الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصحاب الفخامة والجلالة والمعالي

طوني سماحة

2016 / 5 / 20
كتابات ساخرة


أصحاب الجلالة، أصحاب الفخامة، أصحاب المعالي،

في الأمس، وخلال نقاش حاد في مجلس البرلمان الكندي، ترك رئيس الوزراء مقعده واتجه نحو نائب خصم في محاولة منه لإجباره على الجلوس. أدى تصرف رئيس الوزراء الى احتكاك جسدي دون أن يصل الى حد العراك. أشعل تصرف الرئيس حربا كلامية بين معارض وممتعض وبين من يدعو لعدم تضخيم الأمور.

إثر عودته الى مقعده في اليوم ذاته وفي اليوم التالي، قام رئيس الوزراء بالاعتذار من خصمه ومن الشعب الكندي. من جملة ما قال "ليس هناك ما يبرر تصرفي البارحة، لا ارتفاع وتيرة النقاش ولا تقلب المزاج. أنا آسف وأعمل على إصلاح الأمر... أطلب من الشعب الكندي أن يسامحني...لقد أخطأت وأرجو أن يتفهم زملائي النواب ندمي ومرارتي."

أشكر الله يا أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي، أنكم لم تنجروا يوما لمثل هذه التصرفات الطائشة والرعناء. أشكر الله أنكم لم تخطأوا يوما حتى تضطروا للاعتذار من شعوبكم أو للشعور بالندم. آه ما أقسى الشعور بالندم! أطال الله عمركم وأطال الله عمر شعوبكم التي من شدة حبها لكم تقبّل التراب الذي تمشون عليه. أدعوكم يا أصحاب الفخامة والجلالة والمعالي أن تقترحوا على رؤساء الحكومات الغربية أن يتنحوا جانبا كيما تأخذوا مكانهم ولو لسنة واحدة ولتعطوهم دروسا في الأخلاق وفي التعامل مع شعوبهم. ولا شك أنكم لو جلستم على كراسيهم يوما واحدا لأصبحت شرعا لكم. كلنا نعلم يا أصحاب المعالي والجلالة والفخامة أنكم لو جلستم على كرسي للصقتم بها للأبد من كثرة حبها لكم.

هناك من استهجن تصرف رئيس الوزراء، وشكرا لله، نحن لم نسمع عن أحد رعاياكم أنه استهجن يوما تصرفا واحد من تصرفاتكم. لم نسمع عنكم أنكم لكمتم أحدا يوما. لم تسر شائعة إطلاقا أنكم اعتديتم على إنسان. بل كل رعاياكم يعبدونكم. فأنتم صورة الله على الأرض. لا نجد في بلادنا سوى من يصفق لكم، حتى في دخولكم الى الحمّام يصفقون لكم. إن أنجبتم لنا وليّ العهد نصفق لكم. إن دخلتم الى غرفة النوم نصفق لكم، إن مشيتم على الطريق نصفق لكم. إن أكلتم نصفق لكم. نشكر الله من أجلكم، أنتم حكام عادلون ونحن شعب سعيد ليس ما يزيد من سعادتنا سوى رؤية وجهكم الحلوة.

أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي،
إن هم تكلموا خرجت من أفواههم الشتائم. إن أنتم فتحتم فاهكم، خرج الكلام منكم عبرا وشعرا وحكمة وبلاغة. أدامكم الله لنا وأدام الله شهامتكم التي لا تسمح لكم بالانحطاط الى مستوى بعض أولئك الذين وصلوا الى الكرسي من الشارع دون أن يجري في عروقهم دم ملكي أو رئاسي.

الإمضاء: مواطن سعيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس