الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى الثامنة والستون لنكبة فلسطين - ماذا حلّ بنكبتنا في سوريا ؟ - على جدار الثورة السورية - رقم 119

جريس الهامس

2016 / 5 / 16
القضية الفلسطينية


في الذكرى الثامنة والستون لنكبة فلسطين - ماذا حل بنكبتنا في سورية ؟ – على جدار الثورة السورية رقم – 119
لم يمضِ عام واحدعلى جلاء اّخر جندي إستعماري - فرنسي وإنكليزي – من أرضنا في 17 نيسان 1946 إلاوأخذ الصراع في فلسطين بين الغزاة الصهاينة وشعب فلسطين المعتدى عليه برعاية المستعمر البريطاني وتواطؤ أمريكا و الأمم المتحدة طريقه نحو الحرب الشاملة ..وشهد عام 1947 تشكيل المقاومة الفلسطينية وجيش الإنقاذ العربي الفلسطيني بقيادة فوزي القاوقجي إبن مدينة حماة السورية ,وعبد القادر الحسيني إبن القدس الفلسطيني وضم هذا الجيش مئات المتطوعين العرب من سورية والعراق ولبنان بالدرجة الأولى ثم إنضمت لهم مجموعات فدائية من مصروالأردن والسودان والمغرب العربي .. وفي سورية إنضم لهذا الجيش وللمقاومة الشعبية سياسيون كبار ونواب في المجلس النيابي السوري على رأسهم أكرم الحوراني – خليل كلاّس – مصطفى السباعي وضباط من الجيش السوري الحديث وفي مقدمتهم ( مع حفظ الألقاب )عفيف البزري – وأديب الشيشكلي – وأحمد عبد الكريم – وأمين نفوري وغيرهم...
كانت منطقة الجليل الأعلى من جسر بنات يعقوب على الحدود السورية – الفلسطينية إلى صفد وريف طبريا , إلى الناصرة , إلى القدس , وإلى عكا على الساحل الشمالي تحت سيطرة الثوار وجيش الإنقاذ الفلسطيني العربي ولم يستطع الغزاة الصهاينة بناء مستوطنة فيها ..حتى بعد إستشهاد القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني دخول القدس أو الناصرة أوالخليل ونابلس أوبناء أية مستوطنة فيها ..رغم وجود بعض الكيبوتسات الصهيونية المسلحة الجماعية على طول الساحل الفلسطيني حتى تل أبيب التي شكلت نواة المستوطنات الصهيونية التي بناها الغزاة القادمون من روسيا وأوروبا وأمريكا ومن الأقطار العربية التي عمد حكامها العملاء للغرب الإستعماري بتهجيرهم من سورية والعراق ومصر وليبيا والمغرب العربي والحبشة أخيراً لتأسيس دولة إسرائيل العنصرية الذرية كقاعدة للأمبريالية العالمية بحماية بريطانيا أولاً ثم بحماية الولايات المتحدة وأوروبا ثانياً ....ولم يحصل هذا إلا بواسطة الأنظمة العربية التي قضت على المقاومة الشعبية , وحلّت جيش الإنقاذ الفلسطيني والعربي . وأمرت جميع الثوار بإلقاء السلاح والإنسحاب من أرض المعركة , زاعمة أنها ستدخل جيوشها إلى فلسطين لتحريرها , وإلقاء الصهاينة في البحر في أكبر مسرحية خيانية نفذت في التاريخ صبيحة – 15 أيار 1948 – حيث دخلت جيوش ثمان دول عربية تحت راية الجامعة العربية وبقيادة بريطانية سافرة لتحرير فلسطين ..؟

الجيوش التي دخلت أرض المعركة هي : الجيش السوري , واللبناني , والعراقي , والأردني , والمصري , وكتائب من الجيش السعودي , واليمني , والمغربي . بقيادة ملك الأردن الإجير البريطاني - عبدالله الأول – أما القيادة العسكرية العامة فكانت بيد قائد الجيش الأردني الضابط البريطاني ( غلوب باشا) كانت بريطانيا التي تحتل المنطقة بإستثناء سورية ولبنان قائدة المسرحية التي إنتهت بتوقيع الهدنة الدائمة وإقامة دولة إسرائيل...

في سورية قام وزير الدفاع أحمد الشراباتي قبل الحرب بشهرين تقريباً بتسريح مئات الجنود وضباط الصف من خيرة كوادر الجيش السوري المدربين والمقاتلين دون أي مبرر.,. لذلك طلب البرلمان السوري عزله ومحاكمته . وهذا ماحصل قبل الحرب بقليل .. وعندما بدأت المعركة مع الجيش السوري شمال فلسطين دخلت إلى الجيش السوري مجموعة المقاتلين السوريين المدربين الأبطال الذين قاتلوا مع ديغول والحلفاء في الحرب العالمية الثانية في شمال أفريقيا .. وأنقذت الموقف وحقق الجيش السوري إنتصارات مذهلة في شمال فلسطين رغم الأيام القليلة للحرب التي إنتهت بوقف النار ثم توقيع الهدنة الدائمة مع العدو الصهيوني في جزيرة رودس وأعلن قيام دولة إسرائيل ... حيث حررجسر بنات يعقوب على نهر الأردن وسهل الحولة وتل عزيزيات كما حرر مستعمرات : كعوش , وسمخ , ومزرعة الخوري شمال طبريا كما كانت صفد ومنطقتها الجبلية بيد الثوار وجيش الإنقاذ لم يستطع الصهاينة دخولها إلا بعد عامين وقصتها طويلة .. كما تقدم الجيش اللبناني على جبهته وحرر- المجيدية وقرى الجليل الأعلى - ولم يخسر أي شبر من الأرض .... الأنظمة العسكرية السورية بدءاً من حسني الزعيم والشيشكلي وصولاً إلى الخائن حافظ الأسد هي التي تراجعت فيما بعد وسلمت هذه المناطق المحررة للصهاينة ..حتى وصلنا إلى بيع الجولان لإسرائيل عام 67 في الخيانة الأسدية السافرة التي مرّت دون عقاب أو مساءلة , ثم أعقبها إنقلاب الخيانة العظمى في 16 ت2عام 1970 ومروره دون إطلاق رصاصة واحدة .. , إلى وضع الشعب السوري في سجن كبير لايعرف من يحكمه ؟ ومن يقتل ويشرد أبناءه , ويدمر كل مابناه إنسان الحضارة السورية عبر التاريخ .....خلف جدار الرعب والخوف الذي بناه نظام القتلة طيلة نصف قرن . وحَماه بحراسة جيش المخابرات والقتلة ..و بالقوانين والمحاكم النازية الإستثنائية , بفرض حالة الطوارئ والاحكام العرفية التي فرضت بالأمر العسكري رقم 2 تاريخ 8 اّذار 1963 المشؤوم ولم ترفع عملياً حتى اليوم وهذا الإستبداد والإرهاب لم يتعرض له شعب في العالم غير شعبنا السوري البطل ..وبعدها يستهجن بعض الجبناء والمرتزقة ثورة شعبنا الذي لم يظلم في العالم كله شعب اّخر كما ظُلِمَ شعبنا في سورية .. ولم ينفع نظام القتلة واللصوص جدار الرعب والخوف الذي أشاده بينه وبين الشعب والذي لايختلف عن جدار الفصل العنصري الذي أشاده العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة

لقد أسقطته الثورة السورية الرائدة بيوم واحد وصرخة واحدة ( الشعب السوري ما بينذل – حرية حرية – الشعب السوري واحد ) كانت صرخة حق زلزلت كيان إسرائيل قبل أن تزلزل كيان النظام الأسدي وأسياده في طهران ....إسرائيل التي تسرح وتمرح في دمشق كما تشاء وفي قصر المهاجرين بالذات وكل المسؤولين البعثيين يعلمون ذلك .., قد تحديت خدام وطلاس وغيرهم من الذين نزلو امن سفينة الخيانة الأسدية إلى زوارق النجاة قبل غرقها أن يتكلموا الحقيقة وينشرو مايعرفوه عن علاقة اّل الأسد عصابة اللصوص بإسرائيل فلم يجرؤوا على البوح بكلمة واحدة ومثلهم حجاب – ونعسان اّغا والزمر الأخرى التي تتصدر موائد المعارضة اليوم التي تقيمها موسكو وواشنطن لذر الرماد في العيون هذه الأيام الكالحة ...
وكاد النظام القمعي الأمني أن يسقط أمام مظاهرات شعبنا السلمية العارمة التي شملت بصورة عفوية ودون تخطيط مسبق من عام الإنتفاضة الأول . رغم أنه واجه المظاهرات السلمية بالرصاص الحي والإعتقال الكيفي والتعذيب الوحشي واستخدم الجيش لحماية عرشه الكرتوني ...وكما هبت الدول الإستعمارية لإنقاذ الصهاينة الغاصبين في فلسطين عام 1948 وبعدها .. هبت نفس الدول ومعها روسيا وطهران وبعض دويلات العربان والمنظمات الإرهابية التي كان يرعاها لحمايته وإنقاذه ...
على الساحة الثورية لم تتبلور قيادة فكرية وسياسية واحدة في الداخل والخارج , كما لم تتشكل قيادة ميدانية , أو عسكرية واحدة رغم توفرعناصر قيادية كفوؤة منشقة شكلت الجيش الحر بعد خطف المقدم الهرموش من تركية في نهاية عام 2011 - أمثال العقيد الأسعد والعقيد أبو فرات وأحمد الرحال و العشرات غيرهم من داريا و الغوطة إلى حوران والزبداني إ لى الشمال ..

كان كل ذلك ممكناً قبل أن تشوه الثورة أولاً بدور الإخوان المسلمين التخريبي الذي إعتمدته المخابرات الأمريكية في الخارج لتشويه الثورة بأسلمتها وشرذمتها وإحتكار قرار الخارج السياسي بواسطة ماسمي ( المجلس الوطني والإئتلاف ) بإشراف المخابرات المركزية والإرتباط العضوي بأمريكا عن طريق قطر والسعودية وتركيا أيضاً وإحتكار التمويل والتسليح بواسطتهم ..

وثانيا بفصائل الطفيليين المتأسلمين الدخلاء من قاعدة إبن لادن والظواهري والمحيسني وكل حثالات التخلف والهمجية الذين تستروا تحت لافتة النصرة أو داعش وغيرها ....أومن بقايا جيش النظام العراقي وعملاء ملالي طهران تحت لافتة داعش...والخلافة الإسلامية ..لقد كان الإخوان المسلمون الحاضنة الطبيعية لكل هؤلاء والمعتمدون لتنفيذ هذه المؤامرة ضد ثورتنا السورية وجيشنا الحر..ثم إرتداء جلابيب المفاوضين والحكماء الأفذاذ في السير بجانب مسرحية ديميستورا والجعفري التي ولدت ميتة لاروح فيها منذ خطواتها الأولى ..... أما الحركات الأخرى الشبه مندثرة الحريصة على سيرها مع مخطط أمريكا التاّمري كالتيارات القومية واليسارية التي فقدت هويتها ,, فلن لقاء اّخر معها ...
لقد وضعت الثورة السورية الرائدة اليسار السوري والعربي قبل غيره أمام إمتحان تاريخي وفي منعطف تاريخي فريد من نوعه وبالغ الأهمية . وإلى اللقاء القادم . النصر لثورتنا - .. 15 / 5 – لاهاي
جريس الهامس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كينيا: قتلى وجرحى إثر تفريق الشرطة مظاهرات مناهضة للحكومة في


.. احتجاج أمام شركة -سيمنز- الألمانية رفضا لتعاونها مع إسرائيل




.. تأثير الذكاء الاصطناعي في الحروب


.. السياسي العراقي فائق الشيخ علي يوجه رسالة لحسن نصر الله: -كي




.. الإفراج عن عشرات أسرى الحرب الروس بعد تبادل للأسرى مع أوكران