الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الحداثة وقيم المجتمعات القديمة

وليد يوسف عطو

2016 / 5 / 20
حقوق الانسان



في المجتمعات القديمة القائمة على العقل الدائري الجماعي ,كان الناس ادوات بيد الملك والالهة والكهنة . انهم مجرد ادوات او بيادق شطرنج .ومن هنا جاء الفكر الجبري في الاسلام ..

في قراءة متجددة لكتاب الباحث المغربي سعيد ناشيد (الحداثة والقران)يقول سعيد ناشيد ان الخطاب القراني يركز على قيم ومفاهيم مثل:الطاعة ,الجماعة ,القوامة ,اهل الذمة ..حيث كان يتم التعامل مع الفرد في المجتمعات القديمة ليس كذات عاقلة وفاعلة ومستقلة بذاتها , بل مجرد وسيلة لتحقيق غايات مرسومة .بالمعنى الاصح,كان الافراد يمثلون (عبيد)الملك والخليفة والسلطان , وعبيد الله ايضا.

في عصر الحداثة انتهى كل شيء واصبح الانسان سيد نفسه .والحداثة نتاج عصر الراسمالية والصناعة المتطورة .ومن هنا ظهرت مفاهيم الحرية والديمقراطية والعلمانية والحداثة.حيث لاوجود لمصطلح الحرية في المجتمعات القديمة مثل مجتمع شبه الجزيرةالعربية .ولا معنى للحرية في مجتمع يعيش في حيز دائري تمثله القبيلة.

يؤكد الباحث سعيد ناشيد على(القدرة على امتلاك الوعي بالذات كفاعلية مستقلة ).هي الحد الفاصل بين العالم القديم والعالم الجديد .لقد مرت الحداثة الغربية بلحظة الوعي بالذات كمرحلة اولية ,ممهدة للوعي بالحرية.
يقول سعيد ناشيد :
(ان جذور الوعي بالذات تعود الى سقراط يوم قال : اعرف نفسك بنفسك ).ثم تطورت مع ديكارت في صيغة – انا افكر – ثم الوعي بالحرية ابتداءمن سبينوزا , الذي اعتبر الحرية هي الغاية الحقيقية لبناء الدولة. ثم جاء كانط وهيجل .
الا انني اختلف مع الصديق الباحث اللامع الاستاذ سعيد ناشيد حول مسالة الوعي بالذات .

وعي الانسان والفرق بين وعي الانسان ووعي الحيوانات :

تشكل وعي الانسان بعد انفصاله عن مملكة الحيوان .ان الحيوانات كالقرود تمتلك وعيا بدائيا بذاتها .هذا الوعي نستطيع اطلاق تسمية( وعي الحاجة والضرورة)عليه .اذ يستخدم الحيوان قدراته ووعيه للحصول على الغذاءوحماية نفسه من المفترسات , ولممارسة الجنس والتكاثر .

ارتبط الحيوان مباشرة بالطبيعة . من هنا كان لديه قدرات خاصة مثل استشعار المخاطر عن بعد والتخاطر . ينقسم وعي الانسان الى ثلاث مراحل :
1- الوعي في مرحلة صيد وجمع الثمار :لقد كان الانسان اقرب الى الحالة الحيوانية حيث تمتع بقدرات الحيوانات على التخاطر واستشعار الاخطار . كان يعيش في الكهوف في حيز دائري جماعي .اصبح لهذا الانسان مخيلةحيث اكتشف العلماء في الكهوف التي سكنها انسان النياندرتال مقابر للموتى نثر فوقها عددا من الزهور كطقس شعائري وربما ديني .
2- وعي الانسان في العصر الزراعي :اكتشف الانسان الزراعة واستوطن في الاراضي الزراعية . وقام ببناء اولى المساكن الدائرية واولى القرى والمدن السومرية . وقام بتسوير المدن . وقام بمبادلة الفائض من منتجاته الزراعية والحرفية مع القبائل الاخرى .
لقد ظهر التقسيم في العمل وظهرت الاسواق وتم بناء المعبد وقصر الملك . واكتشف الانسان السومري الكتابة على الالواح الطينية.

وهنا انتقل وعي الانسان من الوعي الطبيعي البدائي الى وعي تجميعي وتركيبي . تعلم الرياضيات وعلم الفلك ومختلف العلوم . اخذت معارفه بالتراكم واستطاع عن طريق الكتابة بالاضافة الى الشفاهية ان ينقل خبراته ومعلوماته الى الاجيال اللاحقة . لكنه بقي في الحيز الدائري .

3 – وعي الانسان في العصر الراسمالي الصناعي :

بظهور الراسمالية انتقل الانسان من العقل الدائري – الجماعي الى العقل الفردي الافقي .احدث الانسان القطيعة التامة مع الطبيعة وفقد الانسان قدراته الخاصة الا في حالات نادرة. وبدا باستنزاف موارد الارض والتلاعب بالتوازن البيئي للارض . وقام بتلويث البيئة بالفضلات .لقد استطاع الانسان الغربي التفوق بسبب وعيه لذاته ولفرديته وقدرته على المبادرة الخلاقة وحرية البحث العلمي .

ان الحرية ترتبط بوشائج مع الديمقراطية والحداثة . لازالت الحرية مطلبا اساسيا في الغرب حيث تسود ثقافة الاستهلاك والسرعة والتي حولت الانسان الغربي الى مايشبه الالة . تقوم الميديا في الغرب بعملية غسيل دماغ عن طريق الصورة والاعلان والدعاية, حيث يستهلك الانسان اغلب مدخولاته عن طريق الاستهلاك والضمان الاجتماعي والضرائب , بخلاف الاثرياء الذين يتهربون ضريبيا وتزداد ثرواتهم .

لازالت وسائل التنصت على المواطنين في الغرب ومراقبة هواتفهم وحواسيبهم وصفحات الفيسبوك تثير الفضائح وتزكم الانوف . ان ارتباط الحرية بالديمقراطية وبالحداثة يجعل الديمقراطية والحداثة مشروعان لم يكتملا بعد..

الوعي بين زمن الحداثة وزمن القر ان :

يتحدث الباحث سعيد ناشيد عن ثلاث قيم مركزية في القران تنتمي الى المجتمعات القديمة ذات الحيز الدائري . وقد اعاقت تحقيق وعي الانسان واستقلاله الفردي,في زمننا الحاضر , واجهضت امكانية الوعي بالحرية .ان القران ابن عصره , ولا يمكننا ان نطالبه بمفاهيم مثل الحرية والتي لم تكن موجودة في وقته :
1 – مفهوم الطاعة :
مثل طاعة الاب والجد وشيخ العشيرة , وهم اولي الامر.لقد كانت قيم اخلاقية فاضلة في وقتها , لكنها في زمن الحداثة تقوم بدور الكابح والمعطل للتطور وللحداثة.وتقوم بتذويب دور الفرد في الجماعة .

تكون طاعة المسلم للكافر محظورة بحسب القران :
(وان تطع اكثر من في الارض يضلوك..)سورة الانعام -116
لكن الطاعة مطلوبةلاهل الحق :
(اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم ) - سورة النساء -59

2 – مفهوم ملك اليمين :

في هذا المفهوم تتحول المراة الى سلعة تباع وتشترى ولا تملك ذاتها ولا حريتها . ملك اليمين كان مفهوما طبيعيا في زمن الرسول والغزوات ,لكنه لم يعد كذلك اليوم .
(ومن لم يستطع طولا ان ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت ايمانكم ..) سورة النساء – 25

ان وجود آيات تبيح الرق يؤكد اننا مازلنا في المجتمعات القديمة . ولم يعلن اي مذهب اسلامي رفضه للرق رغم تشجيع القران ومحمد على عتق الرقبة.

القران ينطلق من ثقافةعصره,لكن العيب كل العيب ,كما يقول الباحث سعيد ناشيد ان نرى اتجاه الكثيرين نحو ادلجة وتسيييس الخطاب الديني , كما لو كنا في القرن السابع الميلادي .
القران هو نص تعبدي ولا علاقة له بالعلم وبالارقام السرية .انه علاقة وجدانية بين الخالق والمخلوق .

يقول سعيد ناشيد :
(قوة القران ليست في مضامين الخطاب التقليدي الذي يحمله , بل هو الاثر الوجداني الذي تتركه القراءة في قلب القاريء. والذي ,سمي القر ان قرانا لانه يقرا ).
اقول للاستاذ سعيد ناشيد:
ان كلمة (اقرا )لاتعني قراءة نص مدونة قرانية, بل تعني الترتيل والترديد بحسب انثروبولوجيا اللغة . كما ان كلمة (قران ) جاءت من اصول سريانية , ولاتعني قراءة نص مكتوب , بل ترديد وترتيل نص شفاهي .والترتيل يرتبط بالوجدان .

ثقافة العرب ثقافة شفاهية وقد استغرقت صيرورة اللغة العربية وجمع القران في مصحف واحد وتنقيطه في نص ثابت مرحلة تاريخية كاملة .

مسك الختام:

وعي الانسان وتطوره عبر التاريخ

الله في حالة صيرورة دائمة :

وعي الانسان لذاته وللطبيعة وللكون صيرورة مستمرة

استمدت الديانات الابراهيمية من الفلسفة اليونانية وخصوصا من ارسطو والقياس الارسطي وعلم المنطق اليوناني ثبات جوهر الالوهة . اي ان الله ثابت لايتغير امس واليوم ,وغد والى الابد .استند الانسان القديم الى اجراء مقايسة بين مظاهر الكون والالوهة. فالنجوم والجبال ثابتة لاتتغير. هكذا تصور الانسان ان الله في جوهره ثابت لايتغير . وهو تفكير استاتيكي .

في حين نعرف من خلال الفيزياء الحديثة ان الارض والبحار والقارات والكواكب والنجوم والكون باكمله في حالة صيرورة دائمة, اي تغير وتبدل مستمرين . عملية ولادة ونمو وموت .من هنا تنشا الظواهر الجديدة في الكون من خلال وحدة الاشياء وتضادها وحركتها المستمرة .

لذا يمكننا القول ان الالوهة في حالة صيرورة مستمرة ولايمكن لها ان تكون ثابتة مطلقا .

انه زمن الحداثة الالهية مقابل وجودي لزمن حداثة الانسان .
وعي الانسان لذاته ووعي الالوهة لذاتها وللانسان يتغيران باستمرار.
لقد اصبح الانسان في زمن الثورة الرقمية يتمتع بعقل ووعي تجريدي – ديجيتال- رقمي . نلمس هذا التجريد والوعي التجريدي من خلال علوم الفيزياء الحديثة القائمة على معادلات رياضية معقدة جدا مثل نظرية النسبية , ونظرية الكم , ونظرية الاوتار الفائقة .

خلال اعوام قليلة سيستطيع الانسان تطوير قدراته الذهنيةعن طريق زرع شريحة الكترونية في دماغه ليصبح دماغ الانسان يمثل عقل ووعي مركب بين انسان حي و عقل ووعي حاسوب الكتروني .
ان المادة في التركيب دون الذري لاتحتوي على جوهر, بل على علاقات احتمالية , تحاول الظهور والتحقق.

وبالمقابل يشبه العقل والوعي الكوني كومبيوتر كمومي عملاق . تشكلت في داخله بتات الطاقة والقوانين وفق مبدا ( الضرورة )الذي يستجيب للنظام , او للصدفة المرتبطة بقانون .ان اي خلل في الكومبيوتر الكوني يؤدي الى نتائج جديدة ,قد تكون مثيرة,وقد تكون نتائجها كارثية .

وبالتالي يلعب ترادف الصدفة والنظام وفق القانون دورا كبيرا في خلق الكون . ومن هنا جاءت النظريات المتصارعة حول نشؤ الكون , هل هو صدفة عشوائية بحتة ؟ , ام وفق نظام وترتيب وقانون ؟
ان اختفاء مادة الكون يشير ببساطة الى اختفاءالانسان نفسه ووعيه . وبالمقابل فان وعي الانسان يساهم في اعادة تخليق الكون والتاثير عليه في التركيب دون الذري , حتى ولو بنسبة قليلة .لذا يمكننا القول ان وعي العقل الكوني يؤثر في وعي الانسان , وبالمقابل فان وعي الانسان يؤثر في وعي العقل الكوني .

في هذه الوشيجة والصيرورة الدائمة والمستمرة لوعي الانسان ولوعي العقل الكوني نصل الى استنتاج وهو انه لايمكن ان يكون اله الديانات الابراهيمية هو القوة العلوية المفارقة للانسان ,بل هو العقل الكوني والوعي الكوني المنبثق من داخل مادة الكون نفسه وليس من خارجه .

مقالتنا (الغوص عميقا في عالم الكم )والمنشورة على الرابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=369100

ان العقل الكوني هنا ليس هو (ابانا الذي في السماوات )كما صرح بذلك عالم الباراسايكولوجي كارل غوستاف يونغ .انه منبثق من عالم نظرية الكوانتم , وليس من عالم سماوي غيبي . ولقد استشعر الانبياءوالمتصوفة بالقوة الكونية السارية في الكون وغير المشخصة وشعروا بالاندماج معها في عالمهم الباطني اللاواعي . وتم اطلاق تسمية ( القوة )او ( الاله ) او (الله ) او غيرها من التسميات على العقل الكوني .

انها قوة غير مشخصة وغير مرئية ومن هنا جاء قول يسوع في الانجيل ( انا والاب واحد ), ( من راني فقد راى الاب).
ان وعي الانسان لنفسه وللكون, ووعي العقل الكوني لنفسه وللانسان , يشكلان تاثيرا متبادلا وفي حالة صيرورة دائمة ومستمرة .

ان المستقبل سيشهد تعديل الجينات الوراثية للانسان لاسباب مختلفة . وامكانية زيادة ذكاء الانسان وزيادة قدرة ذاكرته على استيعاب وحفظ مكتبات كاملة عن طريق الاستعانة بشريحة الكترونية مزروعة في دماغ الانسان .

وسيتم التحكم بذكاء ووعي الانسان عن بعد ويصبح ذكاء ووعي الانسان : نصف بشري - نصف رقمي (ديجيتال )الكتروني في مرحلة ما بعد النيوليبرالية .

وستثار من جديد مسالة الحرية الشخصية وحقوق الانسان والحداثة والديمقراطية في ظل العودة الى ىتكبيل حرية ووعي الانسان بوعي اصطناعي يتم التحكم به عن بعد.

وسيتم صناعة انسان سوبرمان بمواصفات فائقة معدلة جينيا لاهداف مخابراتية وللسيطرة على العالم وسيتم الاستغناء عن العمال والموظفين لصالح الانسان البشري – الرقمي المعدل وراثيا.

نلتقيكم على مسارات علمية وفكرية افضل..

مقالات ذات صلة بوعي الانسان وحقوق الانسان:

مقالتنا (انتهاك حقوق المواطنة والانسان: جزء من سيرتي الذاتية ), والمنشورة على الرابط التالي : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=516779








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوعي واختراع مفهوم النفس والعولمة
طلال الربيعي ( 2016 / 5 / 21 - 04:53 )
الزميل العزيز وليد عطو
شكرا على مقالتك, واتمنى ان تكون قد تخطيت بعض صعوباتك.
اود التفريق بين ثلاثة مفاهيم للوعي لا علاقة مباشرة لأحدها بالآخر.
المفهوم الاول هو فلسفي-بيولوجي, ويعني تعرف الكائن على نفسه في المرآة, وهذه صفة موجودة بالطبع في الانسان وكذلك ايضا في حيوانات مثل الشمبانزي والدولفين.
Chimps Are Self Aware
http://news.discovery.com/animals/zoo-animals/chimpanzees-self-awareness-110504.htm
المفهوم الثاني هو بيولوجي-نفسي, مثل فقدان الشخص لوعيه اثناء حصول جلطة دماغية او بسبب الصرع او امراض اخرى.
المفهوم الثالث هو سياسي واجتماعي-اقتصادي. فمثلا وعي العمال سياسيا بطبقيتهم يحيلهم من طبقة عاملة الى طبقة بروليتاريا واعية بمصالحها واهدافها كطبقة متميزة.
فاصدار صدام وقتها قرارا بتحويل عمال العراق الى موظفين كان ايضا نتيجة لضعف الوعي الطبقي للعمال, اي انه لم يكن هنالك طبقة بروليتاريا واعية بكونها طبقة وباهدافها وغاياتها, مما كان سيحول دون اتخاذ هذا القرار او تطبيقه.
يتبع


2 - الوعي واختراع مفهوم النفس والعولمة
طلال الربيعي ( 2016 / 5 / 21 - 04:57 )
كما ان وعي الانسان بنفسه كشخص منفرد عن قبيلته او طائفته هو نتيجة لاختراع مفهوم النفس في عصر الحداثة. لذا ترى ان الطائفية والعشائرية وعدم سيادة القانون وضعف روح المواطنة هي السمات السائدة في دول لم تمر بعد في مرحلة الحداثة مثل العراق, ولربما لن تمر وسيفوتها القطار وتبقى دول فاشلة او تتشظى وتختفي من الوجود الا اذا تبنت نظاما مناقضا للسياسات النيوليبرالية التي تهدف الى عولمة الشعوب وتسطيح الثقافة عالميا, والمتميزة بمعاداتها للثقافات للمحلية وتاريخها, كما يتجسد ذلك في سماح محتلي العراق للرعاع لنهب المتحف العراقي في بغداد. وداعش, كنتيجة لهذه السياسات النيوليبرالية, فعلت نفس الشئ مع متحف الموصل ومع معالم آثارية اخرى.
مع وافر المودة والاحترام


3 - اسرار الوعي
طلال الربيعي ( 2016 / 5 / 21 - 06:00 )
اود الاضافة ايضا ان ان مجلة
Scientific American
قد اصدرت الآن كتابا مهما بخصوص مختلف الجوانب البيولوجية,
وخصوصا العصبية للوعي, وكذلك الجوانب الروحية للوعي, وايضا تأثير التنويم المغاطيسي على الوعي, وهو احد المواضيع التي تثير اهتمامي والذي يشكل ايضا احد مجالات اختصاصي.
عنوان الكتاب
The Secrets of Consciousness

http://www.scientificamerican.com/store/books/the-secrets-of-consciousness/?WT.mc_id=SA_ebook_Consciousness_standalo


4 - الدكتور طلال الربيعي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 5 / 21 - 07:49 )
احب اولا ان اشكركم على حسن مشاعركم وسؤالكم عن اوضاعي ..

ثانيا :اثمن كثيرا تعليقكم العلمي والموسوعي والذي اضاف الكثير من المعلومات المهمة الى مادة المقال..

ثالثا :اتفق معكم حول التفريق بين مفاهيم الوعي المختلفة والامثلة التي اعطيتموها ..

يهمني التركيز في مقالتي على وعي الانسان لذاته وتاثير وعي الاخرين عليه في العقل الباطني اللاواعيف ي عالم نظرية الكم وفي ابحاث الباراسايكولوجي ..وبالتالي ليس هنالك ثبات في الوعي الانساني بل هو في صيرورة دائمة وهي من سمات الحداثة بعكس التصورات القروسطية للفكر الديني والقومي

ختاما:اتقدم اليكم بوافر الشكر والتقدير والعرفان ..

نلتقيكم في مسارات فكرية جديدة..


