الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل اقتربت نهاية آل سعود ؟
خالد الصلعي
2016 / 5 / 20مواضيع وابحاث سياسية
هل اقتربت نهاية آل سعود ؟
**********************
ان قوة ارتباط السعودية بالادارة الأمريكية ، وبخاصة البنتاغون والمخابرات ، وحده االكفيلة بمحو اسم كان يسمى المملكة العربية السعودية . فبقدر درجة فسخ هذه القوة تكون درجة انهيار النظام السعودي . فلو تم الفسخ ضربة واحدة ، فان النظام السعودي سينهار في غضون أيام ، اما اذا كان رفع اليد بمستويات متدرجة ، فان هذا الانهيار أيضا سيتخذ نفس المنحى .
لماذا قرر النظام الأمريكي الاندفاع وراء اقرار قانون متابعة السعودية بالارهاب ؟ ، في انتظار مصادقة الرئيس أوباما عليه ؟ . وقد كان كاتب أمركي قد أقر أن الممكلة العربية السعودية محمية امريكية ، ولو تخلت عنها فانها سرعان ما ستنهار . فهل آن اوان انهيار المملكة العربية السعودية ؟ . ان المتتبع للأحداث يكاد يجزم ان الأمر في طريقه للتحقق والاطاحة بالنظام السعودي في شكله الحالي على الأقل ، اذا لم يقم آل سعود بتنازلات كبرى للجشع الأمريكي الذي لا يعرف حدودا . فهذه الدولة التي قامت على الريع ودفع الرشاوي ، سواء للدول العظمى لمساندتها وحمايتها ، ان في المنتظمات الدولية ، او في بعض مواقفها ، او للدول الفقيرة لموالاتها والانجرار وراءها ، تعيش على ما يبدو مرحلة الشيخوخة السياسية والوجودية .
قبل شهور فقط بدأ الهجوم على السعودية من قبل مجموعة من الجرائد الدولية الكبرى ، كواشنطن بوسط ونيويورك تايمز ، والاندبندنت والتايمز البريطانيتين . ثم جاءت عقيدة أوباما لتقطر الشمع اكثر على الأنظمة الخليجية وفي قلبها طبعا المملكة السعودية . في غضون ذلك كان الكونغريس يمرر مشروع قانون متابعة السعودية بالارهاب ، ليظهر أولا مدى التنسيق بين مختلف دوائر القرار الأمريكي حول ابتزاز النظام السعودي اكثر ، ليرد النظام السعودي بطريقته المعهودة والوحيدة المتمثلة في سحب ودائعه المالية وسنداته من خزينة الولايات المتحدة الأمريكية التي قدرتها بمبلغ ضخم هو 750 مليار دولار ، بينما الخبراء الماليون يقولون ان هذا المبلغ يخص فقط مجمل ما تعادله سندات الخزينة الأمركية التي تعود للسعودية ، بينما هناك مبالغ اخرى في استثمارا عقارية وصناعية وسياحية ، اذ أن المبلغ يتجاوز تريليون دولار .
لكن الغريب في الأمر ان الادارة الأمريكية قبل أيام قليلة افرجت عن مبلغ هزيل قدرته ب116 مليار دولار مستحقة للودائع وسندات الخزينة باسم السعودية . ورغم ان الأمر كما يرى المختصون غير اعتيادي ، حيث يعتبر ذلك من أسرار الدولة التي لاتكشف عنها عادة الادارة الأمريكية ؛ فان المهتمون يتساءلون أين بقية المبلغ ، بمعنى أين هي 634 مليار دولار التي قدرها النظام السعودي بالاضافة الى 116 مليار دولار التي اعترفت بها الادارة الأمركية ؟ . ولماذا لم تحتج الأسرة المالكة على الرقم المقدم من قبل الادارة الأمريكية ، كما صنعت ايران مثلا التي صعدت الأمر الى حدود تقديم شكاية الى محكمة العدل الدولية بلاهاي من أجل فقط ملياري دلار ؟ .
هاتين الكفتين تميل احداهما لصالح ايران ، بينما الأخرى تنخفض في غير صالح السعودية . فليس بريئا ان تكشف الخزانة الأمريكية لائحة استثمارات الدول الأجنبية لديها ، كما ليس بريئا ان تتذيل السعودية هذه اللائحة ، بمبلغ هزيل مقارنة مع مبالغ الصين واليابان مثلا . والقرار حسب راعي هذا القانون "تشاك شومر " ، مضمون تطبيقه رغم انف الرئيس أوباما ، اذ يكفي ان يصوت عليه ثلثي أعضاء الكونغريس الأمريكي ليكون قابلا للتنفيذ . واذا علمنا ان القانون مر بأغلبية مطلقة ، بما يعني ان كلا الفريقين ، الديمقراطي والجمهوري قد وافقا عليه ، فان عملية تعطيله أصبحت متجاوزة’ .
وقد استطاع محترفو الاستراتيجية الأمريكيين ان يضربوا ضربتهم في الوقت المناسب . فالسعودية غارقة في حربين مباشرتين ، في اليمن وفي سوريا ، وهي لم تحشد في حلفها دولا لا قيمة لها عسكريا ،الا من خلال رشاوي ، كما انها دخلت لأول مرة منتدى الدول المستدينة ، وبلغ عجز ميزانيتها ما يقرب سبع في المائة لأول مرة . مما يوضح بجلاء ان التوقيت كان مدروسا بعناية لاطلاق رصاصة الرحمة على نظام قايض من اجل وجوده وحمايته بالنفط واموال النفط واموال الأسلحة . وعوض ان ترتمي السعودية في حضن الدول العربية والاسلامية والدول الحرة ، تم حشرها في حضن دولة عدوة لجميع الشعوب العربية والاسلامية هي اسرائيل ، مما أفقدها دعم ومساندة الشعوب العربية . وتماديها في شن عدوانها غير المبرر ضد حزب الله وايران قلص من فرص العودة الى حضن دافئ كان بالامكان أن يقيها شر ما تتعرض اليه اليوم . لكنها اختارت بطريقة عمياء الدخول في نزاعات هامشية وغير استراتيجة ، من أجل رهانات خاسرة . وكأنها لم تستفد مما تعرض له نظام صدام حسين حين تم الزج به في صراع طويل مع ايران ، وتوريطه في غزو الكويت ، وتنصل الولايات المتحدة الأمريكية من أنظمة عربية كانت تركع للادارة الأمريكية وعلى رأسها نظام مبارك . فهل هذا يعني ان نهاية آل سعود قد اقتربت ؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان
.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة
.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص
.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ
.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر