الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النصرة وداعش : تعطيل العمل السياسيّ في المُفاوضات

رعد تغوج

2016 / 5 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


النصرة وداعش : تعطيل العمل السياسيّ في المُفاوضات
رعد تغوج
ما زلنا في جُحر اجراءات بناء الثقة CBM بين أطراف النزاع في سوريا، حيثُ تشترطُ روسيا في مُفاوضاتها عزل جبهة النصرة عن باقي أطراف المُعارضة، وهذا يعني عدم الإعتراف بها، وهُو مطلبٌ مشروع بكونها جماعة ارهابيّة، بينما تُشير التقارير الأمنيّة إلى دعم سعوديّ – تركيّ للجبهة وتشكيل جيش محمد الذي يقاتل تحت قيادتها، مما يعني وجود تناقضات بنيوية contradiction structure بين مشاركيّ عملية السلام.

وتتمسك الولايات المُتحدة بموقفها الذي اعلنه أوباما قبل سنة ونيفن عندما قال : "لا توجد هنالك استراتيجية واضحة لمحاربة الإرهاب وداعش في سوريا"، واللا استراتيجية التي تحدث عنها أوباما هي استراتيجيّة تقومُ على إدارة الأزمة وليس حلها resolution بناءاً على تكتيكات أمنية مُستجدة في الساحة العسكريّة.
هنالك مدرستان في التفاوض الآن حول الملف السوريّ، المدرسة الأمريكيّة ذات الباع الطويل في اجراء المُفاوضات وادارتها، والمدرسة السوريّة التي لا نتحرجُ بوصفها بالعريقة في اجراء المفاوضات، على الأقل منذ إرث مدريد وما تبعها، ونستطيعُ النظر إلى لونا الشبل ووليد المعلم وبثينة شعبان وبشار الجعفري كأحد أقطاب هذه المدرسة التي تحاولُ بكل السبل المتاحة اجراء التسوية في سوريا، بينما تقف خارجية الولايات المتحدة أمام تحدياتٍ أمنية، وأمام مواجهة مع لوبيات الإقتصاد الحربيّ واليمينين في الكونجرس الذين يرغبون في مواصلة الصراع.

أما روسيا فإن المواجهة الأمنية الأعظم مع الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها "السعودية وتركيا" ، فقد وصلت الولايات المتحدة الأميركية إلى مرحلة القدرة العملياتية الشاملة FOC في الوطن العربيّ عبر قواعدها العسكرية والأمنية، ويكفي التذكير بعاصفة الصحراء في تسيعينيات القرن الماضي، حينما حلق أربعة وعشرون قمرا صناعياً فوق العراق لأغراض التجسس والإستخبارات، وتم تشكيل تحالف يضم 36 دولة بميزانية حربية كلفت 39 مليار دولار، دفعت السعودية – كما تشير التقارير – 30 مليار من الحملة على العراق!! أي أن لعبة التحالفات هي في صالح الولايات المتحدة وليس روسيا.
روسيا الأن لا تصر إلا على سحب بساط الشرعية من جبهة النصرة المدعومة من دول إقليمية متحالفة مع الولايات المتحدة، والنظام السوريّ لا يريد في هذه الفترة إلا بناء الثقة وفق الإجراءات المتبعة في المجتمع الدوليّ، وهو يرفض بشدة الجلوس مع الجماعات الإسلامية المسلحة، سواء كانت داعش أو النصرة أو غيرها، لأن ذلك كفيل بالإعتراف بشرعية هذه الجبهات، كما أن مساعي فرنسا الأخيرة في مبادرتها في حلب فشلت بعدَ فشلها دعم التسوية السابقة بسبب مخالفة الولايات المتحدة وروسيا لها، وهذا يعني التعثر المستمر للمفاوضات وللعملية السلمية في سوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف