الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدل نقدي

عبدالرزاق عبدالوهاب حسين

2016 / 5 / 20
الادب والفن


جدل نقدي في الشاعر رعد زامل (سيميلوجيا الغياب)
طالما ان اطار الغياب في مسودة العقل البشري العربي تحديدا هو مالايدرك ولامسبب لمعنى وجوده سوى العدم التام الذي لاينتج صورة ذهنية من نوع ما حال وقوعه لذا ما لايمكن اطلاقه يمكن استنتاج مسببات وجوده بالتعامل مع نقائضه للتوصل الى الدلالة المعرفية الاولى لذلك السبب اوالدخول في عالم من الاستنتاجات او البديهيات اوالتعين الصوري مما هو موجود اصلا في خزائن موروثاتنا المشوهة المستمدة من تعاليم مقننة ولايمكن تجاوز قدسية انوجادها او اصل وجودها لغة لالغائها وبناء بديلها الجديد تحت حتمية الوجود المبتكر او المبدع (النص) اي ان اصل هزيمة اللغة المقدسة في اصل تكوين النص عربيا لم يحدث ولم يطرأ فعل الاحتكاك بها خارج المعاني والمسودات فقد حلت اللغة محل الكلام ولم يميز بينهما ولم تعتبر حاملا لنص ما او قياسا لأي كلام نفسي او تركيبا قياسيا للمعاني والصور فقد كانت ولازالت مقدسة سمجة تطيل النظر بمركباتها ولاتتجاوزها على اي من مستويات التفكر والابداع داخل وخارج النص المعرفي والجمالي .. لذا رب هذه الصحوة الخجولة والمتأخرة لتعريتها اولا والخروج عليها مما لحق بها من عنف قسري لتحديد المعاني والمدلولات البائدة اصبح من الواجب للتخلص من الجمود والركود الكتابي المنتج على مسودات صفراء حل بها دليل الغياب والى الابد ...
ان محاولة تحقيق هذا الهدف بإرساء الأسس أو المذاهب القائمة علي البديهيات أو الحقائق البديهية الموجودة خارج اللغة وقد وصف دريدا مواصلة اعتساف هذاالطريق بأنه عبث لا طائل من ورائه، وبأنه تعبير عن الحنين إلي ماضي من اليقين الزائف فأن ماتجمعه اللغة من تراكمات لفظية لتشكيل جسدها في خضم المعاني والتركيبات هو دليل وجودها الدائم وحصر تركتها وتصنيفه بشكل دائم هو نتاج العقل المبدع الذي يتحرك وفقا لمعطى يجيز انحلالها فيه عنصرا عنصرا لتحميله بالالتحام والتواشج والذوبان كأي مركب كيميائي . فالكتابة كيمياء وتحليل الكتابة عملية مختبرية دقيقة لتفكيك عناصر تلك الكيمياء واكتشاف اصول وجودها المبدع ودون تلك العمليتين لايمكن التحرر مما يحل بالعمل الكتابي ايان كانت تسميته او عنوانه
فالتفكيك هو فك الارتباط بمعناه المتداول,أو اللغة وكل ما يقع خارجها,أي إنكار قدرة اللغة على أن تحيلنا إلي أي شئ أو إلى أي ظاهرة إحالة موثوقا بها، وعندما ننظر في معناها الفلسفي خصوصا في إطار مدرسة التحليل اللغوي الفلسفية الإنجليزية والتي عرفناها من خلال مناهج برتراند رسل وفتجنشتاين و جلبرت رايل وإير وغيرهم ممن قدمهم إلي قراء العربية زكي نجيب محمود وعزمي إسلام. ان ماحول مجرى التفكير عموما هو الانقلاب الحقيقي على تصنيم اللغة وتفكيك قدسية متلازمة المعنى العام والتمرد على كل انكار لايثبت وقطع لايصل وتفكيك لايربط إلا في حدود اللغة نفسها، ومن النص إلى النص ,بل إن مذهبها الأساسي ألا وهو استحالة إثبات معني متماسك لنص ما.هكذا تحول الفكر الجديد لبدأ رؤية جديدة خلخلت ثوابت تقييد العزل المعرفي للمزدوجات الفكرية والتعامل مع نقائضها في ان واحد حتى يبدأ دريدا نقده للوصول بالطرق التقليدية إلى حل لمشكلة الإحالة,أي قدرة اللفظ على إحالتنا إلى شئ ما خارجه فهو ينكر أن اللغة منزل الوجود ومعنى منزل الوجود في نظره الطاقة علي سد الفجوة بين الثقافة التي صنعها الإنسان والطبيعة التي صنعها الله,أي أن اللغة لن تصبح أبدا نافذة شفافة على العالم كما هو في حقيقته. الحضور الانطلوجي هذا المصدر المتعالي الذي لمح له دريدا على انه ميتافيزقيا .وهو ما يوهم بطبيعية العلاقات بين الانسان ومجتمعه وعالمه لذا ان اهتمامنا بتلك العلاقة لتأسيس فضاء من العلاقات بين الافراد والمعنى هي بمثابة انتاج قيم جديدة لصنع المعنى لأنتاج مانعنيه بالاحلال والسيطرة التي تخلع نعوة القوة على النص قد اخترنا نموذجا شعريا لتلك العلاقات المذكورة اعلاه لتسنم سلطة نعوة القوة في تبادل ادوار النص وعوالمه الجديدة في اضطرادها من تعيين العلاقات الجديدة ودحر انطلوجيا المسميات الماورائية السالبة..فمجموعة الشاعر رعد زامل الموسومة بخسوف الضمير التي حمل متنها ثلاثة عشر نصا ومدخلا تمثل ذلك التقييم الانطلوجي لصنع معاني الاله الحاضر الانسان وعلاقاته الضدية طالما انه خالق من نوع ما خالق يرتدي خلق اشياءه وحيواته مستعرضا ذلك الخلق على شاكلة وقائعه وهمومه وحتى هزائمه ليتعرى هائما خارج معنى انوجاده الازلي فاضحا اسرار رؤاه وانقماعها في الممكن واليومي
(لست اكثر من كلمة)
وليس اكثر من كلمة .. لاغير كلمة تبادلية مراوغة تحتال لتجد ظلالها المختفية في جسد اخر غير الحقيقة وربما اكثر صدقاً من الحقيقة ذاتها ..
الذي تدوس عليه
في الليل
اقدام الذين مثله
كانوا كلمة ايضاً...
كل ذلك الارتباك في الكلمة والعلاقات المتناقضة الاصيلة والهامشية في الكلمة انه يعي ان كل شيء كلمة من الله الى اصغر الموجودات لذا عليه ان يضع الكلمة محلها الذي يريد تسييرها نحوه فعلها الله او علها علة المكونات الهائمة في هيكل الوجود لذا كان مراقبا ومراقبا فالمركز الاهم لفلك اهتمامه هو الانشاء داخل وخارج النص فليس لنصه وجوداً موحياً او نصاً ايحائيا انه نص يقول ليعبر احتيال قدم البلاغة المترفة بالكلام...( قد تختفي هذه الدلالات أحيانا في تفاصيل تمثيلات استعارية مجردة، وقد تتخذ أحيانا أخرى حالات تشخيص يحيل على فعل مباشر يوهم بالحقيقة "الكلية" للوجود الإنساني، ولكنه لن يكون، في جميع هذه الحالات، سوى محكيات تحتمي بها الذاكرة وتستعيد من خلالها زمنية ولت إلى الأبد. ففي كل جزئية تعبيرية، وفي كل أسناد القول تختفي إحالات لا رابط بينها وبين التجلي المباشر، عدا ما يمكن أن يكشف عنه الإرث الوجداني الذي نسيه العقل أو تناساه.) (سعيد بنكراد) فوطأة من ذلك التوصيف الوظيفي للعقل تحيل كل المتراكمات والمهمل الى محفز اشتغال لتراكيب اشتغال المبدع بالسلطة المتوخاة من النص ذاته .فتجريد الاستعارة التي اطلقها الشاعر تنأى به عما ظنه سلفا دلالة لفظية تؤطر جنوحه لبداية التجرد والاحتراق
كانوا كلمة ايضا
ولكن كما لو أنها
اطلقت على الفحم
أقر دريدا بأن الكتابة هي أصل اللغة حتى اكد إن المسألة لا تتعلق بأن نعيد للكتابة حقوقها وامتيازها وكرامتها، هذه الكتابة التي اعتبرها لقيطة افلاطون واكد على عدم شرعيتها امام الكلام ذلك الابن البار وفقا لتوصيف افلاطون كذلك لذلك ان دفع الهامش أي الكتابة مكان المتن الكلام كان من الظرورات الملحة لأنتاج متنا جديد للعالم العقلي الذي توخى بداية نفاذه للحياة .
لست اكثر من كلمة
اطلقها الرب على الطين
المكون المزدوج والتداخل الصوري في ايجاد مسببات المعنى الوجودي للشاعر ..تلك هي رغبة انحرافه ولو قليلا عما هو سائد واسطوري فلم يعد الطين مادته الاولى التي تمحور منها وجوده وفق كلمة الرب فالكلمة هاهنا للشاعر اعاد تصور خلقه وربما ذلك المنحى في ايجاد المسببات هو ما انهك الكثير ممن حاولوا الاعتناء بقراءة النصوص التي تدخل في ذلك التشكل والتشكيل لذا حاولت جاهداً فيما سيأتي تبيان تلك الاشكاليات الدائبة في عالم القراءة (النقدية ) اشكالية التوغل في سلسلة الترابط المعنوي و الافتراض الدلالي للجمل المعنية بتركيب النص. طالما ان هنالك قصدية مبكرة يحملها الناص الناقد مبتعدا بها اصلا عن الموجه القرائي الذي يحمله النص الاصل وتوالده المتفجر دلاليا ...ويمكن توصيف تلك المشلكة ب- تأملات طفولة العقل النقدي وعقم افتراضه التحليلي
.
ولضرورة توسيع الافق الدلالي وتنشيطه معرفيا حتى يتناسب مع مستويات التأويل والتعدد الصوري لدى الناقد. سأكترث اولا بتحقيق بعض المقاربات المطروحة نقديا والنصوص المشار اليها نقداً حتى نتوخى في حرصنا هذا توفير المناخ المعرفي التطبيقي. ففي الكتابة الغير موسومة للناقد حسن السلمان لمجموعة خسوف الضمير للشاعر رعد زامل. يستهل الناقد حسن السلمان مضلته النقدية بتوضيف سميلوجي في غاية الخطورة والاشتباك دون ان يميز مابين الايقونة والمؤشر في غطائه المعرفي وذلك لألتباسه عليه فقد قرر منذ الوهلة الاولى ان يمتهن الاطلاق في تعريفاته المستقاة من الاصطلاحات السيميلوجية مما اضاع عليه الامساك بها واحلالها محلا نقديا لائقا.يقول اي حسن السلمان بتناصه مع النص السملوجي للدلالة هنالك مفردات هامشية مبتذله قبيحة لاتصلح ان تكون ضمن البنية التشكيلية للقصيدة .....-الا اذا استطاع النص ان يمدها بانعطاف اخر لدلالة مغايرة- التعديل للدراس- لذلك نقول ان الاتهامات المؤيدة لتشريح تأريخ وتطور اللغة يقف على زمنية الاستعمال وتفجر اللغة بمحمولها الدلالي ولايمكن الوقوف على صنمية المفردة دون توليد المؤشر السملوجي فيها .
لاقطار ينتظرني
ولامحطات ....
فأنا عابر سبيل
احمل عمري
كما لو انه
كيس نفايات
فقد اقتنع الناقد بتهميش التواصل الدلالي واعماء دلالاته الكبرى. فقد اقترح المفارقة في احتمال التأويل دون الالتفات الى ايحائية الايقونة دلاليا واستمرارها في دفع اقترانها بمسميات التكوين النصي واندماجها به.
