإسرة تماماً كالرجل بما معناه أن هذه الأسر لا تستطيع الصمود إن هي إكتفت بدخل الرجل فقط و ليس هذا فحسب بل إن نسبة لا يًستهان بها من الأسر في كل المجتمعات الشرق أوسطية تعولها إمرأة بمفردها ، في المجتمع المصري 33% من الأسر علي سبيل المثال تعولها النساء كما تقول الإحصلئيات .
فلا الثمن الذي كان الرجل يدفعه لأهل المرأة من أجل الزواج بها أصبح يناسبنا و لا القوة البدنية للرجل المحارب بالسيف و الرمح أصبحت مبرراً لكسب حرب في وجود الأسلحة المتطورة و لا المرأة مازالت ذلك الكائن الضعيف الإعتمادي الذي يعيش عالة علي الرجل .
أما المتشدقين بمقولة أن المرأة في الإسلام ترث أحياناً أكثر من الرجل فأقول لهم أن من أبجديات عقد المقارنات أن نثبت جميع المتغيرات كي تكون المقارنة صحيحة .
فالقول بأن الإبنة ترث أكثر من الجد لا يختلف عن القول بأن المديرة تحصل علي مرتب أكثر من الفراش الذي ينظف مكتبها ، و لكي تكون المقارنة خالية من الغش و التدليس لابد أن يكون طرفيها من نفس الشريحة فنقارن ميراث الإبنة بالإبن و الأخت بالأخ و هكذا .
و ما يثير عجبي حقاً هو التدليل علي إنصاف الإسلام للمرأة بمقارنة وضعها في اليهودية مع مثيله في الإسلام و لهؤلاء أقول : و ما العجب في ذلك و قد سرق محمد أحكام شريعته من اليهود !
فاليهودية و الإسلام من نفس المستنقع و عما قريب سنصل لمستوي من الوعي يجعلنا نرفض هذا الميراث البغيض ، ميراث المجتمعات البدوية العنصرية البدائية و لعل مشروع القانون التونسي للمساواة بين الرجل و المرأة في الميراث هو الحلم الذي يقترب من التحقيق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظة
عبد القادر أنيس ( 2016 / 5 / 15 - 01:01 )
في الحقيقة، وأمام الحجج الدامغة حول تغير الظروف وتساقط الحجج القديمة وما تقتضيه من تغير الشرائع مثل تطور الدور الاقتصادي والاجتماعي للمرأة اليوم وإثبات أهليتها وكذب القول بضعفها النفسي والعقلي والبدني وما يقتضيه من ضرورة تغير وضعها الاجتماعي، لا يجد رجال الدين الإسلامي اليوم أي حجة جديرة بالاحترام، ولهذا يفضلون مواصلة معاداة التغير والتطور حتى تبقى الأحوال متخلفة بدوية شبيهة أو أقرب إلى تلك التي تأسس فيها الإسلام.
حيلتهم هي إذن محاربة التطور حتى لا يجدوا دينهم في تناقض مع حقائق الحياة والعلوم.
هذا حال الدجال شعراوي وهو يتحايل ويخادع:
https://www.youtube.com/watch?v=CFXloWfY1Nk
وهذا سبب معاداة الأديان للتطور والعلم عموما في كل زمان ومكان.
خالص تحياتي


2 - مللنا
ايدن حسين ( 2016 / 5 / 15 - 01:05 )

و الله لقد مللنا .. من مناقشة القضايا
سواءا بالسلب او بالايجاب
مللنا من اثارة القضايا
و مللنا من ايجاد الحلول لهذه المشاكل
و مللنا من سماع التبريرات و الترقيعات
و مللنا من الرد على هذه التبريرات
هناك كاتب في هذا الموقع .. كان يدعو الى ان نحاول الانقراض
كان يدعو الى انقراض الانسان
حينها فقط .. نستطيع انقاذ الاجيال القادمة من خوض هذه الحياة المملة
مناقشة .. و مناقشة المناقشة .. و سماع الردود .. و مناقشة الردود .. و رد على الردود
حلقة مفرغة غبية .. لا حل و لا حقيقة .. و لا اي شيء
كلام فارغ نجتره .. سواءا كنا مؤمنين ام ملحدين
و سامحيني يا منال .. و سامحني يا ابراهيم .. و يا سيد شهير
و احترامي
..


3 - تعليق 2
ايدن حسين ( 2016 / 5 / 15 - 01:18 )

ماذا سيحدث لو ان ميراث المراة تساوت مع ميراث الرجل
هل سينهد السموات على الارض
هل سيزداد عدد القتلى .. هل سيزداد عدد الفقراء و البائسين
لماذا لا نتطرق الى جدوى كون ميراث المراة نصق ميراث الرجل
ما فائدة ذلك
و ما العيب لو ان الميراثين تساوتا
فكروا رجاءا بعيدا عن التشنج
..


4 - الهم والغم
على سالم ( 2016 / 5 / 15 - 01:45 )
اخر اخبار المحروسه الشؤم , لقد قرر السيد وزير الاوقاف المصرى الارهابى بناء اكثر من الف جامع ؟؟؟ فى ربوع مصر ويبدو ان هذا ضمن صفقه الملك السعودى الوهابى مع رئيس مصر والذى تبدو معالم البلاهه والغباء واضحه فى وجهه , كم سوف يتكلف بناء هذه المساجد الشيطانيه الشريره , اكيد مليارات , الا كان الافضل ان تستخدم هذه الاموال الطائله لمساعده الجياع والمرضى والعشوائيات واطفال الشوارع واعدادهم بالملايين والعاطلين والبؤساء


5 - إلى السيد: ايدن حسين
سيد شهيـر ( 2016 / 5 / 15 - 09:41 )
-ماذا سيحدث لو ان ميراث المراة تساوت مع ميراث الرجل- و ماذا سيحدث إن عصيت الرحمن ؟


6 - قانون الاحوال الشخصية سنة 1959
احمد السيد علي ( 2016 / 5 / 15 - 09:45 )

تحية طيبة

ربّما غاب عنك سيدتي ، قبل تونس بستة عقود أصدر الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم في العراق قانون الأحوال الشخصية
تجاوز فيه الشريعة الإسلامية بقانون المساواة بين المرأة والرجل في حق الميراث والشهادة في المحكمة وبقي ساريا طيلة أيام حكمه الى أن جاء البعثيون في انقلاب سنة 1963 فألغوا قانون الأحوال الشخصية الذي كان بحق سابقة لأول دولة عربية وإسلامية في العصر الحديث


7 - تعليق الى سيد شهير
ايدن حسين ( 2016 / 5 / 15 - 11:27 )

هل حقا .. يمكنك ان تصدق .. ان الرحمن يهتم بهذه الامور البسيطة
طيب .. الا يقدر الاخ ان يتنازل عن بعض حقه لاخته .. و اقول اخته و لا اقول عدوته
لكي نستطيع ارجاع الميراث الى المناصفة بينهما
هل يمكن ان يرفض الرحمن هذا الحل ايضا .. يا سيد شهير
لا ادري لماذا لا تريدون التفكير بشكل متطور قليلا من الان فصاعدا
و احترامي
..


8 - ملكات اليمين
emad.emad ( 2016 / 5 / 15 - 12:38 )
قديما فى عصر الحضارات الفرعونيه واليونانيه والفنفقيه والاشوريه
كانت المراءه ملكه
عشتار نفرتيتى كليوباترا بلقيس وغيرهم من الملكات التى حكمن بلادهن
جاءت اليهوديه جعلت المراءه تابعه
احقاقا للحق حسب تاريخ اليهود كانت المراءه قاضيه وملكه
الاسلام جعل المراءه من ملكه حاكمه الى ملكه يمبن سبيه
تباع وتسترى
حتى هذه اللحظه التى اكتب فيها هذا الكلام
واللحظه التى يقراء فيها هذا الكلام
العلبوديه حلال فى الاسلام
حقوق الرجل مهدره فى الاسلام قبل حقوقالمراءه
الولاء والبراء للحكام
لكن الذى ازعجنى من متابعات القراء
هو بدلا من اظهار دور المراء فى المجتمع
ودور المراءه فى تكوين المجتمع وانشاء الحضارات
الى مناقشه
نصف ميراث المراءه حلال او حرام
وحتى نسوا ان شهاده المراءه نصف شهاده الرجل
اقال احد الفلاسفه
اتعرف مدى تطور المجتمع وحضارته
لحث عن حقوق المراءه والاقليات
ا


