الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من ذاكرة النكبة

مصطفى حمدان
كاتب وشاعر

(Mustafa Hamdan)

2016 / 5 / 15
الادب والفن


من ذاكرة النكبة

تمُر بنا أعواماً
وتُرجعُنا جِراحنا
الى ابعدُ من اليوم الأخير
نصمُت نتأمل ونحلمُ كثير
كان زمن جميل وبريء
اجمل من كل المدن والسواحل
وبريء كحلم قصير في غفوة عفوية

الأرض تؤجل فصولها ومواسمها
وتبكي الحقول اشجارها
ويدخُل الغرباء
ويرحل غرباء آخرين
فتبقى الأرض مباحة
في ساحة
عند آخر رصاصة عربية

ألم تروا أيها القادمين
ان هذه الأرض ليست خالية
ألم تروا آثار أقدامنا
في شقوق الأرض
ورائحة أسلافنا
في التراب باقية
أي ساحر
أي معجزة وداهية
علمتكم بأن هذه الأرض
التي يتنازع عليها الأمم
منذ خمسة الف عام
لا زالت خالية

أي قديس ابلغكم
بأن المسيح سيعود هنا
ليمسح الخوف عن وجه زانية
وأي أسفار وأحبار
وعدتكم بالأرض
وأن الأرض منذ ثلاثة الف سنة
ستكون كما كانت على ما هيّ

بأن يعود أبناء الحق
أبناء السيدة
ليكنسوا الأرض
ويطهروها
من أبناء الجارية

تعلموا من دروس الأمس
ومن وحي الأمم
بأن هذه الأرض بأشجارها
بأحجارها
بترابها
كانت وستبقى كنعانية
***
يا حُلم أبي الضائع
خلف حصانٍ تاه في البرية
يا ذاكرة أمي الشاردة
خلف فراشة في الحقول الوردية
يا رائحة جدي على
جذع زيتونة في الهضاب مزوية
لماذا لمْ نبقى .. لنموت هناك
على تراب الأرض البهية
فتأخذ مقابرنا مكاناً هناك
ونكون مع الأحياء عدداً سوية
لنشْهَدَ على موتِنا
وعلى الجريمة
فنبقى في ذاكرة القتلة الدخلاء
صورة يومية

نكتُبُ على جرحِنا وجلودنا
ألف قصيدة ومرثية
هل فقدنا الأرض والمكان
أم تاهت أقدامنا
في الطرق الملتوية
وهل ضاعت الأرض عنا
أم نحن ضعنا
في الموانئ المنسية

فلم يبقى لنا هناك
سوى أحلامٌ مبعثرة
وبلادٌ مسبية

***
من جديد وبعد سنين
قاوَمنا حزننا
وجمعنا ما تبقى من ذاكرة
لنطفئ جمر الحنين
فوجدنا اننا ما زلنا هناك
على الأشجار مُعَلقين
نموت كل يوم
بعد السنة الثمانية والستين

مصطفى حمدان
من ديوان - نافذة من المنفى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