الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيسي على درب السادات

صموئيل ميشيل نسيم
(Samuel Michel Nessiem)

2016 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


بعد تصريحات السيسي اليوم بخصوص حل القضية الفلسطينية يفتح الباب على مصراعيه لكتابة تاريخ جديد للنزاع العربي الاسرائيلي .. لكن في هذا الصدد نتذكر ما يلي :
1- إن هذا الصراع والذي تسببت فيه القوة العظمى متمثلة في بريطانيا والتي كانت فلسطين تحت انتدابها وإسرائيل الدولة التي أُقيمت على أراضي مغتصبة في رؤية البعض وأراضي نزاع تاريخي منذ القديم في نظر الآخر لا بد وأن ينتهي بتسوية عاجلة .. يكفي الدماء المراقة .. لا مجال لإعادة الساعة لإستئصال إسرائيل من الخرائط العالمية ومن التمثيل كدولة في المحافل الدولية ... نتعامل مع الواقع حفاظاً على آخر الرقع الفلسطينية في مائدة التفاوض ... لا حل سوى مفاواضات ترسيم الحدود بين الدولتين .. لا مجال لعبارات الإنشاء والقصائد الحماسية – والتي أعشقها وأحفظها كرائعة أمل دنقل " لا تصالح " - التي لا تقدم إي حلول بل في العقود الماضية استنزفت أراضي فلسطين في بناء مستوطنات إسرائيلية ...
2- أريد أن أذكر السيسي أن من سبقوه في الطرفين كان بينهم تشابه بالغ يدعو للتأمل وللعجب .. فالسادات وبيجن كانا عسكريين لكل منهم سجله في الحروب فالأول متهم في اغتيال أمين عثمان والتاني في حرب فلسطين ضمن المنظمة الارهابية الاسرائيلية " أرجون " ... ثم بعد الحروب وتقلدهما للمناصب السياسية ومناطق اتخاذ القرار أدركوا حقائق الامور .. و بعد اتفاقية كامب ديفيد للسلام عام 1978 تسلما مناصفة جائزة نوبل للسلام ... في ظل رفض بعض مواطني الطرفين وأدى في النهاية إلى اغتيال السادات عام 1981 ونقمة الإسرائيليين على بيجن ..
و في تشابه آخر بين عرفات ورئيس وزراء إسرائيل إسحق رابين .. هما كانوا من ضمن المتحاربين الأوائل في حرب فلسطين .. الأول حارب مع عروبيته مع العرب والثاني الملقب بأحد مهندسي عمليات ترحيل الفلسطينيين والذي كان ضمن " الهاجاناه " ... بعد ويلات الحروب انتهى بهم المطاف في معاهدة أوسلو .. وأيضاً نالا جائزة نوبل للسلام جراء الاتفاقية عام 1994 ... وهذا في ظل بعض حالات الرفض من مواطني الطرفين وأدى في النهاية إلى اغتيال رابين من متشدد إسرائيلي عام 1995 ....
أراك الآن تسير على درب الآخرين .. على درب السادات في دفع عملية السلام وسط رفض البعض المتعطشين للمزيد من الدماء دون إعطاء أي بدائل في المقابل ... لذلك عليك أن تفهم الخطوة التي خطوتها .. وتعرف جيداً أن نهاية دفع السلام في مناطق الصراع وسط النفوس المريضة لا يؤدي بالضرورة إلى جائزة نوبل للسلام لكن من الممكن أن يؤدي إلى نهايات أخرة لا أتمناها لك ... يحفظك الله ويحفظ كل داعمي السلام ..
وتذكر كلمة المسيح من على الجبل " طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون " .. اصنع سلاماً ... تحصد سلاماً ..












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا