الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشريعة .. وقَضم الأظافِر

امين يونس

2016 / 5 / 20
كتابات ساخرة


" في دردشة بين إمرأتَين .. قالتْ الأولى : أن زَوجي يمتلك عادةً سيئة ، إذ يقوم بقضم أظافره بأسنانه ، كُلّما غفلتُ عنهُ . قالتْ الثانية : زَوجي كذلك ، كانَ يقوم بنفس الشئ ، وحاولتُ كثيراً أن أثنيهِ ، دون جدوى .. ولكن قبلَ فترة ، توصلتُ إلى حَلٍ سحري ، وطّبَقْته ، فتركَ على أثرهِ ، هذهِ العادة القبيحة ، بصورةٍ نهائية . سألتْها صاحبتها بِلهفة : ما هو ذاك الحَل أرجوكِ ؟ أجابتْ : لقد قَلَعتُ جميع أسنانه ، فلم يَعُد بإمكانه قضم أظافره ! " .
................
حكوماتنا المتعاقِبة ، تمتلك أيضاً ، عاداتٍ سيئة ، من قبيل إطلاق الوعود تلو الوعود ، ثم التهرُب من تنفيذها . حكومات بغداد ، جميعها ، بعد 2004 ولحد اليوم ، وعدتْ بالحَد من الفساد ( فتفشي الفساد ، هو من الأسباب المهمة لظهور الإرهاب ، وهو أيضاً من مُسببات تدهور الوضع الأمني ، ويُؤدي كذلك إلى سوء الخدمات ) . إذا الفساد الذي يُمارسهُ الحُكام والطبقة السياسية المتنفذة ، هو أساس المشاكل التي نُعاني منها .
حكومات أقليم كردستان المتعاقبة ، أيضاً ، ومنذ 1992 ، وبصورةٍ تصاعدية ، تمتلك عاداتْ سيئة ، مثل إطلاق الوعود تلو الوعود ، ثم التهرُب من تنفيذها ، بمُختلف الحجج والذرائع الواهية .
إذن حكومات بغداد وأربيل ، طالما كذبتْ وطالما خدعت الناس ، ونهبتْ الأموال العامة وتصرفتْ بها على هواها ، وجعلَتْ من المصالح الحزبية والشخصية ، المعيار المُعتَمَد في الحُكم .
.................
إلتقتْ أربيلية مع بغدادية .. فقالتْ الأربيلية : أن زوجي يمتلك عادةً خبيثة ، إذ انهُ يسرق وينهب ويستولي على محتويات المنزل ويتصرف بها بحيث أصبحنا على شفير الهاوية وأطفالي يُعانونَ من الفُقر . ردّتْ البغدادية : حالي مثل حالك يا أختي ، فزوجي أيضاً ، مُنشغلٌ بسرقة ونهب كُل شئ ، بحيث باتَ منزلنا خرابةً بائسة ... حاولتُ كثيراً أن أوقفهُ عند حّدهِ ، دون جدوى . رُبما سأضطرُ أخيراً [ إذا تسَنى لي ] أن اُطّبِقَ الشريعة الإسلامية بِحقهِ ، فأقطَع يدهُ ! .
................
لو نجحتْ الزوجة البغدادية ، في تنفيذ خطتها ، فكَمْ من مقطوعي الأيدي سنرى ؟ تصّوروا أن " أيهم السامرائي " مثلاُ ، يُريد ان يُنظِف مؤخرته ، فكيف سيفعل وذراعاه مقطوعتان ؟ أو " حازم الشعلان " يرغب في حَك أنفه ، فلا يستطيع .. أو " عبد الفلاح السوداني " يُريد أن يُوّقِع شيكاً لأحد معاونيه .. أو " بهاء الأعرجي " يتملق الصدر ، فلا يقدر على التصفيق لهُ ! .
هذه مُجّرَد نماذج قليلة ... فإذا تَسّنى للزوجة البغدادية تطبيق ذاك البند من الشريعة ، فأن طبقةً كاملة سوف تغدو بدون أكُفٍ ولا وأيادي .
الأربيلية قالتْ بحسرة : المُشكلة أننا هنا ( شكلياً ) نظامنا ليسَ إسلامياً ، وبالتالي لا نستطيع تطبيق الشريعة ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان سامو زين ضيف صباح العربية


.. الرئيس التونسي: بعض المهرجانات الفنية لا ترتقي بالذوق العام




.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر


.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش




.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص