الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين حكم المرجعية و وعي المواطن

راجحة عبود

2005 / 12 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لايخفى على احد وخلال فترة الانتخابات الماضيه لم يكن لدى المواطن العراقي البسيط ادنى فكرة عن ماهية الاانتخابات واسسها واهميتها بالنسبة لوضعها المعاشي و الاجتماعي و الامني
فهذه هي التجربة الاولى التي يمر بها بعد حكم دكتاتوري قاده لمدة 35 سنة من الظلم و الاضطهاد و القتل و التعذيب و الفقر و انعدام ابسط الخدمات الانسانية و الصحية و التعليمية اضافة الى تفشي البطالة و سوء الوضع الاقتصادي للمواطن .. هذا فضلاً عن غياب دور منظمات المجتمع المدني و جعلها منظمات جماهيرية تسير في ركب النظام غير مدركة لدورها الحقيقي في المجتمع
و فوق كل ذلك كان المواطن العراقي مغيباً عن العالم الخارجي بعد ان منع عنه النظام ادوات الاعلام و وسائل الاتصال بما فيها الفضائيات و مراكز المعلومات
لقد اراد له ان يكون شعباً جاهلاً متخلفاً منقاداً لاحلام نظام مريض بعد ان زجه في ثلاثة حروب دون مبرر اخذت الكثير من مقدرات الوطن .
و بعد سقوط ذلك النظام تجلت هذه الحالة بشكل واضح فاظهر المواطن العراقي عدم معرفته بامور السياسة و الحكم و انقياده العاطفي لتيارات و احزاب دينية استطاعت جره الى تمحور طائفي و عرقي و قومي حولها و كانت نقطة انطلاق لمشروع كبير و خطير يهدد مفهوم الوحدة الوطنية
و عند اقرار موعد الانتخابات استغلت هذه الاحزاب و التيارات الحس العاطفي و الغريزي لدى المواطن لتطرح نفسها في قوائم ائتلافية طائفية دون ان تطرح برنامجاً سياسياً وطنياً محدد و واضح المعالم ياخذ بالدرجة الاساس مصلحة الوطن العليا على اساس المواطنة الحقة و بعيداً عن المنافسة الحقيقية الشريفة لتصل الى سدة الحكم بدعم المرجعيات لها و النتيجة ان هذه المرجعيات اصبحت في موقف حرج امام المواطن الذي امن بها و اختار التيارات التي تساندها و تدعمها
لكن ماذا عملت هذه الحكومة الائتلافية منذ ما يقارب العام من حكمها للبلد فلقد سادت الفوضى و غاب الامن تماما و ازدادت العمليات الارهابية و الانتحارية و السيارات المفخخة ليزيد بذلك عدد الضحايا من المواطنين الابرياء من اطفال و نساء و رجال و شيوخ و لم تتمكن من بسط سيطرتها على كامل تراب الوطن حتى ان ميليشيات بعض الاحزاب اصبحت لها اليد الطولى في حكم المواطن و التصرف على هواها و ازدادت عمليات التصفية و الاغتيالات امام انظار الحكومة و تقلصت فرص العمل و ازدادت معدلات البطالة بين الشباب و عم الفساد الاداري و الرشوة و المحسوبية في دوائر الدولة لتطال اعلى المسؤولين فيهامما شكل احراجاً كبيراً للمرجعيات مما اضطرها للاعتراف بفشل هذه الحكومة كما قال ممثل السيد السستاني في كربلاء ( الطبقة المعدومة لا تزال تعاني من وضعها المعاشي لا سيما الغذاء و المسكن .. و الحكومة المشكلة حالياً عجزت عن توفير هذه الخدمات و اصاب الشعب حالة من عدم الرضى عن هذه الحكومة )
و اليوم وبعد هذه التجربة المريرة للمواطن ليس من المعقول ان يمنح المواطن صوته انقيادا وراء الوازع الديني والقومي و العرقي و الطائفي و القبلي في اختيار حكومته المقبلة لذا فمن الواجب عليه ان يضع نصب عينيه ان هذه الحكومة المنتخبة ستقع على عاتقها مهاما عليها تحقيقها في مقدمتها الامن و الوحدة الوطنية لتحسين اوضاع المواطن المعاشية و كل ما يحتاج اليه من خدمات انسانية و اجتماعية
كما يجب ان تتحلى هذه الحكومة المستقبلية بمواصفات متكاملة في مقدمها ان تكون حكومة وطنية و ان تكون حرة و ديمقراطية لتقود المواطن الى بر الامان و الاستقرار و هذا كله مرهون بوعيه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | لماذا تحتفظ بذكريات محددة وتنسى أخرى؟.. إليك


.. فلسطينيون في رفح يتفقدون ركام منازلهم التي قصفها الجيش الإسر




.. صباح العربية | 6 علامات تدل على ضعف الذاكرة قد تكون خطيرة


.. القناة 12 الإسرائيلية: تصريح #بايدن حول وقف شحنات الأسلحة زل




.. العربية ترصد الأوضاع الإنسانية في المواصي غرب خان يونس