5 - الآن انتهيت من حوار طويل أخذ مني:
أفنان القاسم ( 2016 / 5 / 21 - 11:54 )
جهدًا كبيرًا عن المؤتمر العربي العالمي، لكني أبيت إلا أن أقرأك، ولو بسرعة، للفائدة الكبرى التي تحملها مقالاتك، ما يهمني بالطبع كسياسي ما قاله العزيز طلال عن المفهوم السياسي الاجتماعي الاقتصادي للوعي، ورأيي من رأيك العزيز وليد حول وعي الإنسان لذاته ووعي الآخرين عليه في العقل الباطني اللاواعي يبقينا في دائرة، لا تنفتح بالضرورة على وعي العمال أو عدم وعيهم، لهذا استنتاجات طلال العلمية تبقى في دائرتها كذلك، بينما في الأدب لا توجد دوائر، هناك مزيج من هذا وذاك، فالتجريد ينفي العلمية المتوخاة من طرفكما وبالتالي الصرامة المعهودة، في الأدب لدينا الإنسان الخام في وعيه، القابل للتشريح السردي تحت كافة المفاهيم...


6 - لهذا السبب في روايتي ((باريس))
أفنان القاسم ( 2016 / 5 / 21 - 12:12 )
التي كتبتها في أواسط التسعينات من القرن الماضي، تتم صناعة الإنسان السوبرمان بمواصفات فائقة معدلة جينيا وإلكترونيًا لأهداف ليست مخابراتية -كما يقول وليد تبعًا لسياق ثان يفرضه موضوع الرواية- ولكن للسيطرة على العالم، بينما لن يتحقق ذلك علميًا في مجتمعنا الرقمي قبل مدة غير محددة...


7 - الدكتور افنان القاسم المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 5 / 21 - 12:41 )
اسعدني حضوركم وتعليقكم على مقالتي برغم انشغالاتكم الكثيرة ..

اتمنى لكم النجاح في التاسيس للمؤتمر العربي العالمي ولحل الصراع العربي الاسرائيلي ..

اتفق معكم في التحليل ..

ليس هنالك دوائر وحدود صارمة في الادب والفن والموسيقى ..

فهي تخضع للذوق وللالهام وللمخيال العابر للقارات ..

اعجبني قولكم(في الادب لدينا الانسان الخام في وعيه , القابل للتشريح السردي تحت كافة المفاهيم )..
احسنتم القول دكتور افنان ونلتقيكم على ثمار فكرية وادبية جديدة ..


8 - العمال, حالهم حال كل البشر, يمتلكون
طلال الربيعي ( 2016 / 5 / 21 - 13:20 )
عزيزي افنان
العمال, حالهم حال كل البشر, يمتلكون عقلا واعيا, وعقلا لاواعيا, حسب ادبيات التحليل النفسي (والعقل اللاواعي هو لربما ما تسميه انت -الإنسان الخام في وعيه-). وهذا شرح ديكتاتي هنا, لانه بالطبع في الادب والحياة عموما لا توجد حدود جامدة بين الوعي واللاوعي, وان كان بعض انواع الادب هو اكثر قربا للاوعي كما في جيمس جويس على سبيل المثل.
وافر تحياتي وتمنياتي لك بالنجاح الكامل في اعدادك للمؤتمر.


9 - الدكتور افنان القاسم المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 5 / 21 - 13:47 )
رسالتكم رقم - 2 -

اسعدني كتابتكم لرواية باريس عن الانسان الرقمي والمعل وراثيا..

نعم قد يتم تصنيع هذا الانسان للقضاء على الامراض الوراثية والسرطانية والامراض النادرة ..

او لانجاب اشخاص طبق الاصل من احد الوالدين او لشخص مات منذ زمن بعيد انتاج نسخة من اينشتاين او ماركس..

لكن يبقى هاجس الدوائر الغربية انتاج انسان معدل وراثيا لاهداف مخابراتية بتمويل من المراكز العملاقة للاقتصاد الراسمالي المعولمر راس المال المالي ..

اتفق معكم ان ظهور هذا الانسان الرقمي سيظهر في فترة غير معلومة حاليا .. المسالة تبقى متعلقة ببقاء النيوليبرالية المتحالفة مع مراكز المال والاقتصاد العالمية ومع العقلية الاداتية - عقلية السيطرة .. تقبل مودتي استاذنا العزيز افنان القاسم ..

اخر الافلام

.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق


.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟




.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع


.. الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد




.. مؤيدو ترامب يطالبون بإعدام القاضي وبحرب أهلية