هاهنا اذ يقول الناقد -النفايات للدلالة على كيس النفايات ..اوعلى وجود لااهمية له والخطأ في التأويل هواذ ليست لااهمية للنفايات بل ان في الانحطاط للموصوف والمقترن الايحائي به ..- احمل عمري كما لو انه كيس من النفايات..- ..اذ هاهنا نرى تعبيرا مركبا كما يصطلح عليه علماء اللغة فهو من باب التنكيل وحزم مايتعلق من بقايا العمر الهرمة خارج ايجابية الحياة . ومثل ذلك التركيب لغويا اعدمت عمري و لايسوى العمر شروى نقير ولم يبقى ماينفع من العمر فهي كلها مرادفة للفظ الهرم او السلبية او اليأس والانحطاط. ويذهب بعض اللغويين الى القول بأنه لايوجد بين المترادفات فروق في المعاني دقيقة . ممايجعل ان الامتداد الدلالي قائما وفق التوهج الفكري للايحاء الوجودي في التركيب الشعري للنص اي استقراء وجه الهزيمة وانحلالها بعمر الشاعر يقينا هو اشتراط لأزمة وجودية كبرى تستمر معمرة فيه لاطاقة له بالخلاص منها ومايجعلني كذلك اقف متسائلا هل يعني الناقد بفهمة للمؤشر السيملوجي بغير كونه هو مايحيل الى الشيء ذاته و الذي يشير اليه بفضل وقوع هذا الشيء في الواقع مثل الضحك والبكاء والحب والكره وهي مؤشرات على حصول الحدث والمتوقع وكذلك الماوراء .....ومن ذلك على حد رؤية بيرس هي علاقة مجاورة بين الدلالات وانزياحها . - لاقطارينتظرني
لامحطات
فأنا عابر سبيل
احمل عمري.... هكذا
لاقطار( العلامة الايحائية على بعد دلالي اخر كأستمرارية الحياة وجريانها الدائم.)
ينتظرني (اليأس الوجودي الذي يلازم استعارة الوهن والاستسلام والمبرهن بلا النافية للحياة-القطار)
عابر سبيل مرادف محمول على العمر -احمل عمري وهكذا.......
وكما اسلفنا ان الشاعر رعد زامل في مجموعته والنص المثال الذي اخذناه على سبيل مجاراة الناقد كان متفوقا في ايحائه على مستوى الوعي النقدي . بل لربما كان يثير اللغة في انفجارها دلاليا ليحرض القياسات النقدية للنفاذ الى مناطق اوسع لمشاكسة رؤوى الشعر وتجلياته
ويمضي السلمان قدما في كتاباته النقدية ملتمساً غطاءاً معرفياً للغور في تقليده النقدي ناسفاً الاعتبارات القيمية للنظرية ذاتها . اذ يقول بوصفه لنظرية نورثروب فراي المعنى وعي لاكلمات و يجهزبذلك منذ البداية في غطائه التنظيري للمرة الثانية على معطيات المعنى والتأويل اذ ينسى انه يتعامل مع مسودة بنائية يكتسي فيها المعنى وجوده من خلال الاختلاف وفي الاختلاف. ومن ثم فأن ادراك المعنى للنصوص يفترض وجود نظام مبني على مجموعة من العلاقات للبنى الكتابية والنص كما ورد انفاً بنية تأويل. يقولها الناقد معززا ذلك بالوعي. وهنا يبدأ اشتباكنا المعرفي الجديد مع الناقد حسن السلمان ففي موضع نقدي اخر لمجموعة الشاعر عبدالحسين بريسم الموسومة ببائع المطر افترض السلمان ان لاشيء يعززه الوعي سوى النص مضطرباً بتعريف ذلك بنصوص المعنى اذ لم يبرح ذلك التعريف حتى اخفق بالتماسه شرطاً يميز نصوص اللامعنى مكرراً قول نورثروب فراي (انها اي النصوص ذات طابع عدمي تعتمد اللاوعي والتداعي والتجريد الية اشتغالها) .
متناسيا ان النص يمثل معنى شخص ما تحديدا ذلك ماقاله نورثروب فراي. هنا نقطة افتراقنا التي لم يقع عليها الناقد حسن السلمان
إن التفكيك هو استبعاد المركز/الكلام، ثم اكتشاف الطاقة الكامنة في الهامش/الكتابة واجبارنا على اعادة فهم البلاغة والانحراف عن تعريفات الاقناع للاقناع الشائع والمتداول للبلاغة . فقد اخذ البحث عن المسببات في وجود النص امكانات وطاقاته المحددة للاسلوب مأخذاً تجاوز تلك الوقائع والمفاهيم السطحية واسس لعمق الانعتاق للعالم الجديد في بناء النص وتفكيك بناه لأعتبارات الكشف والتكوين فلم تعد عملية الاقناع او الوهم التخييلي ما يدفعنا لبناء رأي او حكم او اعطاء صفة ما لحركة النص الابداعية فقد تجاوز العالم ذلك ليؤسس جهده في احترام حركته الداخلية والخارجية ومعرفة تداخل واشتباك الدلالات وفك تناقضاتها وانسجامها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في