9 - إلى السيد: ايدن حسين
سيد شهيـر ( 2016 / 5 / 15 - 13:21 )
-ان الرحمن يهتم بهذه الامور البسيطة- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا.
و الله لم يلزم المرأة بالنفقة أي لها الحرية في مالها.
-الا يقدر الاخ ان يتنازل عن بعض حقه لاخته- إن تنازل لها، شأن يعنيه.
-لكي نستطيع ارجاع الميراث الى المناصفة بينهما- أنصف الحاكمين لم يعجبك حكمه ؟
-هل يمكن ان يرفض الرحمن هذا الحل ايضا- مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ.
- لماذا لا تريدون التفكير بشكل متطور قليلا- هل التطور في اتباع النفس لهواها ؟


10 - إلى السيد: عماد
سيد شهيـر ( 2016 / 5 / 15 - 13:55 )
-عصر الحضارات الفرعونيه واليونانيه والفنفقيه والاشوريه- إن كان فرعون امرأة أسست الحضارة نصدقك. و كذلك بالنسبة لمؤسسي الحضارات التي ذكرت.
- وغيرهم من الملكات التى حكمن بلادهن- و غيرهن و ليس غيرهم. ثم قلت حكمن و لم تقل أسسن.
-الاسلام جعل المراءه من ملكه حاكمه الى ملكه يمبن سبيه - من هي الملكة التي أصبحت ملك يمين ؟
-نسوا ان شهاده المراءه نصف شهاده الرجل- أي مجلة قرأت فيها هذا الكلام ؟


11 - القرآن وسلفية هذا الزمان
john habil ( 2016 / 5 / 15 - 18:40 )

اجتماعياً وإنسانياً كما نفهمُ من كلام السيد ايدن : نعم الإخ الذي ينصفُ فيما بينه وبين أخته ( في الميراث ) ويتخذُ القوانيين الإنسانية {{ المساواة والعدل }} مبدأٌ وشعارٌ في حياته !!! ومن المؤسف والمحزن أيضاً أن قرآن عثمان لايوافقنا هذا الرأي ؟؟؟!!! وكذلك سلفية هذا الزمان


12 - كل مظاهر الديمقراطية ... كفر وإلحاد
john habil ( 2016 / 5 / 15 - 18:42 )

هذا ما يقوله الشيوخ السلفيين
اسباب نزول الآية 32 من سورة الزخرف
( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ )
قالوا ... وكالعادة الضمير للمجهول (( لو نزل هذا القرآن عل رجل من القريتين عظيم )) ويقصدون الوليد بن المغبرة !!! ثم نتابع تفسير الطبري للآية أعلاه
(نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) فتلقاه ضعيف الحيلة, عي اللسان, وهو مبسوط له في الرزق, وتلقاه شديد الحيلة, سليط اللسان, وهو مقتور عليه,؟؟؟
إذاً الآية نزلت في اختيار محمد بن عبدالله رسولاً لله وليس المغيرة وهي لا تتعلق بميراث المرأة


13 - تعقيب / السيد سيد شاهر
john habil ( 2016 / 5 / 15 - 18:44 )

عوٌدنا هذا الموقع العلملني الديمقراطي على خوض الحوار في (( حرية الكلمة ))و حرية الفكر والإعتقاد والنقد البنٌاء لما هو في مصلحة المجتمع الإنساني وأنت غالباً ما تدخل صفحات ( بعضُ) الكتٌاب وتنسخ في سطور و / تعليق ما يكتبه الكاتب أو القارئ وخير مثال ( ميرات المرأة ) للكاتبة حنان شوقي وتعقفيب للسيد أيدن والسيد عماد وغالباُ ما يكون تعقيبك مرفقاً بأية قرآنية لاتتضمن المقصود لا من بعيد أو من قريب الزخرف الآية 32
سيد شاهر إن الأسد لا يُقتل بمظلة عجوز صوبها نحوه ظاناً أنها بندقيته؟؟!!