الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الثكلى والنائحة سوريا الى أين؟

رابح عبد القادر فطيمي
كاتب وشاعر

(Rabah Fatimi)

2016 / 5 / 18
الصحافة والاعلام


بعيدا عن التحليل السياسي ،والإعلامي ، وما يقال عن سوريا .و بين النائحة والثكلى .أُغرقنا في بحر الكلام و صناعة الديباجة ، من أغرار لم تكن لهم سابقة في النشاط السياسي والثقافي وفجأة يطير الشخص الى الواجهة ليتحول ليفتي في السياسة والثقافة والأيديولوجيات المختلفة على حسب رغبة الموظفين له غير مراعي قواعد وشروط نجاح العمل الثقافي والسياسي .ويتجاهل الكثير من هؤلاء أنَ لسياسة والثقافة والفكر أهله من الباحثين والمفكرين والعصامين ندروا انفسهم للقضايا حق الشعوب المسكوت عنها وهم لأحق بالفتوى والحديث وإيصال الحقيقة للمتلقي كما هي .أما التخندق ضمن محاور متصارعة على" الكعكة "السورية .هوى بها الى حضيض التأزم .هذا يكذ ب لتركيا وهذا والآخر يكذب ويزين اعمال ايران ،ولحزب الله كذابين ولنظام كذابيها والسعودية امتلكت سماء من الفضائيات لتبقى دئما نور على نور ،وهنا ضاعت الحقيقة وضاعت سوريا وضاع الشعب .لم تعمل الحرب بسوريا كما عمل به الكذب والدجل ،وحين نتكلم عن الكذابين والدجالين وتجار الدماء وأشباه المثقفين والسياسيين، ضيعوا الحقيقة وهم يذهبوا -بسوريا بل قد ذهبوا بسوريا لأن تغرق أكثر في أتون الحرب والتعفن بحيث لم تخرج سالمة . على مدار ست سنوات، ماذا حقق حلف النظام ؟ وماذا حقق حلف المعارضة؟. الا مزيد من لألم والدمار والهجرة ،والتشرد والتسرب المدرسي ،كم من اليتامى خلفت وكم من المعطوبين وكم من المشافي والمدارس هدمت ؟ كم هم عدد اللاجئين أجزم حين تسأل لأطراف المتقاتلة لا يصرح بالحقيقة كي لا يكشف مدى لأهوال التي تسببت في الاقتتال .يتصدر هؤلاء "المثقفين" والسياسيين" "والنشطاء" ليبرروا لنا الكوارث كلها ،مرة بسم الوطنية إنهم يقتلون ويدمرون ويهجرون لحماية الوطن من لإرهابين الوافدين من داعش ،والآخر يقتل ويهجر ويشرد بسم الحرية واسقاط النظام وطرد الوافدين من الحشد الشعبي وحزب الله .يجمع هؤلاء كلهم عدم الوفاء لسوريا .حتى الهدنة بخلوا بها على وطن والشعب كأنهم يسابقون الزمن للمزيد من التكسير المزيد من القتل .كل الحروب عبر العالم تتفق لأطراف المتصارعة على هدنة تنعكس ايجابيا على المرضى وكبار السن والمحاصرين .فإذا كان الحال بهذه الدرجة من التعقيد ،كيف نستطيع الوصول الى حل ينقذ سوريا .وعندما نقف الى جانب سوريا ليس منة منا فسوريا على مدار التاريخ ومنذ نشوئها تعطي أكثر مما تأخذ لكنه بالمقابل حذار ي انها حصان جموح.. إضافة الى أنها أرض مباركة عرفت الكثير من لأنبياء الصالحين والعلماء والشعراء والمتصوفة قد عرفت النبي محمد علبه الصلاة والسلام طفلا في بصرى الشام يرافق عمه في تجارة وحينها أشار اليه بحيرة الراهب أن لهذا الطفل شأن عظيم ، وعرفت النبي يحي عليه السلام وقبره مزار لكل من يأتي الى سوريا وعرفت الكثير من الصحابة وأبرزهم خالد بن الوليد المدفون في حمص .ومن العلماء أبا حامد الغزالي،وابن القيم الجوزية ،وابن تيمية .وقبر صلاح الدين الموجود في باحة الجامع لأموي .سوريا هي مهد العطاء ودمشق قلبها ونحن حين ننحاز الى الثكلى .فهو الرد الجميل مما تعلمناه في دمشق من علمائها ،وأدباءها، وشعرائها. سنواصل الوقوف الى جانب سوريا ولا نقف الى النائحة همها المزيد من العطاء وأكل الحرام ,ولا يهمها كم هي الخسائر البشرية والمادية والثقافية وحجم الكارثة ،وقد يتحول هؤلاء الى ديناصورات حرب ليعم سوريا عصر الظلام عصر الدجالين ،ويسدل الستار على عصر لأنوار ،عصرالشاعر الفيلسوف أبو علاء المعري والفيلسوف الفقيه أبوحامد الغزالي والفيلسوف المتصوف ابن عربي .وحتى عصر العلامة الكبير شيخنا ومعلمنا سعيد رمضان البوطي. ومن الجهلة وأعداء المعرفة يتعمد من طمس وتحوير وردم التاريخ،لا يروق لهم أن توجد دولة ذات لسان عربي ،ومعالم عربية شامخة تذكر لاجيال بخصائلها وكم كن الحضارات مرت لتصنع هذا العبق الدمشقي المستمر فينا لنورثه للأجيال ،لذلك لا نوافق أن تتبدل دمشق وخريطتها وليستمر لإخاء بن أهلها وتحافظ على رونقها .المثقفين الجدد لا يهمهم ذلك ولا يشعرون بتلك الجمالية التي ولدت لإبداع عبر التاريخ وولدت الطاقات لإبداعية ،فمدام سيدهم بخير فهم بخير .وللحديث بقية









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية: حماس والفصائل جاهزة لإبرام اتفاق يتضمن وقفا دائما لإطل


.. مؤتمر صحفي في ختام أعمال قمة سويسرا بشأن السلام في أوكرانيا




.. الحرس الثوري أعلن في وقت سابق عدم التدخل في انتخابات الرئاسة


.. انتخابات الرئاسة الأميركية.. في انتظار مناظرة بايدن وترامب ا




.. جيك سوليفان: وسطاء من مصر وقطر يعتزمون التواصل مع حماس مجددا