الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يهود ونفط وخدمات صدام

عبدالزهرة الركابي

2003 / 1 / 29
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


           

 

صحيح ان الإدارة الأمريكية السابقة – إدارة كلنتون – كانت تضم أكثر من 40 يهوديا" إلا انها كانت أقل إنحيازا" لإسرائيل من الإدارة الأمريكية الحالية – إدارة بوش الأبن – لكن هذا الأمر لا يغيّر من الوضع شيئا" بالنسبة للسياسة الأمريكية المنحازة لإسرائيل قلبا" وقالبا" على صعيد الإدارة الحالية أو السابقة أو قبل ذلك 0 

   والإدارة الأمريكية الحالية لا تقل يهودية عن الإدارة السابقة بل ان بعض يهودييها أكثر ليكودية من السفاح أرييل شارون ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ايليوت ابرامز ( مسؤول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي ) وبول وولفوفيتر ( نائب وزبر الدفاع ) وريتشارد بيرل ( رئيس مجلس سياسة الدفاع ) ودوغلاس فايث ( الرجل الثالث في وزارة الدفاع ) بالإضافة الى العديد من اليهود الذين يتبوأون مراكز قيادية أخرى في إدارة بوش الأبن 0

   لسنا الآن بصدد ذكر الطابع اليهودي لهذه الإدارة أو تلك بقدر مانريد إستبيان العلاقة المؤثرة من الناحية المهنية بالجو الأمريكي المندفع الى الحرب ، وربط هذه العلاقة المهنية بقرار شن الحرب المحتملة على العراق ، وذلك إعتمادا" على ان الهدف الفعلي والمعروف من تلك الحرب هو السيطرة على آبار النفط العراقية وبغض النظر عن إعلانات الأهداف الأخرى والتي تعني إسقاط نظام صدام المجرم وتدمير أسلحة الدمار الشامل في العراق إن وجدت مع التذكير في نفس الوقت على ان ( أعوج العوجة ) صدام سيظل ذريعة مفضلة لدى الطامعين بأرض العراق وخيراته التي هي على وشك الإستباحة بعد ان أستبيحت أصلا" من صدام وأهله وعشيرته 0

   لا شك ان الإستيلاء على النفط العراقي هو هدف له علاقة مهنية ونفسية بتركيبة الأشخاص الذين تتشكل منهم الإدارة الأمريكية الحالية ، مع عدم نكران ان مثل هذا الهدف  ظل يدغدغ طموحات المخططين الأمريكيين منذ زمن بعيد ، كون نفط المنطقة وليس العراق وحده ظل هدفا"أمريكيا" إستراتيجيا" ليس بحاجة للإعلان عنه ، لكن من يتمعن أقطاب إدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش يرى انهم من خريجي الشركات النفطية الكبيرة ، وهو أمر يستحق الوقفة والإشارة إليه في هذه الكتابة 0

   وعلى هذا النحو فإن إدارة الرئيس بوش الأبن هي ( إدارة نفطية ) إذا جازت التسمية لأن أهم مسؤولي الإدارة المذكورة سبق لهم وان عملوا في الشركات النفطية أو لهم علاقة ما بهذه الشركة أو تلك ، وبدءا" من الرئيس بوش الأبن الذي رأس مجلس إدارة شركة بوش النفطية والتي تعود لأسرة بوش مدة احدى عشرة عاما" كما انه كان حاكما" لولاية تكساس التي تقع فيها أكبر مقرات شركات النفط الأمريكية 0

   والرئيس الأمريكي بوش الأبن لم يعمل في شركة الأسرة النفطية وحسب بل انه كان عضو مجلس إدارة شركة ( هارغن اينرغي كوربوريشن ) النفطية والتي باع أسهمه منها قبل شهرين من إنهيارها ، وقد لحقته إتهامات من جراء ذلك 0

   ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي هو الآخر له إهتمامات معروفة بالنفط  حيث كان مديرا" تنفيذيا" لشركة ( هاليبورن ) النفطية وهو أحد صقور الحرب المتحمسين ، وحتى مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس كانت عضوا" في مجلس إدارة شركة ( شيفرون ) النفطية ومستشارة الشركة للشؤون الكازاخستانية ، وقد تطول القائمة في هذا الصدد إذ ان وزير التجارة الأمريكي دون إيفانز كان رئيسا" لشركة ( توم براون انكوربويشن ) النفطية وكذلك عضو مجلس إدارة شركة ( تي 0 إم 0 آر شارب ) للتنقيب0

   ويأتي دور وزيرة الداخلية جيل نورتون التي عملت في مركز أبحاث تموله شركة نفطية ونائبها ستيفن غريلز كان أحد أركان مؤسسة بيئية تحصل على تمويلها من الصناعات النفطية ، وبالتالي فإن الأسماء المذكورة وغيرها في الإدارة الأمريكية كانت لها علاقة مباشرة بصناعة النفط ، ما عدا وزير الخارجية الأمريكي كولن باول الذي يعد من ( حمائم ) الإدارة المذكورة لكنه أخيرا" أصابته ( الغيرة ) النفطية عندما صرح بأن النفط العراقي سيكون ( أمانة ) للشعب العراقي عند بلاده 0

من هذا فليس من المستغرب ان يثير النفط العراقي ( شهية ) أركان الإدارة الأمريكية بإعتبارهم كانوا من أرباب النفط قبل ان يكونوا من أرباب السياسة أو هم جمعوا كلا المهنتين على حد سواء ، لكن الفارق هذه المرة ، انهم يريدون الحصول على النفط بالقوة والحرب وبالخدمات التي قدمها لهم المجرم صدام بعد ان كانوا يحصلون عليه بالتجارة والشطارة وعلاقات أخرى 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. … • مونت كارلو الدولية / MCD كان 2024- ميغالوبوليس


.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح




.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با


.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على




.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف