الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- شعبان تحت الصِفر -

امين يونس

2016 / 5 / 16
كتابات ساخرة


إبن عمي المرحوم " شعبان " ، زارَنا في بغداد منتصف الثمانينيات ، قادماً من العمادية . وحيث أنهُ كانَ يعشَق لُعبة الطاولي ، فلقد قلتُ لهُ مُستفِزاً : سمعتَ أن مُستواكَ قد إنخفَضَ في اللعب ، وأن الجماعة يغلبونك كُل يوم في العُمادية . أجاب مُحتجاً : ليسَ هنالك أحدٌ يغلبني ، لا في العُمادية ولا في غيرها . فقلتُ لهُ مُتحّدِيا : ما رأيكَ أن تلعب معي ، وسوف أفوز عليك . قالَ ساخراً : أنتَ " عَجمي " وأستنكفُ أن ألعبَ معك . ولكن بما أنهُ لا يوجد أحدٌ آخر هنا .. فليسَ عندي مانِع أن اُلّقِنكَ درساً .
إبتسمَ لي الحَظ ، بشكلٍ واضِح ، وتحالفَ " الزار " معي ، فغلبتهُ ستّة مقابِل لا شئ . إغتاظَ قليلاً . لكن ما أغضبهُ كثيراً ... أن التلفزيون كانَ شغالاً ، ومع إنتهاءنا من اللعب مُباشرةً ، ظهرَ على الشاشة ، عنوانٌ بخط عريض : [ شعبان تحت الصُفر ] ، وهو إسم الفلم الكوميدي الشهير لعادل إمام وإسعاد يونس ! . صحتُ مُستبشِراً : اُنظٌر .. ما أسرع التلفزيون في إشارَتهِ إلى خسارتك المدوِية .
شَتَم التلفزيون ولعنَ سنسفيل أبو عادل إمام ! . حتى أيامه الأخيرة ، كنتُ اُذّكِرهُ بمأثرة الفلم وعنوانه الفَذ ! .
إبن عّمي شعبان ، كانَ يمتلك خبرة طويلة في الطاولي ، تُؤهله للتغلُب على عجمي مثلي ، ولكن حَظ المُبتدئين ، وإنحياز " الزار " جعلني أفوز . في تلك اللعبة البريئة ، التي كانتْ غايتها ، التسلية والمزاح .
....................................
الحزب الديمقراطي الكردستاني ، حزبٌ عريق ذي خبرة وتجربة طويلة ، وكثيراً ما إنتصرَ في المنافسات العديدة خلال تأريخه ... أنهُ أي الحزب الديمقراطي ( لاعبٌ ) خبير .
حزب الإتحاد الديمقراطي PYD ، في سوريا ، حزبٌ فَتِي وجديد ، وهو مُجّرَد ( لاعبٌ عجمي ) ، غير أن " حَظ المُبتدئين " وإنحياز الزار ، جعلهُ يفوز على الساحة السورية ، ويُشكل كانتونات ويطورها إلى أقليم ويُديرها بنفسه .
الفرق بين لعبتنا ، أنا وعّمي شعبان ، ولعبة الحزب الديمقراطي وال PYD ، هو ان لعبتنا كانتْ غايتها التسلية والمَرَح .. وخَدمتْني الصُدفة والتوقيت ، أن يُعرِض فلم " شعبان تحت الصفر " في تلك اللحظة بالذات ... ومع هذا ، فأن عمي شعبان ، الخاسِر ، تقبلَ الأمر عموماً ، بروحٍ رياضية .
في حين ان لُعبة الحزبَين ، أكثر جدّية وليسَ هدفها الفكاهة والتسلية ، والخاسرُ لايتقبل الخسارة بِسعة صَدر . وحتى ان عادل إمام تقاعَدَ ولم يعُد يُمّثِل أفلاماً كوميدية ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان سامو زين ضيف صباح العربية


.. الرئيس التونسي: بعض المهرجانات الفنية لا ترتقي بالذوق العام




.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر


.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش




.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص